أشاد نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، الأربعاء، ببناء القيادات السياسية العراقية جبهة وطنية قبيل البدء بعملية تحرير تكريت (160 كلم شمال بغداد) بمحافظة صلاح الدين الجارية الآن. وقال بيان صادر عن البيت الأبيض "تحدث نائب الرئيس جو بايدن (الأربعاء) مع رئيس الوزرء العراقي حيدر العبادي، حيث بحثا العمليات العسكرية الجارية في العراق بما في ذلك في محافظتي صلاح الدين والأنبار". وأضاف البيان أن بايدن أعرب "عن دعمه لقيادة رئيس الوزراء لعبادي لمعركة العراق ضد داعش"، مثنياً في الوقت نفسه على "رئيس الوزراء العبادي وقيادات عراقية أخرى لبنائهم جبهة وطنية قبل انطلاق العملية (العسكرية) الجارية قرب تكريت". وأشاد بايدن بدعوة العبادي "من جبهة القتال (أثناء زيارته لصلاح الدين) لحماية المدنية وأهمية ضمان أن تكون جميع المجاميع المسلحة تحت سيطرة الدولة". وحسب البيان، لفت بايدن إلى "جهود الحكومة العراقية لتمكين مقاتلين من محافظة صلاح الدين من المشاركة في استعادة مناطقهم من داعش وضمان عودة السكان المهجرين إلى منازلهم بعد هزيمة داعش واستقرار المناطق المحلية". ويشن العراق حملة عسكرية واسعة منذ يوم الاثنين بمشاركة نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وأبناء بعض العشائر السنية لاستعادة تكريت ومدن وبلدات أخرى في محافظة صلاح الدين من تنظيم "داعش". والحملة تعد أوسع هجوم ضد التنظيم منذ سيطرة المتشددين على مساحات واسعة من شمال وغرب البلاد في صيف العام الماضي، وسط مخاوف من مصير المدنيين العالقين في الحرب. من جهته قال المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي، جوش إيرنست، في وقت سابق الأربعاء، متحدثاً عمليات تحرير محافظة صلاح الدين أن "الولاياتالمتحدة على علم بهذه العمليات منذ بعض الوقت، والولاياتالمتحدة كانت مطلعة على التخطيط لهذه العملية وكانت على اطلاع ببدئها". وأضاف إيرنست أن تلك العمليات يقودها العراقيون، ومؤكداً على أنها "تشمل قوة مشكلة من عدة طوائف ". وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية مبتهجة "لكونها تشمل ليس القوات الأمنية العراقية فحسب ولكن هنالك مقاتلين مرتبطين بالقبائل السنية المحلية يشتركون في هذا الجهد". وأوضح أن هنالك تأكيدات على أن "قيادات سنية بما في ذلك محافظ صلاح الدين قد عبروا عن دعمهم لهذه العملية". إلا أن إيرنست قال إن بلاده تدرك اشتراك الإيرانيين في هذه العملية "الولاياتالمتحدة لن تنسق عسكرياً مع الإيرانيين لكن حقيقة أن بعض عسكريي الجيش الإيراني مشتركين في العملية لايغير من حقيقة أن هذه العملية شاملة ومتعددة الطوائف" ورفض المتحدث البيت الأبيض أن يصف عمليات تحرير صلاح الدين بكونها استعداد لعملية تحرير الموصل قائلاً "إننا نتوقع أن تتم أي عملية في الموصل بقيادة عراقية وأن تتم في التوقيت والمكان الذي يختاره القادة العسكريون والسياسيون العراقيون ونتوقع أن تكون أي عملية في الموصل متعددة الطوائف وتعكس تنوع ذلك البلد (العراق)، وإذا ما استدعلى الأمر فستدعمهم قوات حلفنا الواسع بما فيها القوة الجوية العسكرية". ولفت إلى أن "قوات الولاياتالمتحدة أو التحالف الجوية غير مشتركة في دعم عملية تكريت" دون إيضاح لاسباب عدم اشتراك قوات التحالف إلا أنه قال "أننا نتصور احتمال دعم عملية تحرير الموصل من قبل الضربات الجوية التحالف". وعلى مدى الأشهر الماضية، يواجه تنظيم "داعش" اتهامات من قبل منظمات دولية ومحلية بارتكاب انتهاكات بحقوق المدنيين والعسكريين في العراق يرتقي بعضها الى جرائم الحرب، وهي اتهامات لا يتسن عادة الحصول على رد عليها من التنظيم لفرضه قيود على التعامل مع وسائل الإعلام.