انتاناناريفو: أعلنت مصادر أمنية في مدغشقر صباح الخميس محاصرة مجموعة من الضباط في ثكنات عسكرية قرب مطار عاصمة مدغشقر ، بعد يوم من اعلانهم الاطاحة بنظام الرئيس اندري راجولينا في مدغشقر. وكان شهود عيان أفادوا بأن نحو ألف شخص مؤيدين للمتمردين سدوا مساء الاربعاء الطريق الرئيسي الى المطار قرب الثكنات وأقاموا حاجزا على الطريق وأشعلوا النار في اطارات سيارات ، لكن قوات الامن تدخلت وأطلقت الغاز المسيل للدموع وتعهدت بسحق اي تمرد. واضافت مصادر أمنية انه من المتوقع ان تنضم وحدات أخرى من الجيش الى التمرد الخميس ، في محاولة للسيطرة على قصر الرئاسة واغلاق مؤسسات الحكومة واغلاق المطار الدولي. واعلنت مجموعة من ضباط الجيش في مدغشقر سيطرتها على الجزيرة ، مشيرة الى انها ستحل المؤسسات الحكومية وتشكل هيئة للحكم ، داعية بقية الجيش الى مساندتها. ويقود المجموعة العقيد شارلز اندرياناسوفينا وهو احد الشخصيات التي ساعدت الرئيس اندريه راجولينا على الوصول الى السلطة في العام الماضي. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن العقيد اندرياناسوفينا قوله: " ان مجموعة الضباط ترغب في المصالحة الوطنية وانهاء الازمة السياسية في البلاد" ، مؤكدا ان الضباط يسعون لاطلاق سراح السجناء السياسيين وعودة المنفيين الى البلاد". واضاف بأن المدغشقريين ملوا من انتظار حل الازمة السياسية التي تمر بها البلاد. واوضح زعيم الانقلابيين: "لسوء الحظ، ما زالت الاحزاب السياسية المختلفة متمسكة بمواقفها، بينما يعاني الشعب المدغشقري الامرين من جراء عنجهيتهم الفارغة". وتقول المجموعة المتمردة إنها شكلت لجنة عسكرية لإدارة شؤون البلاد. ويواجه الرئيس راجولينا عزلة دبلوماسية منذ وصوله الى السلطة ويتجاهل محاولات وسطاء اقليميين للتوصل الى اتفاق مع المعارضة. وقد ادان راجولينا الانقلاب ، مؤكدا "انه لا يخشى تهديداتهم" ، وعبر عن ثقته بقدرته على التمسك بالسلطة، وقال: "لبعض الناس النية في خلق المشاكل من اجل عرقلة التحولات، ولكن الحكومة ستضطلع بمسؤولياتها ووتحرك ضدهم". واضاف الرئيس بأن الانقلابيين عبارة عن مجموعة صغيرة من الضباط تحاول اثارة المشاكل في اليوم التي كان من المفترض ان يصوت فيه الاهالي في استفتاء حول الدستور. ويسمح الدستور المقترح للرئيس راجولينا بالبقاء في الحكم لأجل غير مسمى. من جانبه صرح وزير الدفاع في مدغشقر بأنه لم تتم الإطاحة بالرئيس وأن الحكومة مازالت تسيطر على الأمور. ويشار الى ان العقيد اندرياناسوفينا كان ضابطا في لواء كابسات الذي اطاح بالرئيس السابق مارك رافالومانانا في مارس/آذار 2009.