صرح إخصائى الترميم أشرف يوسف عويس مدير ترميم سقارة لموقع محيط بأن مائدة القرابين التى كشفت عنها حفائر البعثة الفرنسية السويسرية بسقارة تحت إشراف وزارة الآثار تم ترميمها باستخدام تقنية النانو هيدروكسيد الكالسيوم وسيليكات الإثيل لإجراء عمليات التقوية حيث تمت التقوية أولاً بإستخدام سيليكات الإثيل بنسب مختلفة مع التغطية ثم تم إستخدام مادة النانو هيدروكسيد الكالسيوم ثلاث مرات وهذه التقنية تتم لأول مرة فى ترميم قطع أثرية بمصر . وأكد أشرف عويس أن البعثة الفرنسية السويسرية بسقارة برئاسة البروفسير فيليب كولمبرت كشفت عن العديد من القطع الأثرية والتى قامت إدارة ترميم سقارة بترميمها حيث أن البعثة تعتمد كلياً على إخصائى الترميم من إدارة الترميم بسقارة فى إنجاز أعمال الترميم لكل الآثار التى تكتشفها البعثة منذ عام 2008 ومن ضمن الآثار التى كشفت عنها البعثة عام 2014 مائدة قرابين من الحجر الجيرى بموقع الشواف جنوب سقارة والذى يحوى أهرامات ومقابر من الأسرة السادسة مثل هرم الملك ببى الأول وعثر عليها فى ممر يقع ما بين المجموعة الهرمية للملك ببى الأول والمجموعة الهرمية الخاصة بالملكة بهنو بالقرب من مدخل بوابة معبد الملكة عند الجانب الجنوبى ،ووجدت فى حالة سيئة وعليها العديد من آثار التلف الشديد ، وقام بعمل الدراسات الأثرية لها Rémil egros أحد أفراد البعثة . ويضيف أشرف عويس أن المائدة المكتشفة تعتبر جزءاً من مجموعة من القطع الأثرية ن رتبت على جانبى مدخل المعبد ،والذى كان من المفترض أن يستقبل الأضاحى وطقوس معينة ، وربما كان هذا بمناسبة مرور الزوار والمصلين الذين يدخلون ويخرجون مجموعة الملكة ، وكان هذا شائعاً فى جبانة الملك ببى الأول ، وقد وجدت المائدة داخل سطح الأرض بحيث تصبح جزءاً من الأرضية ومتماشية مع ارتفاعها لتصبح جزءاً من امتدادها . ويتابع بأن المائدة اكتشفت فى حالة سيئة من التدهور نتيجة حريق مجهول بالموقع لا يعرف أسبابه ، ووجد على المائدة نص بالخط الهيروغليفى ترجمته البعثة ( تقدم هذه القرابين من الخبز والبيرة توسلاً للكاهن ألف من الخبز وألف من البيرة ) ، ولا يوجد أى دليل يؤرخ للمائدة سوى العثور على قنينة عثر عليها بيد المتوفى تعود لأسلوب نهاية عصر الإنتفال الأول ن وقد تم نقل المائدة والقطع الأثرية الأخرى التى وجدت بجوارها إلى المخزن الخاص بالبعثة بواسطة فريق الترميم الدقيق ليتم علاجها وصيانتها هناك . أعمال الصيانة يشير أشرف عويس لأعمال الصيانة لمائدة القرابين ، والتى بدأت بأخذ عينة من حجر المائدة من الأجزاء المنفصلة من القاعدة وتم عمل تحليل XRD للتعرف على المكونات المعدنية للحجر والذى جائت نتائجه الكالسيت 80% Ca Co3 ، السيلكات 15% Si ، الهاليت 5% NA Cl ، ويوضح هذا أن الحجر التى نحتت منه مائدة القرابين من النوع الجيد وغالباً ما يكون من حجر سقارة الجيد ، كما توجد به نسبة 15% من السيليكات و5% من ملح الطعام وهو من الشوائب الأكثر شيوعاً ، والتى قد توجد فى الحجر الجيرى ومن هنا ومن خلال نتائج تحليل XRD تم تحديد المواد التى تم إستخدامها قى تقوية الحجر الجيرى التى نحتت منه مائدة القرابين . مظاهر التلف تم تحديد مظاهر التلف بالمائدة والتى تمثلت فى وجود أجزاء مفقودة بمناطق عديدة من مائدة القرابين خاصة من مناطق الحواف ، وكذلك فى خلفية المائدة ، وقد يكون هذا الفقد حدث نتيجة تعرض الأثر إلى عوامل التلف المختلفة وخاصة التباين فى درجات الحرارة ، حيث تكتسب الأجزاء الخارجية من الأثر الحرارة أثناء النهار ، والتى تنتقل تدريجياً إلى الأجزاء الداخلية بالليل فتنخفض درجات الحرارة على السطح بينما يظل داخل الحجر مكتسباً لدرجات الحرارة العالية وبتكرار هذا تتفكك المواد الرابطة بين حبيبات الحجر ، ويتحول سطح الحجر إلى قشور تنفصل وتفقد بمررور الوقت . وكذلك تآكل على سطح الحجر فى مناطق عديدة تنتشر على سطح المائدة بالكامل تقريباً نتيجة السبب السابق ، وكذلك تبللور الأملاح على سطح الحجر أو تحت السطح ، مما يؤدى للتآكل الذى يظهر على السطح وتعرّضت المائدة لشروخ مختلفة وطبقات مختلفة السمك من الإتساخات والأتربة المتكلسة على السطح مع وجود آثار للحريق الذى يظهر على السطح ، حيث يغطى السناج أجزاء كبيرة من السطح كما أن بعض الأماكن قد إحترقت وتحولت إلى اللون الأسود . أعمال الصيانة يوضح أشرف عويس مراحل معالجة مائدة القرابين وصيانتها والتى بدأت بالتنظيف ، وهو أول مراحل العلاج المتمثلة فى إزالة الرمال والأتربة من فوق وحول الأثر والتنظيف الميكانيكى باستخدام الفرش المختلفة مثل الفرش الناعمة وفرش الفيبر جلاس حتى تتم عملية إزالة الأتربة والرمال ، ويراعى الحفاظ على طبقة البتنة والتى تعمل كغطاء للأثر إكتسبه نتيجة التفاعل مع العوامل الجوية المختلفة . ثم يآتى بعد ذلك دور التنظيف الكيميائى حيث تم إستخدام الماء المقطر والمذيبات المختلفة للتنظيف واستخدم محلول من الماء المقطر مع الكحول الإثيلى بنسبة 1-1 لإزالة الإتساخات ، كما تم إستخدام محلول بيكربونات الأمونيا لإزالة السناج . وتمت أعمال التقوية وهى العملية الأهم فى العلاج ومن خلال تحليل XRD اتضح وجود نسبة من السيليكات فى الحجر الجيرى ، لذلك تم اختيار النانو هيدروكسيد الكالسيوم وسيليكات الإثيل لإجراء عمليات التقوية حيث تمت التقوية أولاً بإستخدام سيليكات الإثيل بنسب مختلفة مع التغطية ، ثم تم إستخدام مادة النانو هيدروكسيد الكالسيوم ثلاث مرات بعدها تم إستكمال عمليات التوثيق من قبل الآثاريين وقد كشفت عمليات التنظيف والصيانة عن تفاصيل بمائدة القرابين لم تكن ظاهرة قبل ذلك ، والمائدة محفوظة حالياً على أحد أرفف مخازن البعثة . كما قام إسماعيل رجب إخصائى الترميم بمنطقة سقارة بالمساهمة بشكل كبير فى أعمال ترميم مائدة القرابين طبقاً للخطة الموضوعة