ستواصل حركة البيانات المتنقلة نموها الكبير المكون من خانتين خلال العام 2015، حيث تشير توقعات مؤسسة "جارتنر" إلى نمو حركة البيانات بنسبة 59 % هذا العام. كما سيساعد طرح الشبكات الأحدث والأسرع قيد الاستخدام، وارتفاع عدد مستخدمي هذه الشبكات، وتوفير الهواتف المحمولة المرتبطة بالشبكات اللاسلكية من الجيل الثالث "3G" والرابع "4G" بأسعار معقولة وفي متناول الجميع، على رفع معدل حركة البيانات. ومع ذلك، فإن المحرك الرئيسي لنمو البيانات على الساحة العالمية هي تطبيقات الهواتف المحمولة، وعلى وجه الخصوص تطبيقات الفيديو الخاصة بالهواتف المحمولة. فعلى الرغم من أن اعتمادية وسرعة الشبكة تعتبران من الأولويات بالنسبة للكثير من عملاء الهواتف المحمولة، إلا أن الواقع يشير إلى وقوف التطبيقات والمحتوى وراء حجم حركة البيانات الكبير المتداول حالياً، حيث ارتفعت معدلات حديث ودردشة الناس مع الأصدقاء والعائلة، ومشاهدة مقاطع الفيديو أثناء الحركة والتنقل، والاستماع إلى الموسيقى التي يتم بثها عبر الإنترنت. وعلى الرغم من هبوط أسعار خدمة الجيل الرابع "4G" من الشبكات اللاسلكية إلى مستويات أسعار الجيل الثالث "3G" من ذات الشبكات، كي تحظى بأسعار معقولة وفي متناول الجميع، سيواصل الجيل الثالث "3G" من الشبكات اللاسلكية دعم النمو المستمر للبيانات في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الخمس القادمة. فتوقعاتنا تشير إلى أن نصف اتصالات الهواتف المحمولة في أمريكا الشمالية ستستخدم الجيل الرابع "4G" من الشبكات اللاسلكية، بينما لن تتعدى نسبة مستخدمي الجيل الرابع 4G من الشبكات اللاسلكية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ال 3.5 % فقط من إجمالي المستخدمين في المنطقة، وذلك مع بحلول العام 2018. كما تشير توقعاتنا إلى نمو اتصالات الجيل الثالث "3G" من الشبكات اللاسلكية بنسبة 45.7 % على الصعيد العالمي خلال العام 2015، ونسبة النمو الكبيرة هذه ما هى إلا دليل حي على مدى أهمية وطول العمر الافتراضي للجيل الثالث "3G" من الشبكات اللاسلكية. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي توافر الهواتف المحمولة المرتبطة بالجيل الرابع "4G" من الشبكات اللاسلكية بأسعار معقولة وفي متناول الجميع إلى دفع مؤشر النمو في حركة البيانات، فهذه الزيادة المترافقة مع خدمات الجيل الرابع "4G" من الشبكات اللاسلكية، والتي أصبحت متاحة بأسعار مساوية لخدمات الجيل الثالث "3G" من الشبكات اللاسلكية، ستعزز بشكل جماعي من حركة البيانات. فنحن نتوقع أنه بحلول العام 2018 سيولد مستخدمي الجيل الرابع" 4G " من الشبكات اللاسلكية ما نسبته 46 % من إجمالي حركة البيانات المتنقلة، ويعزى هذا الأمر إلى أنه بحلول العام 2018 سيستهلك كل مستخدم يملك هاتف ذكي مرتبط مع الجيل الرابع "4G" من الشبكات اللاسلكية حوالي 5.5 جيجابايت من البيانات شهرياً، وهو كمية تزيد بثلاث مرات عما يستهلكه مستخدم الهاتف الذكي المرتبط مع الجيل الثالث 3G من الشبكات اللاسلكية. ما هى تطبيقات الهواتف المحمولة التي ستدفع النمو خلال سنوات؟ تطبيقات الفيديو بالهواتف المحمولة ستشكل أكبر دافع لنمو حركة البيانات المتنقلة، فالبيانات التي جمعناها من مختلف مستويات مقدمي خدمات الهواتف المحمولة تشير إلى أن تطبيقات الفيديو بالهواتف المحمولة تولد 50 % من إجمالي البيانات المتنقلة، كما أننا نتوقع أن يشكل بث مقاطع الفيديو أكثر من 60% من حركة البيانات المتنقلة بحلول العام 2018، وذلك مع تنامي عدد مقاطع الفيديو التي يشاهدها المستهلكون، ويقومون برفعها. فتجربة مشاهدة مقاطع الفيديو بسرعة ودون انقطاع ستشجع الناس على زيادة استخدام مقاطع الفيديو الخاصة بهم. من منظور حركة البيانات يؤدي استخدام تطبيق "FaceTime" للمكالمات المرئية لمدة خمس دقائق عبر الجيل الثالث "3G" من الشبكات اللاسلكية إلى استهلاك حوالي 15 ميجابايت من البيانات، وهي كمية صغيرة نوعاً ما، لكن بوجود عدد كبير من المستخدمين، فإن حجم الاستهلاك الإجمالي سيكون كبيراً جداً. بالإضافة إلى ذلك، ستعمل قنوات بث الموسيقى عبر الهواتف المحمولة وبكل سهولة على توليد مئات الميجابايت من البيانات، على الرغم من اختلافها بشكل كبيرا من تطبيق لآخر. فعلى سبيل المثال، المستخدم المعتاد على الاستماع للموسيقى عبر تطبيق "Spotify" قد يستهلك ضعف البيانات التي يستهلكها مستخدم تطبيق "Pandora". ومع تطور ونضوج سوق تطبيقات الهواتف المحمولة، سيتوجب على مطوري تطبيقات الهواتف المحمولة التركيز على مستوى تسويق وشفافية تطبيقاتهم، كي يتمكنوا من الحفاظ على عملائهم. فتقارير مؤسسة جارتنر تشير إلى أنه على الرغم من كون شريحة الأثرياء والمعتمدين الأوائل التقليديين هم المستخدمين الرواد للتقنيات والأجهزة الجديدة، إلا أن شريحة الشباب الأقل ثراءً تستثمر تطبيقات الهواتف المحمولة بشكل أكبر. كما أن شريحة الشباب الأكثر قبولاً لتطبيقات ومحتوى الهواتف المحملة ستتطلب من مطوري التطبيقات ضبط تقنياتهم لمعالجة الاختلافات بين فئات المستخدمين. لذا، فإن المستقبل سيكون صعباً بالنسبة لمقدمي خدمة الاتصالات "CSPs" ومطوري تطبيقات الهواتف المحمولة الذين قرروا عدم تحديث مستوى تجارب المستخدم التي يقدمونها من خلال خدماتهم ومنتجاتهم. أما الفائزون، فهم مقدمي خدمة الاتصالات "CSPs" ومطوري تطبيقات الهواتف المحمولة القادرين، وبشكل مثالي، على تلبية مطالب المستهلكين المرتبطة باستهلاك أحجام كبيرة من البيانات، مع الحفاظ على هوامش أرباحهم.