علمت شبكة الإعلام العربية "محيط" أن اتصالات مصرية أمريكية مكثة تتم، من أجل وضع نهاية لقضية حبس الدكتور عمر عبد الرحمن بالولايات المتحدةالأمريكية، وأن ثمة خيارات طرحتها دوائر أمريكية علي القاهرة، لكي تستجيب للجهود المصرية، وتضع نهاية لحبسها لهذا الشيخ الضرير المريض. ورفضت مصر طلبًا من المخابرات الأمريكية لتسليمها عدد من المصريين، وذلك بهدف استجوابهم، حيث تزعم "سي أي إيه" أن للمصريين المطلوبين علاقات بتنظيم القاعدة، ومن بينهم الدكتور محمد الظواهري الذي يحاكم الآن بمصر.
وطالبت المخابرات الأمريكيةالقاهرة بإطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي عودة ترابين، وجاسوس أردني اتهم بالتخابر لصالح الموساد الإسرائيلي، إضافة للجاسوس الأمريكي لصالح إسرائيل ايلان جرابيل، مقابل إطلاق سراح الدكتور عمر عبد الرحمن الأب الروحي لتنظيم الجهاد بمصر والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة بأمريكا، والذي تعتصم أسرته أمام السفارة الأمريكيةبالقاهرة لإطلاق سراحه، إلى جانب إطلاق سراح 56 مصريا لا يزالون بسجون "إسرائيل"لإدانتهم بقضايا شخصية.
هذا وقد أفرج منذ قليل عن 22 معتقلا مصريا إضافة إلى ثلاثة أطفال كانوا بسجون إسرائيل مقابل إيلان في منفذ طابا البري، في أجواء حميمية من أهالي المفرج عنهم وفرحة غامرة.
وإيلان جرابيل الذي تمت مبادلته بهم اعتقلته الأجهزة الأمنية في 12 يونيو الماضي بتهمة التجسس على مصر لصالح الموساد الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن البعض يرى أن تلك الصفقة تعتبر خاسرة لمصر لأن إسرائيل لم تفرج عن جميع المساجين المصريين الموجودين في السجون الإسرائيلية وعددهم 81 سجينا مصريا، إلا أن مصدرا سياديا أكد أن تلك الصفقة تعتبر إنجازا كبيرا لمصر بعد الثورة، خاصة أن هؤلاء المساجين تم تجاهلهم لسنوات طويلة من قبل النظام السابق، إلى جانب أن مصر حققت مكاسب أخرى في تلك الصفقة تتعلق بمساعدات عسكرية أمريكية لمصر.
وكشف المصدر عن أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك كان يعرقل صفقات إطلاق سراح المصريين المسجونين في إسرائيل، كما كان يرفض إدراج أسمائهم ضمن الصفقات التي أبرمها حزب الله مع الحكومة الإسرائيلية والتي تم خلالها إطلاق سراح آلاف الأسرى اللبنانيين.
وأشار المصدر إلى أنه لم يتم في عهد مبارك سوى صفقة واحدة وهى الخاصة بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام مقابل إطلاق الحكومة الإسرائيلية سراح (6 طلاب مصريين) اختطفتهم القوات الإسرائيلية من منطقة الحدود المصرية الفلسطينية للضغط على نظام مبارك لإطلاق سراح الجاسوس عزام.
جدير بالذكر أن تاريخ صفقات إطلاق الأسري بين مصر وإسرائيل بدأ بصفقة تبادل أسرى عقدتها مصر مع اسرائيل كانت "الفالوجة " بتاريخ 27-2-1949 وتمكنت مصر خلال من عدد كبير من الأسرى المصريين ، فضلا عن دور المخابرات المصرية الايجابى فى إنجاح صفقات عربية أخرى .
و قد تجاوزت الصفقات التي شاركت فيها مصر 37 عملية تبادلية بين الجانبين العربى والاسرائيلى على مدى أكثر من 60 عاما ، نذكر منها الصفقات التى تمت بين مصر واسرائيل قبل ان يتولى مبارك حكم مصر فكانت أولى هذه الصفقات، صفقة كبرى تمت بعد حرب 1948 ، حظيت مصر فيها بنصيب الأسد حيث تمكنت خلالها الدبلوماسية المصرية من استعادة (1098) أسيرا مصريا محتجزا فى سجون اسرائيل مقابل اطلاق سراح (156) جنديا إسرائيلياً بسجون مصر ، فيما عرف بصفقة الفالوجة التى عقدت فى 27 فبراير 1949.
وبعد ثورة 23يوليو، أسرت القوات المصرية عشرة ملاحين إسرائيليين على متن السفينة (بت جاليم) بقناة السويس فى 30 سبتمبر 1954، وبعد تدخل مجلس الأمن أطلقت سراح العشرة في 1 يناير 1955.
-في 21 يناير 1957 ، عقدت مصر الصفقة الرابعة مع اسرائيل التى انتهت فى 5 فبراير 1957، وغنمت فيها إطلاق سراح 5500مصري، أسرتهم إسرائيل في حرب 1956، مع جنود مصريين آخرين مقابل الإفراج عن أربعة جنود إسرائيليين فقط ،أسرتهم مصر في الحرب نفسها.
في حرب يونيو 1967 ،سقط بأيدى القوات العربية 15 جندياً إسرائيلياً، منهم 11 بأيدى المصريين بينهم ستة من أعضاء كوماندوز بحري أسروا خلال هجومهم على ميناء الإسكندرية، و طياران والبقية أعضاء في شبكة تجسس، الى جانب واحد وقع بأيدي السوريين، 2 بأيدي العراقيين وواحد في أيدي اللبنانيين، بينما سقط في يد إسرائيل 4338 جنديا مصريا بالإضافة إلى 899 مدنياً و533 جنديا أردنيا و366 مدنيا و367 جنديا سوريا و205 مدنيين سوريين.
وقد بدأت عملية التبادل من 15 يونيو 1967حتى 23 يناير 1968، وأفرجت العراق خلالها عن طيارين إسرائيليين ،هما (يتسحاق جولان - وجدعون درور)، وقعا في الاسر بعد أن قصفا مطار H3 العسكري في غرب العراق، وأفرجت إسرائيل مقابل ذلك عن 428 أردنياً.
كما أفرجت حكومة إسرائيل عن 572 سوريا مقابل طيار وجثث ثلاثة جنود إسرائيليين آخرين، إلاأن دمشق رفضت - وحتى الآن - تسليم جثة الجاسوس الإسرائيلى الشهير (ايلى كوهين) الذي أعدم شنقاً في دمشق عام 1968.
في بداية عام 1970 ،وقع بأيدى المصريين 12 جندياً إسرائيلياً مقابل ثلاثة اخرين بأيدي السوريين، وفى 16 اغسطس 1970 أرجعت مصر لإسرائيل طيارا مصابا، ثم أفرجت عن جندي آخر مقابل الإفراج عن عدد محدود جداً من الجنود والمدنيين المصريين فى 29 مارس 1971.
وخلال حرب 6 أكتوبر عام 1973، وقع بأيدي المصريين 242 جنديا إسرائيليا،نظير 68 جنديا بأيدى السوريين ، من بينهم ثلاثة أسروا خلال فترة وقف إطلاق النار، الى جانب 4 جنود اسرائيليين فقط فى لبنان .
بينما وقع في أيدي إسرائيل 8372 جنديا مصريا منهم 99 جنديا خلال وقف إطلاق النار، و 392 سوريا، و 6 جنود من المغرب، و 13 عراقيا.وقد تمت الصفقة مع مصر بين 15 و 22 نوفمبر 1973 حيث أطلقت مصر سراح 242 جندياً وضابطاً إسرائيلياً، مقابل اطلاق إسرائيل سراح من تحتجز لديها من جنود وضباط مصريين.
وفي مارس 1974 ،أفرجت إسرائيل عن 65 أسيراً مصرياً وفلسطينياً مقابل إطلاق سراح جاسوسين إسرائيليين في مصر.
-وفي 4 أبريل 1975 ،أرجعت مصر لإسرائيل جثث ورفات 39 جندياً، وبالمقابل أفرجت إسرائيل عن 92 أسيراً من سجونها.
فى 5 ديسمبر 2004 ، أفرجت الحكومة المصرية عن الجاسوس الإسرائيلي (عزام عزام) مقابل إطلاق الحكومة الإسرائيلية سراح (6 طلاب مصريين) كانوا معتقلين لديها، ووفقاً لهذه التفاهمات أيضاً أفرجت حكومة إسرائيل فى 8ديسمبر من العام نفسه عن 165 أسيرا فلسطينيا، كانوا قد اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى (باستثناء أسير واحد قد أٌسر في 1999)، منهم 52 تم اعتقالهم بسبب دخولهم إسرائيل بدون تصريح عمل، والباقون من ذوي الأحكام الخفيفة وممن شارفت مدد سجنهم على الانتهاء.
وأخيرا وبعد إتمام صفقة مبادلة الجاسوس الإسرائيلى إيلان جرابيل مقابل 25 سجينا مصريا، وهى الصفقة الأولى بعد ثورة يناير وبعد رحيل مبارك عن الحكم، تضغط إسرائيل الآن لإطلاق سراح آخر جواسيسها وهو عودة الترابين الذى ينتمى لبدو سيناء ويحمل الجنسية الأسرائيلية ويقضى عقوبة الحبس لمدة 15 عاما منذ عام 2000 بتهمة تجنيد أحد أفراد أسرته للتعاون مع الموساد الإسرائيلى، واحتجزت إسرائيل باقي المساجين المصريين بسجونها وعددهم بعد صفقة جرابيل 56 سجينا للضغط بهم على السلطات المصرية لإطلاق سراح عودة ترابين.