لا يمكن ونحن نسدل الستار على معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والأربعين، ألا نتوقف أمام أحد الجنود المجهولين بالمعرض، وهو الشاعر والناقد شعبان يوسف واضع برنامج المقهى الثقافي والمشرف على تنفيذه. أعلن شعبان يوسف في تصريحات ل"محيط" عن رضائه بشكل كبير عن برنامج المقهى الثقافي، قائلاً: استضفنا وجوهاً غائبة إلى حد ما عن الحياة الثقافية والإعلام بوجه عام، مثل بسمة عبد العزيز، مجدي أحمد علي، وعزة كمال، ليسوا مستبعدين بمعنى سياسي لكن لهم وجهات نظر غير مرحب بها في الإعلام، وهيئ المقهى مناخاً لمناقشة أفكارهم الموجودة بقوة في المجتمع. كذلك قدم المقهى وجوه للمرأة الكاتبة مثل زينب عيفي، آمال الميرغني، وسلوى علوان، نفيسة عبدالفتاح وآخرين، بالإضافة إلى إقامة المقهى لحفلات توقيع من 12 إلى واحدة ظهراً، شهدت حضوراً كثيفاً، حتى أننا اضطررنا في اليوم الأخير إلى استضافة حفلين توقيع نظراً لإقبال رواد المعرض، كذلك كان للشباب نصيباً وافراً من فعاليات المقهى الثقافي، مشيراً إلى أن حفل توقيع كتاب "حبيبتي" لزاب ثروت حظى باهتمام الصحافة بشكل أكبر من أدونيس، باعتبار زاب ثروت ظاهرة. وبسؤاله حول الانتقادات التي طالت المقهى لاستضافته زاب ثروت، قال يوسف أنه لم يشبه "زاب" بعبدالرحمن الأبنودي، أو صلاح جاهين مثلاً، لكن جمهوره كبير وهو يشكل ظاهرة لا يمكن تجاهلها، بل علينا دراستها واستضافتها وليس استبعادها أو الانعزال عنها، أي لابد من صقل القيمة، واصفاً المنتقدون بأنهم "منعزلون" و"منغلقون". ولفت إلى أن المقهى احتفى بجمهور الشباب من جيل "زاب ثروت"، لافتاً إلى أنه فنان له جمهوره وكان على منصة ميدان التحرير، واصفاً أغنيته "احنا جيل" بأنها تحمل قيم فاضلة ومحافظة، متابعا: هو يعبر عن الجيل الذي زحف إليه زحفا، ومن ثم علينا الاقرار بهذا الواقع، بدل استبعاد الشباب، مؤكداً أنه لا ندوة في المعرض حظيت بجمهور مثلما فعل زاب ثروت، ونحن نتعامل مع "مريدين" هذه الظاهرة ونشتبك معها، قائلاً أن كثيراً من الكتاب كتبوا مقالات إيجابية عن ظاهرة زاب ثروت في المعرض. وواصل يوسف استعراض ندوات المقهى قائلاً: قدمنا حفل توقيع ديوان "الصحبجية"، لمجموعة شعراء بارزين هم 13 شاعر، منهم محمد ابراهيم، مايكل عادل، وغيرهم. أيضاً قدم المقهى وجوهاً فنية أثارت كثير من القضايا، مثل محمود حميدة، وأحمد عبدالعزيز، قائلاً أن الأمور سارت كما كان محدد لها دون عوائق، ما عدا اعتذار الشاعر سيد حجاب عن الحضور، بسبب مرضه، فيما عدا ذلك شهد المقهى إقبالا وحضوراً كثيفاً. وعن اختلاف المقهى هذا العام عن السابق قال: أن الاختلاف يكمن في درجة الحضور والتفاعل وليس في القيمة، فقد شهد المقهى إقبالاً أكثر هذا العام، وتفاعلاً أكثر مع المنصة، فقد شهد المعرض درجة أوسع من الاستقرار، الأمر الذي انعكس على الرواد، فوفق الإحصائيات زار المعرض هذا العام 2 مليون زائر، مقابل 550 ألف العام الماضي.