هو مكان فريد من نوعه في الكاميرون يجد فيه المتأهبون لعقد قرانهم جميع ما يلزمهم لليلة الزفاف، من الاكسسوارات الخاصة بالعروس إلى خدمات تقديم الطعام إلى مواد التجميل، مرورا بفستان العروس ولوازم اليوم المشهود. تخرج "روزين تيفاك" من المصعد على عجل، وتبدو كمن لا تعرف طريقها. تسأل حارس البناية عند الباب: "أنا ابحث عن صالون الزفاف". يشير لها الحارس إلى الباب المفتوح على مصراعيه: "من هنا سيدتي"،. تدلف "روزين" إلى المكان في خطوات متسارعة. تقول المرأة الشابة –وهي ترتدي فستانا متعدد الألوان- للمضيفة التي تستقبلها بابتسامة عريضة: "سأتزوج في ظرف ستة أشهر، من فضلك أرغب في الحصول على بعض المعلومات". تصطحبها المضيفة في جولة تعريفية بمختلف الأجنحة في القاعة التي تتواجد في الطابق العلوي من أحد الفنادق الفاخرة في "دوالا" العاصمة الاقتصادية للكاميرون. وسيكون على "روزين تيفاك" أن تختار أحدهم وسط ابتسامات العارضين الذين يتنافسون من أجل جلب اهتمام الزبائن لتنظيم يومهم الموعود. وقد توافد على هذه الدورة الثانية من صالون الزفاف، الذي أقيم منذ بضعة أيام في دوالا، نحو 1500 من المقبلين عن الزواج والآباء والعائلات والأصدقاء. تتبع "ستيفاني ايتلانغ" بدقة متناهية تفسيرات "جاكلين نغاتزو"، المسؤولة عن جناح بيع فساتين الزفاف وملابس السهرة للرجال. ستتزوج الفتاة الشابة ذات ال 29 ربيعا يوم 12 يونيو/حزيران القادم وهي لم تختر بعد فستان الزفاف. علمت "ستيفاني" عن صالون الزواج من زميلة لها، لذلك قررت المجيء، وتفيد بشأن ذلك: "بصراحة، أنا بحاجة إلى ثوب للزواج المدني وآخر للزواج الديني. أريد ثوبا صنع في الكاميرون لألبسه يوم الزفاف في قصر البلدية". بعد سماع هذه الكلمات، تطلق جاكلين ابتسامة مظفرة وتطمئنها بأن "لديها الحل. هذه بعض الفساتين التي تأتي من بنين ومن الهند". وتتكون هذه الفساتين من أحزمة تقليدية وتصاميم بطابع شرقي لقيت إعجاب ستيفاني التي دست بعناية البطاقة المهنية التي قدمتها إليها "جاكلين"، في الجيب الداخلي لحقيبتها. المدير العام لشركة "فارمي" المختصة في الديكور الداخلي لقاعات الزفاف، يقول للأناضول: "هذه هي القاعدة في صالون الزفاف. ما يهم هنا هو الاتصال بالعملاء. ثم يتابع بالقول: "نحن نشرح للزوار كيف يمكن تزيين قاعة الزفاف. ونعرض عليهم ما لدينا من أطباق وأدوات للمائدة والكؤوس والأواني وغيرها. هم يسجلون عناويننا ونحن أيضا نسجل لدينا عناوينهم". أما "ميلاني وابو" المسؤولة عن صالون الزفاف فهي تقول في حديث للأناضول إنها "لاحظت أن حفلات الزواج لا تجري بشكل جيد في الكاميرون لأن العرسان ومن حولهم لا يعرفون كيفية تنظيمها ولا يتعاملون مع مقدمي الخدمات من ذوي الجودة. ولتسهيل هذه المهمة، قررت، في فبراير (شباط) 2014، إقامة صالون الزفاف". وهي تؤكد على أن الهدف الرئيسي للصالون يتمثل في السماح للمقبلين على الزواج - من الطبقة المتوسطة والفقيرة على وجه الخصوص - الإتصال بالمهنيين في تنظيم حفلات الزفاف. يوم الأحد الماضي، اليوم الاختتامي من المعرض، جرى تنظيم عرضين لفساتين السهرة وفساتين الزفاف. وقد أعجبت "آلين كارمان تاكام" وخطيبها "كولينس اوم" بأحد الفساتين، وهو فستان أبيض طويل بالدانتيل كانت ترتديه إحدى العارضات. "سوف نرى المصمم حتى نعرف كم ثمنه. ولكنني أريده"، بحسب "آلين". تقول "ميلاني وابو" إن لمدينتي داكار وابيدجان أيضا صالون الزفاف، إضافة إلى كوتونو. نحن نريد أن يصبح هذا الصالون مرجعا في منطقة وسط إفريقيا. المقبلون على الزواج في حاجة للمساعدة حتى لا يتعرضوا للضغط يوم الزفاف". ولكن ميلاني (34 سنة) في حاجة أيضا إلى المساعدة المالية لمواصلة هذه المغامرة التي ترغب في أن "تستمر طويلا".