بعد إعدام تنظيم الدولة الإسلامية للطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، ورد الأردن بتنفيذ حكم الإعدام بحق ساجدة الريشاوي، وزياد الكربولي، وغليان الشارع الأردني بمختلف أطيافه، وتوعد الملك عبدالله الثاني برد قاس على ما وصفهم "الإرهابيون الجبناء"، برزت العديد من التكهنات حول ذلك الرد والخيارات المتاحة للأردن للرد على "داعش". خيارات عسكرية وذهب العديد من المحللين العسكريين إلى أن الأردن قد تزيد من ضرباتها الجوية العسكرية، وربما يتطور الأمر إلى تدخل عسكري ، لاسيما وأن الجيش أصبح يحظى بدعم شعبي كبير، ومطالب بالثأر لمعاذ الكساسبة. وأوضح المحللون العسكريون أن أول هذه الخيارات توسيع وتعزيز مشاركتها في الحرب التي تخوضها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ضد "داعش" من خلال زيادة الضربات الجوية أو المساهمة في تقديم الدعم اللوجستي.. والخيار الثاني بحسب المحللين أن الأردن قد تلجأ إلى سيناريو الحرب البرية المفتوحة ضد التنظيم، وهو خيار غير مستبعد، لكن مختصون في الشؤون العسكرية يعتقدون أن انجرار المملكة إلى حرب برية ضد التنظيم على نحو منفرد صعبٌ جدا، إلا أنهم يتوقعون أن يقدم الجيش الأردني على تنفيذ عمليات محدودة عبر وحدات خاصة ضد "داعش" قرب الحدود الأردنية مع العراقوسوريا. خطوات حازمة ويقول المحللون العسكريون، إن الأردن أصبح بحاجة إلى خطوات حازمة وحاسمة، أكثر من أي وقت مضى، منها ضبط الحدود على نحو تام، وداخليا الحد من قوة السلفية الجهادية الداعمة لداعش في الأردن، ولإيقاف تدفق المسلحين من أراضيه إلى سوريا، والأهم من ذلك كما يرى محللون ضرورة التنسيق مع الحكومتين العراقية والسورية، وبالرغم من صعوبة قيام الأردن بالتنسيق مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، لكن محللون لا يستبعدون ذلك. وأوضح محللون أن الأردن إذا لم تقدم على أي من تلك الخيارات، فإنها ربما تكون الدولة القادمة التى تتعرض لغزو داعش، لاسيما وأنها أعلنت الحرب المفتوحة ضد تنظيم الدولة، والأخيرة تعتبرها أحد محاور الشر الذي يسعى إلى قمع حلم "الخلافة" بحسب ما أظهره الفيديو الأخير الذي بثه التنظيم، وعرض أعلام الدول التي تحاربه. واعتبر محللون سياسيون أن رد الأردن السريع عقب إعلان مقتل معاذ الكساسبة، في تنفيذها لحكم إعدام ساجدة الريشاوي، وزياد الكربولي، كان غير حكيم، موضحين أن الأردن أظهرت بذلك تساويه مع "داعش"، وضعف في السياسة على عكس ما يتمتع بها تنظيم الدولة. طرح اسم زياد الكربولي مع ساجدة الريشاوي ضمن صفقة تبادل لإطلاق سراح الصحفي الياباني كينج جوتو، المعتقل لدى تنظيم "داعش"، والذي ذبحه التنظيم منذ أيام. أعلنت السلطات الأردنية، تنفيذ حكم الإعدام في كل من ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي، بعد ساعات من بث تنظيم "داعش" فيديو بشع عن حرق الطيار الأردني المحتجز معاذ الكساسبة حيًا داخل قفص حديدي. فمن هما ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي. ساجدة الريشاوي ساجدة مبارك عطروس الريشاوي (مواليد 1965) هي امرأة عراقية جندها زوجها لتفجير نفسها في فندق راديسون في عمان، الأردن في 2005، إلا أنها لم تفجر حزامها الناسف وهربت. قالت إنها لم ترد قتل أحد وأن زوجها علي حسين علي الشمري (أحد أتباع أبو مصعب الزرقاوي) اجبرها على القيام بالعملية، بالرغم من تصنيفها ضعيفة عقليا، حكم القضاء الأردني عليها بالإعدام وتم تجميد تنفذ الحكم نتيجة لأنها لم تتسبب في قتل أحد ولأنها لديها 3 أطفال صغار السن يعيشون مع أقربائها. وساجدة الريشاوي شقيقة ثامر مبارك عطروس الريشاوي أحد مساعدي أبو مصعب الزرقاوي وقيادي في تنظيم "التوحيد والجهاد" وأحد قادة "معركة الفلوجة الأولى" وهو ضابط بالجيش العراقي السابق وقتل في "معركة الفلوجة الثانية". وقد قتل أيضا شقيقان آخران لساجدة الريشاوي هما عمار الريشاوي وياسر الريشاوي في الرمادي واعتقلت القوات الأمريكية أبيها مبارك الريشاوي وتوفي في المعتقل، وهي أيضا بنت عم عبد الستار ابو ريشة الرجل العشائري الذي توفي عام 2007. ألقت سلطات الأمن الأردنية القبض على ساجدة الريشاوي في بيت شقيقتها (زوجة محمد عربيات)، وقالت سلطات الأمن الأردنية إنها تم تجنيدها للقيام بعملية انتحارية في فندق في عمان، إلا أنها لم تفجر حزامها الناسف، وهربت إلى بيت عربيات في السلط قرب عمان. زوجها هو علي حسين علي الشمري مساعد الزرقاوي، شارك في تفجيرات تفجيرات عمان 2005. ظهرت ساجدة الريشاوي على التلفزيون الأردني وعلى بطنها حزام ناسف، وشكك بعض المحللين بالتهمة الموجهة لها، وقالوا إنها لم تكن في فندق راديسون في عمان وقت الانفجار. وذكر ابومصعب الزرقاوي زوجها في تسجيل صوتي ما أدى إلى اعتقالها بتهمة حيازة مواد مفرقعة دون ترخيص قانوني. ونفذت السلطات الأردنية فجر يوم الأربعاء 4 فبراير حكم الأعدام بحقها مع زياد الكربولي ردا على إعدام جماعة داعش للطيار الأردني معاذ الكساسبة. زياد الكربولي زياد خلف رجا الكربولي، تاجر عراقي، ملقب ب"أبو حذيفة"، من مدينة "القائم" العراقية، ويعد والده شيخ قبيلة الكرابلة، سافر إلى لبنان قبل هجوم القوات الأمريكية على مدينة "القائم"، إبان الحرب على العراق، وبعد فترة أعلنت الحكومة الأردنية اعتقال "زياد" من الأراضي العراقية، بتهمة مقتل سائق أردني، إضافة إلى اتهامه بأنه مسؤول الغنائم في تنظيم أبومصعب الزرقاوي في العراق. وعقب إعلان القبض عليه، أصدر تنظيم الزرقاوي، بيانًا ينفي صله الكربولي بالتنظيم، الأمر الذي أكده "الكربولي" خلال عرضه على المحكمة الأردنية، حيث قال إنه بريء من التهم المنسوبة إليه، إضافة إلى أنه اختطف من أحد فنادق بيروت في لبنان، وليس من العراق كما قالت القوات الأردنية، وأنه تعرض للضرب والتعذيب.