صحيفة : الاعتذار سر التوتر بين تركيا وإسرائيل رجب أردوجان أنقرة: ذكرت مصادر صحفية تركية ان تعويض ضحايا "اسطول الحرية" ليست العقبة أمام اسرائيل لتجاوز الأزمة المشتعلة بين أنقرة وتل أبيب. وقالت صحيفة "حريت" التركية "لا توجد مشكلة فى تقديم إسرائيل تعويضات لأسر ضحايا هجومها على أسطول الحرية وأن المشكلة تكمن فى تقديم اعتذار علنى وصريح لتركيا عن الهجوم لأنه سيمثل اعترافا بجريمتها أمام المجتمع الدولي". وذكرت مصادر اسرائيلية مطلعة أن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان يرفض تقديم بلاده اعتذارا الى تركيا ، واصفا هذه الخطوة بأنها "رضوخ للارهاب". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن المصادر قولها "مثل هذا الاعتذار سيكون بمثابة رضوخ للإرهاب ، وينبغى فى المقابل أن تقدم تركيا اعتذارا الى اسرائيل". من جانبه، قال الجنرال جابى أشكنازى رئيس أركان الجيش الاسرائيلى "الهجوم على سفينة مرمرة التركية أواخر مايو/أيار الماضي لم تشبه أي شائبة". وادعى أشكنازي أن أفراد وحدة الكوماندوس البحرية الإسرائيلية أظهروا خلال عملية السيطرة على السفينة مستوى أخلاقيا لا نظير له في أي جيش بالعالم. كما نقلت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي قول يوسى ليو الناطق باسم وزارة الخارجية "إسرائيل وتركيا تجريان في هذه الأثناء محادثات على أساس التوصل إلى تفاهمات بين الجانبين بغية رأب الصدع بينهما". واضاف "أن تحسنا بدأ يطرأ على العلاقات بين الطرفين في أعقاب مبادرة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان إلى مساعدة اسرائيل من خلال طواقم الإنقاذ التركية التي شاركت فى إخماد حريق تلال جبل الكرمل الذي أخمدت نيرانه قبل أيام". وكانت مصادر اسرائيلية اكدت ان حكومة بنيامين نتنياهو تعتزم تقديم اعتذار رسمي للحكومة التركية عن الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية والاعتداء على سفينة مرمرة التركية التي كانت متوجهة نحو قطاع غزة قبل اشهر لكسر الحصار الاسرائيلي عليه مما ادى مقتل تسعة اتراك واصابة العشرات . وقالت المصادر ان اسرائيل وتركيا تقتربان من وضع وثيقة تفاهمات تسمح بانهاء الازمة السياسية بين البلدين والعودة بعلاقاتهما الى مجراها الطبيعي. واوضحت صحيفة "هارتس" أن المباحثات التركية الاسرائيلية التي جرت خلال الايام الماضية في جنيف بين يوسيف تشيحانوفير ممثل اسرائيل في لجنة التحقيق الاممية في احداث قافلة السفن الدولية ووكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سينير لولو نجحت في بلورة اتفاق يقضي بالاعتذار الاسرائيلي لتركيا لاستعادة العلاقة بين تل ابيب وانقرة. وقالت الصحيفة إن الجانبين اتفقا على عرض التفاهمات الاولية التي تم التوصل اليها في المباحثات على رئيسي وزراء البلدين بنيامين نتنياهو ورجب طيب اردوجان، بينما يعكف طاقم مشترك من الخبراء القانونيين على صياغة هذه التفاهمات خطيا. وكان نتنياهو استغل الأجواء الإيجابية عقب مشاركة طواقم الإطفاء التركية في المساعدة في إخماد حريق جبل الكرمل قبل ايام من أجل حل الأزمة بين البلدين، حيث هاتف رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوجان، وشكره على تقديم المساعدة، معربا عن أمله في إعادة العلاقات الجيدة بين البلدين. من جانبه رد أردوجان قائلا: إنه لا توجد علاقة بين المساعدة الإنسانية والعلاقات بين الدولتين، مكررا في الوقت ذاته اشتراطه على إسرائيل بتقديم اعتذار رسمي عن مقتل مواطنيها ودفع تعويض لعائلاتهم. ووفقا للمصادر فان إسرائيل استجابت لمعظم مطالب تركيا من اجل إنهاء الأزمة بين الجانبين والتي ساءت في أعقاب الحرب على غزة.