طالب انفصاليو روسيا بإعادة بحث "اتفاقية مينسك" مجددا، في الاجتماع الرابع للجنة الاتصال الثلاثية المعنية بتسوية الأزمة الأوكرانية (أوكرانيا، روسيا، منظمة الأمن والتعاون)، الذي استضافته، أمس السبت، مدينة "مينسك" عاصمة جمهورية روسيا البيضاء. وذكر بيان صادر عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، اليوم الأحد، أن المنظمة أعدّت خطة عمل لتنفيذ "اتفاقية مينسك" لتقديمها إلى الانفصاليين، غير أنهم طالبوا بإعادة بحث الاتفاقية المذكورة مجددا. وشارك في الاجتماع كل من الرئيس الأوكراني الأسبق "ليونيد كوشما"، مندوبًا عن أوكرانيا، وعن روسيا سفيرها لدى مينسك، "ميخائيل زورابوف"، إضافة إلى "هايدي تاليافيني" ممثلة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في العاصمة الأوكرانية كييف، فضلا عن كل من "دنيس بوشيلين" و"فيدسلاف دينيجو"، ممثلي جمهوريتي "لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد. وأفاد البيان أن لجنة الاتصال مفتوحة للمشاورات في جميع الأوقات، داعيا جميع الأطراف للمشاركة في تنفيذ بنود اتفاقية مينسك، دون تأخير في ضوء الوضع المتدهور، وزيادة في عدد الضحايا بشرقي أوكرانيا. ولم يسفر اجتماع لجنة الاتصال الثلاثية، أمس، عن الخروج بأي توافق أو حل لإنهاء حالة التوتر المسيطرة على شرق أوكرانيا منذ فترة، واتهم المجتمعون بعضهم البعض بالتسبب في عدم الوصول إلى نتيجة حتى الآن. جدير بالذكر أن الحكومة الأوكرانية وقعت بروتوكولًا للتهدئة، مع الانفصاليين، في" مينسك"، عاصمة بيلاروسيا، في سبتمبر 2014، وكان من أبرز نقاطه الوقف الفوري لاستخدام السلاح، تحت رقابة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، التي كلفت أيضًا بالإشراف على الحدود الأوكرانية الروسية، وتشكيل مساحات آمنة في تلك المناطق الحدودية، وإخلاء الأراضي الأوكرانية من "الأسلحة، والمرتزقة، والتشكيلات المسلحة غير الشرعية" وبدأت الاضطرابات في أوكرانيا منذ رفض الرئيس السابق، فيكتور يانوكوفيتش، توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي. ثم أطيح بيانوكوفيتش في فبراير الماضي، وقامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم في مارس2014. وبدأ بعد ذلك صراع دموي بين الانفصاليين وقوات الجيش الأوكراني، في منطقتي "دونيتسك"، و"لوهانسك" شرقي البلاد، حيث تفيد تقارير الأممالمتحدة أن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 3500 شخص.