جرت عملية تبادل للأسرى، بين الجيش الأوكراني، والانفصاليين الموالين لروسيا شرق البلاد، اليوم السبت، عقب المذكرة التي تم توقيعها بالأمس، خلال اجتماع لجنة الاتصال الثلاثية الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية، والذي انعقد في مدينة "مينسك" عاصمة جمهورية روسيا البيضاء. ولقد شهد اجتماع الأمس - وهو الثاني الذي تعقده، خلال الشهر الجاري، اللجنة الثلاثية التي تضم أوكرانياوروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا - توقيع مذكرة بشأن تنفيذ وثبيت اتفاق وقف إطلاق النار؛ الذي تم التوصل إليه في الاجتماع الأول المنعقد في ال5 من أيلول/سبتمبر الجاري. وبموجب مذكرة الأمس، جرت عملية تبادل للأسرى بين الجانبين، اليوم، على مقربة من مدينة "دونيتسك"، إذ قام الطرفان بتبادل للأسرى في منطقة آمنة، حيث أطلق الجيش الأوكراني سراح موالين لروسيا كانوا في قبضتها، كما أطلق الانفصاليون سراح جنود أوكرانيين أسروهم في الاشتباكات التي وقعت بينهم. وأفادت الأنباء أن الجيش الأوكراني، أطلق سراح 40 شخصا من الانفصالين الموالين لروسيا، من بينهم إمرأة، بينما أطلق الانفصاليون سراح 35 جنديا أوكرانيا، وثمة مزاعم تشير إلى أن معظم الانفصالين المطلق سراحهم تم اعتقالهم اثناء مشاركتهم في تظاهرات مناهضة لحكومة كييف. وانطلق، مساء أمس الجمعة، الاجتماع الثاني للجنة الاتصال الثلاثية الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية، في عاصمة جمهورية روسيا البيضاء، لبحث سبل حل الأزمة المذكورة، بمشاركة الرئيس الأوكراني الأسبق، "ليونيد كوشما"، مندوباً عن أوكرانيا، وعن روسيا سفيرها لدى كييف، "ميخائيل زورابوف"، إضافة إلى مندوبي منظمة الأمن والتعاون، فضلاً عن "ألسكندر زاخرتشينكو" رئيس وزراء جمهورية "دونيتسك الشعبية"، ونائبه "أندري بورغين"، و"إيغور بلوتنيتسكي" رئيس وزراء جمهورية "لوغانسيك" الشعبية، ورئيس برلمانه "ألكسندر كارياكين". والجمهوريتان المذكورتان أعلنهما الانفصالييون في شرق أوكرانيا من جانب واحد. وأعلن مسؤول في "جمهورية لوغانسيك الشعبية" أن المشاركين في لقاء مجموعة الاتصال حول التسوية في أوكرانيا؛ اتفقوا خلال اجتماعهم في مينسك على سحب قوات الجيش الأوكراني. وفي تصريح صحفي أكد رئيس برلمان "لوغانسيك"، "أليكسند كارياكين"، فجر اليوم السبت سبتمبر/أيلول أن الاتفاق يقضي بسحب القوات الأوكرانية إلى مسافة 30 كيلومترا؛ عن حدود "الجمهوريتين الشعبيتين" في دونيتسك ولوغانسيك. وكان الرئيس الأوكراني الأسبق "ليونيد كوتشما" أعلن سابقا أن مجموعة الاتصال حول أوكرانيا تبحث في مدينة مينسك مذكرة ينص البند الأول فيها على تثيبت وقف إطلاق النار في جنوب شرق البلاد. تجدر الإشارة إلى أن لجنة الاتصال الثلاثية الخاصة بالأزمة الأوكرانية، عقدت اجتماعا، في ال5 من أيلول/سبتمبر الجاري، شارك فيه كل من "ليونيد كوشما"، مندوباً عن أوكرانيا، وعن روسيا سفيرها لدى مينسك، "ميخائيل زورابوف"، إضافة إلى مندوبي منظمة الأمن والتعاون، فضلاً عن "أندريه بوركين"، و"ألكساي كارياكين"، قادة جمهوريتي "لوهانسك"، و"دونيتسك". ووقعت فيه الأطراف على اتفاق لتنفيذ وقف إطلاق نار، اعتباراً من الساعة 18: 00 يوم الجمعة. وتكون الاتفاق من 14 مادة، تتناول عدة مواضيع، كتبادل الرهائن، وإدارة المناطق في شرق البلاد. ومنذ دخول بروتوكول وقف إطلاق النار سريان المفعول مساء 5 سبتمبر؛ تبادل العسكريون الأوكرانيون وقوات الدفاع الشعبي مرارا الاتهامات بخرقه، إلا أن مراقبين دوليين يؤكدون أن الهدنة في منطقة النزاع لا تزال قائمة. وفي نيسان/أبريل الماضي شنت سلطات كييف عملية عسكرية ضد سكان جنوب شرق البلاد الساخطين على الانقلاب؛ الذي أطاح بحكم الرئيس "فيكتور يانوكوفيتش" في شباط/فبراير الماضي. وبحسب الأممالمتحدة فإن النزاع المسلح هناك قد أودى بحياة نحو ثلاثة آلاف ومئتي مدني، إضافة إلى إصابة 8 آلاف بجروح.