"الأكثر مبيعا" ظاهرة إيجابية تعطي إثراء وزخما كبيرا جدا من الكتاب الشباب والقراء ، وقد روجت لها وسائل الدعاية مثل فيس بوك وتويتر، لكنها لا تعني أنها الكتب الأفضل من حيث المعايير الفنية والدليل على ذلك أن كتب العمالقة أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس لا تدخل فى الأكثر مبيعا، وغالبية الأكثر مبيعا كتب شباب. هكذا تحدث الناشر مصطفى الفرماوي مدير تسويق دار "الشروق" حيث استضاف مخيم الإبداع بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ندوة بعنوان "ظاهرة الكتب الأكثر مبيعا"، وشارك فيها الشاعر أشرف يوسف، والناشرة كرم يوسف، وأدار الجلسة عيد عبد الحليم. وقالت الناشر كرم يوسف: إن فكرة الأكثر مبيعا موجودة فى مصر والعالم كله، وهى ليست شيئا جديدا والحديث بأنها ظاهرة جديدة هو حديث مغلوط تماما، ولو رجعنا الى المجلات والكتب القديمة لوجدنا كتب مكتوب عليها الاكثر مبيعا، وفى الحقيقة وبالنسبة لى لا أقتنع بوجود الأكثر مبيعا فى مصر، لأننا لا يوجد عندنا قاعدة بيانات دقيقة أو أى هيئة أو مؤسسة تتابع هذا الموضوع مثل ما يحدث فى الخارج، حيث يرتبط الناشرون بقاعدة بيانات تقوم بمتابعة عدد النسخ المطبوعة من الكتاب وعدد النسخ المباعة من الكتاب، فبالتالى عندما يصدر بيان حول كتاب ما باع مليون نسخة فى فترة معينة فأنا أصدقه، لكن عندنا فى مصر لا يوجد هذا. وتابعت : مع ذلك فأنا أقوم بهذا الموضوع عندى فى دار الكتب خان كنوع من الخدمة للقارئ بالنسبة للكتب التى عندى فقط. وأضافت كرم يوسف: أقوم بعمل لوحة بها ترشيحات للكتب المفضلة وهذا دورى ناحية القارئ، وظاهرة الأكثر مبيعا فى مصر تعمل وراءها آلة إعلامية ضخمة فعندما تريد كتاب معين أن يكون الأكثر مبيعا فهى توجه الناس نحوه، ولكن ما يهمنى أن أكوِّن وعيّا لدى القارئ بحيث أن أتركه يقرر لنفسه إذا كان الكتاب جيدا أم لا، ولا أنساق وراء ظاهرة الأكثر مبيعا، فالأهم أن نزرع الوعى عند القارئ. وتحدث عيد عبد الحليم قائلا: "من وجهة نظرى أرى أن ارتباط موضوع الأكثر مبيعا بالكتاب الشباب هو ارتباط خاطئ، وأعتقد أنه يدخل بها جانب شخصى ويرتبط بشطارة الكتاب الشباب وقدرتهم على الترويج لنفسهم على شبكة الإنترنت، وهناك تجارب جديدة فى مجال النشر وفكرة التنوع ووجود أحيانا حفلات توقيع وما إلى ذلك، وهذا ما يساعد على وجود هذة الظاهرة، ومن أشهر الأماكن عملا لحفلات التوقيع وورش للكتابة، بالإضافة إلى عمليات النشر هى دار الكتب خان وقال الشاعر أشرف يوسف: نحن عندنا مفهوم اسمه القوة الناعمة، وسابقا كان عند مصر قوة ناعمة كبيرة بالأخص أيام الستينيات، وكان يقال وقتها "إن مصر تكتب وبيروت تنشر والعراق يقرأ"، وقد تم نسيان هذا المفهوم وانحصر فى الأكثر مبيعا، وأنا لا أعترض على الأكثر مبيعا، لكن عندى بعض الملاحظات فإذا تحدثنا عن بنية الدولة فإننى أرى أننا إذا كنا نمتلك بنية تحتية جيدة وتعليما جيدا فسنصل إلى أكثر مبيعا فى الاتجاه الصحيح، وأستدل على ذلك بموقف حدث وهو أن الكاتبة "أوبرا وينفرى" تحدثت عن كتاب أحد المؤلفين فى برنامجها الشهير، مما تسبب فى حدوث مبيعات ساحقة للكتاب، وفى الحلقة التى تليها قررت أن تستضيف الكاتب ولكن الكاتب أبدى استياءه واعتذر عن الحلقة، مؤكدا أنه انزعج من كلام "أوبرا" عن الكتاب، وأن هذا سيتسبب فى أن يقال على الكتاب إنه حقق مبيعات ضخمة بسبب تعليقها عليه، ولكن الكتاب جدير فعلا بالقراءة، فعندما يكون هناك كاتب لدية كتاب جيد وناشر جيد ويعلم أن الأكثر مبيعا ليس القيمة الأدبية الحقيقة، وأنه إضافة ثانوية له يكون هذا هو الاتجاه الصحيح.