هل يستطيع حزب الله ردع إسرائيل ودخول الجليل؟

قتل 4 جنود إسرائيليين على الأقل وأصيب 9 آخرين معظمهم حالتهم بين خطرة وحرجة في هجوم استهدف دوريتهم بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن الجيش يفحص إمكانية فقدان أو خطف جندي إسرائيلي في مزارع شبعا.
عقب تلك العملية عزز الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان بعد إطلاق قذائف من الجانب اللبناني على آليات عسكرية إسرائيلية، يأتي ذلك بعد ساعات من تنفيذ الطيران الإسرائيلي غارات على أهداف في الأراضي السورية .
قصف إسرائيلي
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان نشر فجرا يوم الأربعاء 28 يناير أن صواريخ من الجانب السوري سقطت في الجولان، ورد الجيش للتو بتنفيذ غارات جوية قواعد مدفعية للجيش السوري".
وصرح المتحدث باسم جيش الإسرائيلي بيتر ليرنر أن "الجيش يحمل الحكومة السورية مسؤولية أي هجوم ينطلق من أراضيها وسيتخذ جميع الإجراءات الضرورية للدفاع عن المواطنين الإسرائيليين".
ودعا نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية مجلس الأمن إلى وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية لاحتواء الموقف المتدهور على الحدود مع سوريا ولبنان.
حرب استنزاف
يقول محللون سياسيون إن الهدف من تلك العمليات هي رغبة إيرانية وسورية بمشاركة حزب الله اللبناني في خوض حرب استنزاف تنهك الاقتصاد الإسرائيلي وتحبط المستوطنين في الشمال الإسرائيلي.
ويعتبر المحللون إن في مثل هذه الطريقة قد يكون لها مزايا بحيث أن الجيش الإسرائيلي المحتل سيبقى متأهبا في شمال إسرائيل وهو ما سيكلفه كثيرا من الأموال، وتترك أثرا سلبيا على برامج تدريب الجيش وتستهلك مئات الساعات من تحليق الطائرات المقاتلة وطائرات أخرى وهذا يكلف مئات آلاف الدولارات يوميا.
من جانب أخر، قال رون بن يشاي المراقب لشؤون الجيش والأمن إسرائيلي، في تحليل للقناة العاشرة الإسرائلية، إن مثل هذه الضربات التي يستخدمها حزب الله قد تجعل نظام الأسد يخسر البؤر المتبقية تحت سيطرته على الجانب السوري من الجولان، في حال واصل حزب الله نشاطه من هذه المناطق في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، معتبرا أن ذلك تهديدا ملموس وينبغي على الإيرانيين والسوريين إعادة النظر في نواياهم السماح لحزب الله بالنشاط من داخل الأراضي السورية تجاه داخل إسرائيل.
دخول الجليل
وكان حسن نصر الله أمين عام حزب الله، قد أعلن يوم الخميس الماضي أن من حق حلفاء سوريا الإقليميين الرد على هجمات إسرائيل داخل سوريا في أي وقت.
وقال في مقابلة مع تلفزيون الميادين إن القصف المتكرر الذي حصل على أهداف متنوعة في سوريا هو خرق كبير، واعتبر أن ضرب أي أهداف في سوريا هو استهداف لكل محور المقاومة وليس فقط استهدافا لسوريا".
وأوضح حسن نصر الله في المقابلة التي بثت على مدى ثلاث ساعات أن المقاومة اللبنانية أصبحت أقوى من أي وقت مضى، متعهدا بتحقيق انتصارات مفاجئة في حال العدوان على لبنان.
وأضاف: إننا نأخذ بالحسبان فرضية عدم الاكتفاء بالدفاع انطلاقا من لبنان عبر الصواريخ وهي جدية وكل ما يحتاجه الانتصار في الحرب المقبلة علينا أن نكون جاهزين له وعندما نقول قد تطلب من المقاومة دخول الجليل يعني أن المقاومة يجب أن تكون جاهزة للدخول إلى الجليل بل إلى ما بعد الجليل.
وأشار إلى أن "المقاومة جهزت نفسها للدخول إلى الجليل لكن هل ستفعل؟ ذلك نتركه لزمن الحرب" ، مؤكدا "أن ما لدى المقاومة فعليا هو إن شاء الله يؤهلها لخوض أي مواجهة قد تخطر في بال الإسرائيلي".
رد ساحق
وكان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني البريجادير جنرال حسين سلامي، قال عقب الهجوم الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية قتل خلاله القيادي بالحرس الثوري الإيراني محمد علي الله دادي، إن إسرائيل ستواجه ردا ساحقا بعد هجومها على الجولان، لافتا إلى أن وجودها في طريقه للزوال.
وأضاف سلامي في تصريحات نقلتها قناة برس تي في الإخبارية الإيرانية « ينبغي أن ينتظر مسؤولو إسرائيل ردودا عنيفة ردا على ما قاموا به في الجولان ، إن ذلك الهجوم هو انعكاس للهزائم الكبيرة التي منيت بها الاستراتيجيات الإسرائيلية والأمريكية».
وتابع " إن فشلهما في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين جعلهما يدركان أن وجودهما في تراجع، ولقد شاهدا ردود أفعال الحرس الثوري الإيراني من قبل، لذا فالقلق يراودهما، وأقول إنها سيشاهدان صواعق مدمرة" على حد وصفه.
وتعتبر إيران وسوريا وحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية أنفسهم أنهم في "محور المقاومة " ضد إسرائيل. وحزب الله حليف قوي للرئيس السوري بشار الأسد، وقد أرسل مقاتليه لمساندة الجيش السوري في الحرب المستمرة منذ ما يقرب الأربع سنوات.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنت مرات عدة غارات على مناطق في سوريا ويقول الإسرائيليون إن معظم الغارات استهدفت أسلحة وصواريخ كانت متوجهة إلى حزب الله.
وخاض حزب الله حربا استمرت 34 يوما مع إسرائيل في عام 2006، أطلق خلالها آلاف الصواريخ التي ضربت العمق الإسرائيلي.