أكد نبيل عبد الفتاح، مدير مركز الاهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية ان فوز حزب النهضة التونسي في انتخابات المجلس التأسيسي لم يكن مفاجأة حيث ان كل المراقبين كانوا متوقعين تلك النتيجة، مشيرا الى ان راشد الغنوشي وغيره من قادة الحزب كانوا في المنفي واحتكاكهم بالتيارات المتعددة في لندن ساعد في انفتاحهم على كل التيارات وساهم في تبنيهم بعض الاراء المتقدمة في الفكر الاسلامي الوسطي، مضيفا ان حزب النهضة يتعرض الى الكثير من الضغوط. وذلك بسبب ما قام به النظام اسابق من تفزيع الناس من الحركة، مشيرا الى انه لن ينفرد حزب بعينه في وضع الدستور التونسي، موضحا ان لاحزاب العلمانية في العالم العربي تستعمل لغة خشبية، وتتكلم بلغة مفارقة عن المجتمع الذي تعيش فيه، مشيرا الى اهمية بناء تفاهمات سياسية موحدة تجمع عليها كل الاحزاب التونسية، مشيرا الى ان الخطاب الموجه للإعلام الغربي عن وضعية حقوق المرأة التونسية من حز ب النهضة غير كافي ، منوها الى ان النظام السياسي المصري من عام 1952م الى 25 يناير 2011م استخدم الدين كلعبة من اجل اغراض سياسية، كما ان النظم الملكية في الدول العربية تقوم في شرعيتها على استخدام تفسيرات خاصة ومحافظة للدين وذات طبيعة مشخصنة في خدمة الحاكم.
مشيرا إلى أن الوضع في ليبيا مختلف لاننا امام مجموعات من التيارات الاسلامية المسلحة التي كانت تواجه نظام مختل، مشيرا الى ان المؤسسة العسكرية التونسية كانت تولى اهتمام من جانب الرئيس بورقيبة ولذلك حافظت على استقلاللها وهيبتها ، مؤكدا ان الوضع في تونس لن يسمح بتدخل العسكر في الحياة السياسية، كما ان الشارع العربي عمل على ارثاء مبدأ الديموقراطية المباشرة من خلال الاحتجاجات والرقابة الشعبية على الحاكم.
أكد زبير شهودي، عضو المكتب التنفيذي لحزب النهضة الإسلامي التونسي على التزام الحزب بمدنية الدولة واحترام القانون، مشيرا الى ان الحزب يرغب في تشكيل حكومة ائتلافية حرصا على التنوع السياسي، مؤكدا حرص الحزب على المحافظة على العهود والمواثيق الدولية ، والعمل نحو العلم والحداثة والحفاظ على وضع المرأة وحرية الاعلام.
بينما أشار سمير بن عمر، قيادي بحزب المؤتمر من اجل الجمهورية إلى أن الحكومة الائتلافية ستكون مفتوحة لكل الاحزاب التي حازت على نسب محترمة من كل الناخبين، وسيكون الالتقاء على برنامج سياسيي موحد، مؤكدا ان حزب المؤتمر يقبل نتيجة الاقتراع ويهنئ الشعب التونسي عليها، مشيرا الى ان عنصر المفاجأة هو العريضة الشعبية التي تحصلت على مقاعد محترمة في المجلس التأسيسي.
وفي نفس السياق هنئ منجي اللوز، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الفائزين في الانتخابات، واقر بالهزيمة في المعركة الانتخابية، مشيرا الى ان نيجة الانتخابات تعتبر صدمة لانها خالف التوقعات واستطلاعات الرأي، مشيرا الى ان الحزب في صدد مراجعة اخطاءه، ومؤكدا على ان المناظرات التي اجراها الحزب التقدمي ضد حزب النهضة جعل الشارع يشعر ان الحزب التقدمي ضد الاسلام، مشيرا الى ان حزب النهضة ظهر بمظهر الانضباط والتنظيم الشديد في الانتخابات.
وأشار ابو بكر الصغير، المحلل السياسي التونسي إلى أن الإسلام السياسي يشكل الحدث الابرز في انتخابات تونس، مؤكدا ان الاحزاب السياسية الاسلامية دفعت الناس الى الالتجاء اليها، مشيرا الى ان حالة الفساد والظلم في الانظمة السابقة جعل الشعب التونسي يلجأ الى الاحزاب الاسلامية باعتبارها المنقذ من حالات الفساد، مشيرا الى ان النخب العربية لم تحاول تصحيح الوضع من قبل.
وأكدت نيفين مسعد، استاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة خلال اللقاء الذي جمع بينهم في برنامج "الصورة الكاملة" على قناة أون تي في الفضائية أن راشد الغنوشي لن يراهن على شعبيته ويتخذ أي منحى يؤثر على حقوق المراة او مدنية الدولة، مشيرة الى انه ليس امام هذه التيارات إلا ان تطوع خطابها ليصبح اكثر ديموقراطية، موضحة ان الاستبداد الديني اكثر خطورة من الاستبداد السياسي، مشيرة الى انها تتوقع ان يتجه الخطاب الديني الى مزيد من المرونة والاعتدال.