لم تمنعه دارسته الشرعية في المدينةالمنورة من السعي لتحقيق حلمه في كتابة التاريخ الليبي،
فمنذ أن كان علي الصلابي يعيش في حدائق بنغازي، كان يحلم أن يكتب تاريخ ليبيا، وظل هذا الحلم يسكن داخله، يتحرك كل حين، ولهذا ظل هو الطالب المجتهد الأول دوماً على دفعته، يبحث عن حلمه وإمكانية تحقيقه، يجلس مع أهل الاختصاص، ويشتري الكتب ويعكف عليها، ويتكلم مع كل من زاره من أهل "ليبيا" عن هذا المشروع الحلم، وكانوا يطالبونه بأن يحكي لهم عنه، وإلى مدى وصل فيه.. ولم ينل الدكتور الصلابي حقه في بيان جهوده من قِبَل أهل بلده لهذه المجهودات الضخمة التي بذلها، فعمله اليوم ليس قاصراً على ليبيا فقط، وإنما تعداها ليصل إلى الاهتمام بالأمة أجمع؛ فقد انتشرت كتبه في كل مكان، وطُبعت في أكثر من دولة، وتُرجم بعضها إلى لغات أخرى، ونالت إحسان وثناء أهل العلم الأفاضل.
مسيرة كفاح علي محمد محمد الصلابي عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من مواليد بنغازي بليبيا عام 1963م، حصل على الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن عام 1996م، ومنها حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه "فقه التمكين في القرآن الكريم" عام 1999، وحصل على الليسانس من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينةالمنورة بتقدير ممتاز في 1992/1993.
ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين الليبية، وله برنامج أسبوعي على قناة بغداد الفضائية. وبفضل العلاقة القوية التي كانت تجمعه بسيف الإسلام القذافي وكونه عضواً بمجلس أمانة مؤسسة القذافي وأيضاً التي تجمعه مع قيادات الجماعة الليبية المقاتلة؛ ساهم الصلابي في إجراء حوار بين الجماعة والدولة الليبية انتهى بالإفراج عن أعضاء الجماعة المقاتلة من السجون الليبية، وقد برز دوره إعلامياً هو وسالم الشيخي خلال ثورة 17 فبراير.
عُرف الصلابي بحبه للكتابة وقام بتأليف العديد من المؤلفات منها (عقيدة المسلمين في صفات رب العالمين - الوسطية في القرآن الكريم - السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث - الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق شخصيته وعصره - فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - سيرة أمير المؤمنين خامس الخلفاء الراشدين - فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح ).
معارضة وموالاة بحكم انتماء الصلاّبي إلى تيار سياسي هو الإخوان المسلمين، فإنه سعى للقيام بأدوار سياسية في ليبيا، منها اتخاذه في البداية موقف المعارض لنظام القذافي، ثم تقاربه لفترة مع النظام عبر علاقته بسيف الإسلام القذافي، والتي توطدت خلال الفترة الأخيرة من حكم القذافي.
ومع بداية الاحتجاجات ضد حكم القذافي مطلع عام 2011 أعلن الصلابي تخليه التام عن سيف الإسلام، وفي وقت لاحق من المواجهات العسكرية بين ثوار 17 فبراير وقوات القذافي استأنف الصلابي اتصالاته مع نظام القذافي من خلاله لقاءاته مع رئيس مخابرات ليبيا في نظام القذافي أبو زيد دوردة، وبرّر الصلابي اتصالاته التي لاقت انتقادات كثيرة من الليبيين بأنها كانت بدافع حقن الدماء، وبعد سقوط حكم القذافي في العاصمة طرابلس بفترة وجيزة، قام الصلابي بتصريحات إعلامية حادة وغير مسبوقة طيلة فترة الأزمة الليبية إلى محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي،
حيث طالبه بضرورة أن يقدّم استقالته ويترك الليبيين والقوى الوطنية الحقيقية يبنون مستقبل بلادهم بأيديهم، مؤكداً أن جبريل ليس عليه إجماع في الشارع الليبي، وأن غالبية الليبيين يرفضونه ويرفضون من يدورون في فلكه. واتهم الصلابي جبريل ومن معه بأنهم أناس مرضى بالاستبداد والدكتاتورية والإقصاء، وينظرون إلى ما يحدث في ليبيا على أنه صفقة العمر، ويسعون لسرقة ثروات الليبيين وثورة الشعب الليبي،
مضيفاً أن القلة القليلة العدوة للشعب الليبي وعقيدته ليس لها أي تأثير ولا أية أرضية، وتحاول أن تصف الآخرين بالإرهاب والتطرف والأفكار البالية التي عفا عليها الزمن، وقدم الصلابي نفسه أثناء توجيهه تلك الاتهامات على أنه يتحدث باسم الشعب الليبي؛ الأمر الذي جعل آلاف الليبيين يتظاهرون في مدن ليبية عدّة ضد تصريحات الصلابي ويتخوّفون من دوره السياسي، عاد بعد ذلك الصلاّبي وأقر في تصريحاته ضد جبريل بأنه لا يمثل سوى نفسه، ثم ظهر الصلابي مجدداً عبر الإعلام معلناً أن دوره في إسقاط حكم القذافي كان جوهرياً، الأمر الذي عرّضه لانتقاد من رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، حيث أعلن الأخير أن الشعب الليبي بأكمله ساهم في التغيير ولا يوجد لأحد فضل على آخر.