قدم الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو استقالته اليوم الأربعاء ، بعدما ترأس البلاد لنحو تسعة أعوام ، ليصبح بذلك صاحب أطول فترة رئاسة لإيطاليا . ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مكتب نابوليتانو في بيان إنه تم إرسال خطاب استقالته لرئيسي مجلسي الشيوخ والنواب ولرئيس الوزراء ماتيو رينزي . وكان نابوليتانو / 89 عاما/ حريص على الاستقالة بسبب تقدم العمر . ومنذ عامين ،كان نابوليتانو مترددا في بدء فترة رئاسة جديدة لمدة سبعة أعوام ، عقب إخفاق البرلمان في الاتفاق على خلفية له ،ولكن حذر من أنه قد لا يستمر حتى انتهاء مدته . ووصف نابوليتانو في خطاب الوداع منذ أسبوعين فترة رئاسته " بالطويلة والمرهقة ". وقال أمس الثلاثاء إنه " سعيد بأنه سوف يعود لمنزله ، كما وصف القصر الرئاسي " بالجميل للغاية " ولكن " يشبه السجن نوعا معا". وقاد نابوليتانو البلاد خلال تعاقب أربع حكومات ، وإجراء انتخابات عامة مرتين بالإضافة إلى أزمة اقتصادية في أواخر 2011 تم حلها بتولي ماريو مونتي رئاسة الوزراء بدلا من رئيس الوزراء المحاط بالفضائح سيلفيو برلسكوني . ومن المقرر أن يتولى رئيس مجلس الشيوخ بيترو جراسو منصب الرئيس مؤقتا خلال الفترة بين استقالة نابوليتانو وتعيين خليفة له. من المقرر أن يبدأ أكثر من ألف نائب على المستوى المحلي والقومي التصويت على هذا الامر خلال أسبوعين . ومازالت التكهنات دائرة حول من سيخلف نابوليتانو. ومن المقرر أن يترأس رينزي ، الذي يقود الحزب الديمقراطي يسار الوسط الحاكم ، اجتماع الحزب بشأن الانتخابات الرئاسية الجمعة المقبلة. وبما أن الحزب الديمقراطي هو الكتلة الأكبر في البرلمان ، فإنه من المتوقع أن يطرح أسم أولا ،ثم سوف يحاول الحصول على دعم له من الأحزاب الأخرى. وسوف يحصل نابوليتانو ، بوصفه رئيسا سابقا ، على مقعد دائم في مجلس الشيوخ ، كما سوف تحق له المشاركة في انتخاب خليفته ، بجانب أكثر من ألف نائب على المستويين المحلي والقومي . ويذكر أن الرؤساء الإيطاليين يمثلون رموزا وطنية . ولكن دورهم ليس شرفيا فقط : فهم يمكنهم حل البرلمان والدعوة لإجراء انتخابات مبكرة ،كما يمكنهم التوسط في مباحثات الحكومة الائتلافية وترشيح رؤساء الوزراء . كما يمكن للرؤساء رفض قانون إذا توصلوا إلى عدم دستوريته ، كما أنهم يترأسون الجيش والهيئة القضائية . وفي حالات استثنائية ، يمكنهم إلغاء أو تخفيف أحكام قضائية صادرة بحق أشخاص.