داهمت السيول والأمطار عدداً من محافظات الصعيد، ونتج عن ذلك كشف حجم الإهمال الذي تعاني منه محافظات الصعيد، فقد أسفرت السيول عن خسائر مادية لحقت بمنازل الأهالي، بل وتخطتها إلى مؤسسات حكومية على قدر كبير من الأهمية، مثل مطار الغردقة الدولي، الذي انهار سقف صالة الوصول به نتيجة لهطول الأمطار، مما ينذر بكوارث في العام الحالي. وقد أعربت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، عن قلقها الشديد بسبب تشريد آلاف الأسر بسبب السيول الأخيرة التي ضربت محافظاتجنوب الصعيد والبحر الأحمر وجنوبسيناء، وخصوصًا في ظل تباطؤ السلطات الشديد في التحرك لإعانة هذه الأسر المتضررة من تلك السيول، مما يزيد من معاناة هذه الأسر ماديًّا ومعنويًّا. الصعيد واضرار السيول وكشفت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن هذه الأسر تعاني من فقدان مساكنها بسبب تَهدُّمِها وغمر مياه السيول لها بما تحويه من ممتلكات، إضافة إلى فقدان العديد منها لمصادر رزقها، حيث غرقت محاصيلهم الزراعية ومحالهم التجارية في مياه السيول والأمطار، فعجزت عن العمل والإنتاج. وكشف الحصر الذي قامت به المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، والذى اعتمد على تصاريح مسئولي مديريات التضامن الاجتماعي بوسائل الإعلام، بالإضافة إلي تصاريح المؤسسات الخيرية التي قدمت العون فى عمليات الاإاثة، عن تضرر نحو 4300 أسرة، من السيول، أغلبيتهم بمحافظة أسيوط، بالإضافة إلى محافظاتسوهاجوقناوالأقصروأسوان والبحر الأحمر وجنوبسيناء. وأضافت المبادرة أنه يوجد أكثر من 2700 منزل مضار، منهم أكثر من 1400 منزل أصابه الانهيار أو التصدع بالإضافة إلى التلفيات المادية، وقد أسفر انهيار المنازل نتيجة السيول والأمطار عن مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة العديد منهم، الأمر الذي يؤكد أن هذه أكبر كارثة عمرانية تشهدها مصر منذ سيول عام 2010. خطة الحكومة في 2015 من جانبه أكد الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري في تصريحات صحفية، أن الصعيد على رأس أولويات الحكومة ويلقى اهتماما متزايداً من الدولة، وأن الوزارة عازمة على أن تمر مصر بموسم سيول آمن خلال العام الحالي، عبر اتخاذ إجراءات الأزمة لحماية المحافظات المعرضة لخطر السيول. وأشار مغازي إلى أن الحكومة استعدت مبكرًا لموسم السيولبالمحافظات مع رفع حالة الطوارئ القصوى، وتتابع غرفة العمليات المركزية بالوزارة وعمليات المحافظات هطول الأمطار وحركة السيول، لافتاً إلى التنسيق مع الأرصاد الجوية بصفة دائمة للتنبؤ بالتغيرات الجوية، وتحليل صور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد، للاستفادة منها فى الإنذار المبكر بالسيول قبل حدوثها. وأضاف مغازي أنه تم توفير مخزون استراتيجي من الأغذية بالمحافظات المعرضة لمخاطر السيول ووسائل الإغاثة وكميات إضافية من مياه الشرب، وتجهيز معسكرات للإيواء، واتخاذ سبل الاستفادة من مياه السيول في الزراعة، وتم وضع خطة لرصد السيول ومواجهة الأمطار الغزيرة بالصعيد والبحر الأحمر وسيناء والساحل الشمالي الغربي من خلال السدود والخزانات التي تم إنشاؤها وتجهيز مجاري السيول والتأكد من سلامة الجسور. وأكد أن الوزارة قد رصدت أعمالاً بقيمة مليار جنيه، للحماية من السيول ضمن الخطة الخمسية 2015/2020، مشيراً إلى الانتهاء من تطهير مخرات السيول وعددها 147 مخرا، وأصبحت جاهزة، كما تم الانتهاء من إعداد أطلس السيول لمحافظتي أسوانوجنوبسيناء لتحديد أماكن السيول وإضافة مادة لقانون الإدارة المحلية الجديد تُجرم التعدي والبناء على مخرات السيول. الصعيد يستعد للمواجهة فى الوقت نفسه استعدت محافظات الصعيد تحسباً لسقوط أمطار غزيرة، ففي الفيوم قامت المحافظة بعملية تطهير لمخرات السيول، وفى المنيا جهّزت المحافظة وصينّت 31 مخر سيل طبيعي وصناعي لمواجهة أية مخاطر للسيول، وانتهت محافظة أسيوط من استعداداتها لمواجهة السيول بمختلف القرى والمراكز، وقامت بإجراء تدريب ميداني على سيناريو مواجهة السيول. أما محافظة سوهاج فقد استعدت للعام القادم بعدد 5 سدود جاهزة بتكلفة 2 مليون جنيه، لاستيعاب أية مياه ومنعها من النزوح على المنازل المحيطة بها، فضلاً عن اعتماد 4 ونصف مليون جنيه لبناء سد جديد، واستعدت محافظة أسوان لمواجهة السيول بالانتهاء من أعمال الصيانة للمخرات الخاصة بها وتشكيل غرف طوارئ بالتنسيق مع هيئة الأرصاد الجوية. وتقوم محافظة قنا بالتنسيق مع هندسة الري والجهات المنوطة بعمل مجاري مائية لاستقبال المياه دون التعرض للطرق والجسو وأعدت المحافظة مخر سيل بقرية حجازة بلغ طوله 2140 مترًا لتصريف مياه السيل عن طريق ترعة حجازة وترعة الكلابية. فيما استعدت محافظة الأقصر بتطهير المخرات الرئيسية والفرعية بالمحافظة، والتي يبلغ عددها 13 مخرًا، فضلاً عن استخدام أدوات شفط جديدة في حالة حدوث أمطار غزيرة، وفي الوادي الجديد استعدت المحافظة بتجهيز كميات كبيرة من المواد الغذائية والبطاطين والملابس لإنقاذ المتضررين فور وقوع أي أضرار وتعويضهم في الوقت واللحظة، فضلا عن اتخاذ كافة الإجراءات سواء الأمنية أو الإرشادية لمواجهة الكوارث والطقس السيء.