ذكرت مصادر قريبة من حزب الله أنه تم إجبار جبهة النصرة على الانسحاب بعد أن سيطرت لفترة على نقطتين عسكريتين في جرود بلدة فليطة السورية القريبة من الحدود اللبنانية. ونقلت صحيفة "النهار" اللبنانية عن مصادر قريبة من الحزب قولها: "إن النصرة لم تستطع تثبيت مواقعها فيهما حيث أجبرت على الانسحاب، في حين استقدم الحزب تعزيزات ويسعى إلى التقدم البري". وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات المتكررة على مواقع لحزب الله أدت إلى سقوط خمسة مقاتلين للحزب، لافتة إلى أن النصرة أعلنت عبر حساب على تويتر يدعى "مراسل القلمون" قائلة عن عودة مسلحيها من نقطة المسروب (بجرود فليطة سالمين محملين بالغنائم بعد قتل جنود حزب الله والجيش السوري وإحراقها بالكامل". حسب قولها. من جانبها، نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية عن مصادر من جبهة النصرة قولها: "إن مقاتلي الجبهة انسحبوا من موقع «المسروب» في محيط بلدة فليطة السورية المحاذية للحدود اللبنانية بعد أن سيطروا عليها صباح السبت". وأكدت مصادر أمنية أن مقاتلي جبهة النصرة، جناح تنظيم القاعدة في سوريا، اشتبكوا مع قوات حزب الله والجيش السوري على الحدود السورية اللبنانية، يوم السبت، ما أدى إلى سقوط قتلى بين الجانبين. وأضافت المصادر الأمنية السورية واللبنانية أن ثلاثة من مقاتلي حزب الله وخمسة جنود سوريين وأكثر من 15 من أفراد جبهة النصرة قتلوا، مشيرة إلى أن قتلى حزب الله هم علي بكري وفضل عباس فقيه ومحمد الحاج حسن. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات جبهة النصرة هاجمت حزب الله والجيش السوري بقذائف المورتر، وأن الجيش السوري رد بقصف المناطق بمنطقة القلمون. من جانبها، أكدت صحيفة "السفير" اللبنانية أن صورا أُخذت أمس من مكان المواجهة أظهرت موقع المسروب خالياً من أي وجود ل "النصرة". وذكرت الصحيفة أن الهجوم الذي شنته "جبهة النصرة" على محيط بلدة فليطة فجر يوم السبت، كاد أن يحدث اختراقاً نوعياً عبر تمكنها من اقتحام حاجز المسروب والسيطرة على بعض أجزائه، الأمر الذي جعلها عملياً على مدخل بلدة فليطة ذات الموقع الإستراتيجي المهم، لولا استدراك قوات الجيش السوري ومقاتلي "حزب الله" للموقف واستعادتهما السيطرة على كامل الحاجز، بعد انسحاب مسلحي "جبهة النصرة" جراء شراسة الهجوم المضاد الذي شُن عليهم. وأشارت "السفير" إلى أنه ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها حاجز المسروب ومعه نقطة الجب للهجوم، حيث سبق ل «جبهة النصرة» أن نفذت عدة هجمات على هاتين النقطتين، كما أن مدفعية الجيش السوري و«حزب الله» استمرت طوال الأشهر الماضية في استهداف تحركات المسلحين في محيط هاتين النقطتين. ولفتت إلى أن هذا الاشتباك المتكرر يعكس مدى أهمية هاتين النقطتين، سواء بالنسبة لجبهة النصرة التي لم يعد خافياً إصرارها على السيطرة عليهما بأي ثمن، أو بالنسبة للجيش السوري و«حزب الله» اللذين يستبسلان في كل مرة في الدفاع عنهما بغض النظر عن الخسائر التي تلحق بهما. وأوضحت الصحيفة أن بلدة فليطة تكتسب أهمية حيوية نظراً للموقع الوسطي لها بين عرسال اللبنانية من جهة وبلدات القلمون السوري من جهة ثانية، ما جعلها هدفاً استراتيجياً لجبهة النصرة التي تحاول من خلالها أن تجد ملاذاً لها، يقيها الشتاء القاسي والبرد القارس في الجرود. وأضافت أن الفصائل المسلحة السورية هددت بقرب الإعلان عما تسميه «معركة القلمون الكبرى» التي سيكون هدفها محاولة السيطرة على بلدات القلمون التي استرجعها الجيش السوري في الأشهر الأولى من العام الماضي. وتابعت: "لكن يبدو أن اهتمام "جبهة النصرة" بالشق اللبناني لمعركة فليطة يتفوق على اهتمام الفصائل الأخرى، بما فيها تنظيم "داعش"، ليس لأن زعيمها القلموني أبو مالك التلي هدد علانية بنقل المعركة إلى لبنان في تسجيله الصوتي "هذا بلاغ للناس" وحسب، بل لأن "النصرة" تتمتع بشبكة علاقات ومصالح مع بعض التنظيمات والشخصيات في الداخل اللبناني أكثر من غيرها، كما أنها لا تستطيع الاستغناء عن خطوط الإمداد التي تصل إليها عبر جرود عرسال، وذلك بعكس تنظيم داعش الإرهابي الذي يعتمد على خطوط الإمداد التي تأتي عبر القلمون الشرقي، ويخوض منذ شهر ونيف معارك ضارية لإحكام السيطرة على هذه الخطوط. وأشارت الصحيفة إلى أن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، قال: "إن تنظيم "داعش" يحاول السيطرة على منطقة القلمون كي لا تكون هناك تعددية عسكرية فيها"، لافتاً الانتباه إلى أنه وفي الفترة الأخيرة «رأينا الكثير من المبايعات ل "داعش" سواء عن قناعة أو عن خوف". وأكد أن "داعش" يريد تأمين ظهره من خلال التقدم والسيطرة على قرى لبنانية تقع على تماس مع منطقة القلمون، "لكن القوى العسكرية والأمنية في جهوزية تامة لمواجهة هذا الاحتمال".