هكذا اختتم الكاتب الكبير فهمي هويدي، مقاله المنشور بصحيفة "الشروق" اليوم، حول "مثقفو منتصف العصا" مستدعيا مقال لكاتب سوري ينتقد مثقفي بلاده الذين يعرفون جيدا طبيعة النظام القائم فى دمشق، ومع ذلك فإنهم وقفوا على الحياد وحرصوا على أن يقدموا أنفسهم باعتبارهم من دعاة المعارضة الناعمة . وفى نقده لهؤلاء، استشهد الكاتب، الأستاذ حازم نهار، بمسرحية الأستاذ سعد الله ونوس، التى نشرها فى عام 1993 بعنوان «منمنمات تاريخية» ، حيث ينتقد تفاوض عالم الاجتماع الأشهر بن خلدون، مع الغازي التتري تيمور لنك في عام 1400 ه ، برغم أن الفقهاء أصدروا فتواهم بوجوب الجهاد ضد التتار ، لكن الأخير راح يسترضيه محكما عقله ومستشهدا بالمقتلة الواسعة التي نجمت عن قتال التتار، وهو الموقف الذي وبخه سعد الله ونوس واعتبره انتهازية سياسية .. ويرى هويدي أن المعرفة تقتضى مسئولية على من يحملها. وعلى المثقفين أن يتدخلوا فى الشئون العامة لمقاومة المعتدين والطغاة. وأن المثقف حين يختار الحياة فإنه قد يخون الرسالة .