ترميم المكتبة المركزية ينتهي خلال تسعة أشهر مجلة دورية للعلوم الإنسانية قريبا الجهاد والحاكمية والأقباط ودور المرأة .. مفاهيم يجب مراجعتها الآن "خلق الدين لمصلحة البشرية، ولا يمكن أن يكون سوط عذاب منفر، ولا يمكن أن ندع مدعي العلم يتقولون على الله والرسول ما لم يأت به شرع الإسلام الحنيف" .. كانت تلك كلمات الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، والذي شارك أمس بندوة حول "الأبعاد الإسلامية في الرسائل العلمية" والتي احتضنتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. وأعلن "نصار" عن لجان متخصصة لفرز المخازن بالمكتبة المركزية القديمة، لانتقاء الكنوز العلمية، مؤكدا أن عددا من الدول الأجنبية عرضت تمويلا لإعادة ترميم مبنى المكتبة واشترطت الإطلاع على المخطوطات ولكن الجامعة رفضت ذلك وقررت تمويلها من خلال الموارد الذاتية. وأضاف نصار أن اللجان المشكلة لفرز المخازن إكتشفت كمية كبيرة من الكتب الأثرية والنادرة ووثائق ومخطوطات نادرة وذات أهمية عالمية. وتابع رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة ستعلن عن هذه الرسائل والأبحاث العلمية فى الوقت المناسب، مؤكدا أن الجامعة ستعيد المكتبة المركزية للجامعة لرونقها خلال فترة قليلة من الآن، مشيرا إلى أن مارس المقبل سينتهى العمل من مركز هندسة الآثار بكلية الهندسة، وكذلك سينتهى مركز الترميم الأثرى بكلية الآثار فى مايو المقبل. وأردف الدكتور جابر نصار، أنه فى خلال 9 شهور سينتهى ترميم المكتبة المركزية القديمة وستكون واجهة لجامعة القاهرة قائلا: "نحتاج لأن نكتشف أنفسنا ، وبعض الدول طلبت رؤية المخطوطات بالمكتبة القديمة فرفضنا وقررنا ترميمها من الموارد الذاتية". وفى سياق آخر، حذر الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، من مخاطر عدم اعتبار الأسس العلمية فى دراسة الشريعة الإسلامية ، حتى صارت كل جماعة تتحدث باسم الله، وهذا خطر كبير على الدنيا والدين ويترتب عليه تمزق سياسى واجتماعى بعد التمزق الديني. وأشار نصار، إلى أن هدف الندوة التى تعقدها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، تحديد نقاط بحث فى موضوعات متعلقة بالشريعة الإسلامية وموضوعات أخرى سياسية، مضيفا "لدينا مشكلة كبيرة فى الانتفاع بناتج البحوث العلمية، سواء على البحوث التطبيقية والاجتماعية والسياسية ولدينا مخرجات مهمة تعالج أمراض فتاكة فى المنظومة حال تطبيقها". وتابع رئيس جامعة القاهرة، أن الاهتمام بالعلوم الإنسانية مهم جدا لأنه قد يخترع الشخص طرقا لتحويل المياه المالحة لأخرى صالحة للشرب، ولكن يهدر هذا كله فى حالة عدم معرفة كيفية ترشيد المياه والتعامل معها من خلال العلوم الإنسانية، قائلا: "الجامعة ليس لديها حدود فى الدعم، على الأقل أبحاث الهيئة المعاونة والترقيات لابد أن تبنى على ما سبق بحثه لا أن تعيد تدوير البحث العلمى مرة أخرى". وأردف الدكتور جابر نصار،أن الجامعة أطلقت المجلة الدورية للعلوم الإنسانية والتي ستعمل على تغيير النظر للعلوم الإنسانية جذريا ، خاصة في مجال تمثيل الكليات النظرية بمجال النشر العلمي الدولي . من جانبها، تحدثت الدكتورة هالة السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عن أهمية مراجعة نتاج الدراسات العلمية بجامعات مصر، ورسم خريطة للمستقبل بناء عليها. وقالت الدكتورة حورية توفيق مجاهد منسق كرسي الإيسيسكو والأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الندوة تسعى إلى تحقيق عدة أهداف من أهمها: التعريف بما هو موجود فى الكلية من مدارس فكرية مختلفة وإبراز مدى اهتمام الدارسين بإدخال البعد الإسلامي في دراساتهم، الوقوف على تطور الاهتمام بمجال الدراسات الإسلامية فى الكلية، تحديد الرؤية المستقبلية للأبحاث فى هذا المجال، واعتبار هذا المشروع نواة يمكن البناء عليها كنموذج فى الجامعات بالدول الإسلامية، والعمل على إصدار مجلد يضم كل الرسائل العلمية التي تناولت أبعاداً إسلامية فى الجامعات بالدول الإسلامية. الندوة شارك فيها كل من أ.د حورية مجاهد منسق كرسي الإيسيسكو في جامعة القاهرة ،أ.د صلاح الدين الجعفراني ممثل منظمة الإيسيسكو. أما المشروع البحثي فجاء بمشاركة أسماء بارزة في مجال الدراسات السياسية، وهم:أ.د علي الدين هلال عميد كلية الاقتصاد الأسبق ،أ.د إكرام بدر الدين رئيس قسم العلوم السياسية السابق ،أ.د محمد صفي الدين خربوش أستاذ النظم السياسية ،أ.د ماجدة صالح وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية للدراسات العليا والبحوث ،أ.د أحلام فرهود ،رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان،أ.د هالة السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية . تأتى الندوة، حسب بيان إعلامي من الجامعة، في إطار التعاون بين إتحاد جامعات العالم الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو – وجامعة القاهرة، التي تهدف إلى لإطلاق خريطة معرفية تناقش الأبعاد الإسلامية في إطار تخصصات العلوم السياسية والاقتصاد والإدارة العامة. وتناقش الندوة، القضايا الإسلامية المتعددة التي يختلف تناولها في الإنتاج العلمي للجامعات المنتشرة في دول منظمة التعاون الإسلامي وفقاً للسياقات التاريخية والمجتمعية لكل دولة. وتتضمن أعمال الندوة، نتائج مشروع بحثي يقوم على مسح رسائل الماجستير والدكتوراه التى نوقشت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية خلال خمسة وأربعين عاماً امتدت من عام 1969 إلى نوفمبر 2014، حيث بلغ عدد الرسائل فى هذه الفترة 108 رسالة، اختص قسم الاقتصاد ب 14 رسالة، و95 رسالة فى العلوم السياسية تنقسم إلى 14 رسالة فى حقل العلاقات الدولية، 34 رسالة في حقلي النظم السياسية والإدارة العامة، 46 رسالة فى الفكر السياسى والنظرية السياسية. وتناولت الرسائل العلمية في حقل الاقتصاد الأبعاد المختلفة للاقتصاد بداية من الفكر الاقتصادى حيث هناك رسالة تناولت الفكر الاقتصادي للماوردى، كذلك ديناميكية الاقتصاد الإسلامى، مروراً بدور الزكاة والأوقاف فى الاقتصاد، وصولاً إلى دور المؤسسات الاقتصادية خاصة البنوك الإسلامية وعلاقتها بالبنك المركزى، ودورها فى الاستثمار، طبيعة الأرباح المصرفية، بالإضافة إلى دورها فى عملية التنمية العربية بجانب تناول ظواهر اقتصادية تأثر بها العالم العربى مثل شركات توظيف الأموال. ولم تقتصر الرسائل فى هذا الحقل على التجربة المصرية فهناك رسائل تناولت الأبعاد المصرفية فى اليمن والإمارات. وتنوع التناول فى قسم العلوم السياسية ما بين تخصص الفكر والنظرية السياسية، ففى مجال الفكر السياسى تناولت الرسائل الاطروحات الفكرية التى قدمها المفكرون السياسيون الذين اختبروا الحياة السياسية وعبروا عن الواقع السياسى مع إسهاماتهم المتخطية للعصور مثل ابن خلدون، الماوردى، ابن تيمية، الإمام الجوينى، الإمام محمد عبده، حسن البنا، وغيرهم فى العصور المختلفة. أما رسائل النظرية السياسية فقد تمحورت موضوعاتها واهتماماتها ومفاهيمها حول كشف الغموض والالتباس الذى قد يحيط بتلك المفاهيم مثل: الجهاد والمقاومة والاختيار والتجديد، فضلاً عن الأطروحات المختلفة التى ساقها الباحثون والتى عرضت للفكر السياسى الإسلامى والنظرية السياسية الإسلامية فى فترات مختلفة مثل الدراسات التى تناولت الأبعاد السياسية لمفهوم الحاكمية، مفهوم العدالة، العمران، وأدب النصيحة فى الخبرة الإسلامية والمرأة والعمل السياسى. واختلف محور التحليل فى حقل النظم السياسية، حيث اهتمت بعض الرسائل بدراسة المؤسسات مثل الدور السياسى للأزهر، الدور السياسى للمسجد، الدور السياسى للجمعيات الأهلية الإسلامية فى مصر، دور الطرق الصوفية فى التنشئة السياسية فى مصر، بينما اهتمت بعض الدراسات الأخرى بدراسة العلاقات بين مجموعات أو جماعات أو حركات بالنظام السياسى منها دراسة "الأقليات والممارسات السياسية فى الخبرة الإسلامية"، "دور رجال الدين فى الثورة الإيرانية"، و"العلاقة بين النظام السياسى والحركات الإسلامية فى مصر"، وقد لوحظ أن كثيرا من تلك الرسائل اهتمت بالواقع المصرى تحديداً إلا أن بعض الرسائل الأخرى كان الإطار المكانى فيها غير محدد بالضرورة فى موضوع الرسالة.