يشهد قطاع غزة تزايدا لنفوذ الجماعات الشيعية المسلحة، وبرز ذلك خلال ظهورها العلني بأعلام تحمل شعارات شبيهة لشعار حزب الله الشيعي اللبناني، في أثناء الوقفة التضامنية التي دعت إليها الفصائل الوطنية والإسلامية في ساحة الجندي المجهول بغزة، نصرةً للمسجد الأقصى. وفي هذا الصدد، حذر الشيخ مجدي المغربي، الداعية السلفي بقطاع غزة، من تزايد نفوذ الأذرع الإيرانية في القطاع، والتي تتمثل في حركة الصابرين، مؤكدًا أن الحركة تتلقى تمويلات ضخمة من إيران عبر حزب إيران في لبنان. ودعا "المغربي" إلى الاعتبار ممّا فعلته إيران في عددٍ من العواصم العربية بنفس الطريقة مع بعض الفوارق، مشيرًا إلى أن حزب إيران في لبنان، ومن خلال المال الإيراني يجمع عددا من الأسماء المقاومة في غزة ويربطها بسلسلة واحدة يحركها من الجنوب في الوقت والاتجاه الذي يراه مناسبا له. وأشار إلى أن وحدة مصدر التمويل الذي يصل عبر حزب إيران في لبنان إلى جماعات تُسمى مقاوِمة في قطاع غزة، جمع وقرَّب بين هذه المتناثرات على أرضية فكرية وسياسية تنسجم مع المشروع الإيراني في المنطقة، ودَفعت الأموال المنتفعين إلى ترتيب لقاءات ومجالس بتوجيه ورعاية ومتابعة خارجية لتشكيل مجموعات تابعة فكريا وعسكريا للخارج "الرافضي"، تكون جاهزة للعمل في الوقت المناسب، على حد وصفه. وكان الشيخ المغربي، تعرض لاعتداءات من قبل مجموعات مسلحة مطلع شهر مارس، من العام الحالي، نتيجة تزايد نشاطه ضد المد الشيعي بقطاع غزة. كما تأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي دعا فيه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، فصائل المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة لتوطيد علاقاتها بإيران. وقال حبيب، إن إيران تعتبر تحرير فلسطين هدفا استراتيجيا لها، ومن الجيد والمفيد أن تبقى الفصائل الفلسطينية مستمرة في علاقتها معها، مهما كان هناك تباين في بعض وجهات النظر. ويأتي هذا في ظل تزايد الأصوات التي تتهم حركة الجهاد الإسلامي، بنشر التشيع في قطاع غزة. كما تبنى عدد من المنتمين لحركة الجهاد، تدشين حركة تأديب، والتي نفذت عدة هجمات استهدفت قيادات سلفية بقطاع غزة، خصوصا كوادر جمعية بن باز الخيرية، المعروفة بمعاداتها وتصديها للمشروع الإيراني بقطاع غزة.