يعتقد الكثيرون أن الصراع السياسي في زيمبابوي، التي شهدت مؤخرا إقالة نائبة للرئيس روبرت موجابي (90 عاما)، هو في واقع الأمر معركة بين امرأتين على من يخلف الزعيم الهرِم. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فإنه وخلال الشهرين الماضيين، ازداد المشهد السياسي سخونة بعد أن بذلت السيدة الأولى جريس موجابي كل ما في وسعها للهجوم على نائبة زوجها المقالة، جويس موجورو التي انتزعت منصبها المرغوب فيه عام 2004، وكان ينظر إليها مؤخرا باعتبارها خليفة موجابي. واتهمت "جريس" التي تشتهر بسلاطة لسانها "موجورو"، بالفساد والابتزاز والتآمر لاغتيال زوجها، وقال إنها كانت "فاسدة، مبتزة، وغير كفوءة، وواشية، وكاذبة وناكر للجميل". وتمادت في تكييل الاتهامات مضيفة أنها "متعطشة للسلطة، وغبية، وحمقاء، ومثيرة للخلاف والشقاق، ووصمة عار". مساندا زوجته، التي انحاز إلى جانبها، أقال زعيم زيمبابوي بعد أسبوع واحد من توجيه هذه الاتهامات "موجورو"، وثمانية وزراء مقربين منها. وقالت الرئاسة في بيان: "أصبح من الواضح أن سلوكها "موجورو" في أداء واجباتها بات دون المستوى المتوقع، وأظهر تعارضا بين المسؤوليات الرسمية والمصالح الخاصة". وتعتبر هذه الخطوة غير مسبوقة منذ استقلال البلاد، عام 1980، لأنه منذ ذلك الحين لم يقل الرئيس أي من نوابه، حيث توفي جميع نوابه السابقين، جوشوا نكومو، وسيمون موزيندا، وجون لانجا نكومو، وهم في مناصبهم. كما أن هذه الخطوة تأتي بعد أسبوع واحد فقط من الإطاحة بموجورو من اللجنة المركزية القوية لحزب "الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي" "زانو- بي إف" الحاكم. ووصف بعض المحللين المسألة برمتها بأنها "قصة صراع امرأتين للسيطرة على رجل". واعتبر المحلل السياسي، "ألكسندر روسيرو" في حديث لوكالة الأناضول، أن "جريس موجابي، التي هي أقرب بكثير إلى الرئيس، تبسط سلطتها ببساطة على زوجها". وأضاف: "هذا هو السبب في أن كل رؤساء المقاطعات (التابعين للحزب الحاكم) المقربين إلى موجورو تم التضحية بهم". وقبل دخول "جريس" إلى المعترك السياسي قبل خمسة أشهر، كانت تستعد "موجورو" (59 عاما)، وهي أحد المناضلين من أجل الاستقلال لتولي المسؤولية خلفا لموجابي. وكانت "موجورو"، أصغر وزيرة في الحكومة الأولى للبلاد التي تشكلت بعد الاستقلال عام 1980، وشغلت عدد من الحقائب الوزارية المختلفة قبل تعيينها نائبة للرئيس في عام 2004. وفي المقابل، شغلت السيدة الأولى جريس، (49 عامًا)، منصب سكرتيرة زعيم زيمبابوي عام 1990، وكان لديهما طفلين خارج إطار الزواج قبل أن يتزوجا عام 1996 بعد وفاة زوجة موجابي الأولى سالي هايفرون، ثم أنجبا طفلهما الثالث في وقت لاحق. ولقبت "جريس" التي يعني اسمها (نعمة) ب"نقمة"، و"المتسوقة الأولى"، من بين عدة ألقاب أخرى، تعتبر عن الاستياء الشعبي إزاء أسلوب حياتها المسرفة. وانتخبت رئيسة لجناح المرأة في الحزب الحاكم خلال نفس المؤتمر الذي شهد طرد موجورو من اللجنة المركزية للحزب. وينظر ل"جريس"، المعروفة بلسانها السليط، الآن على أنها أقرب خليفة محتمل لزوجها المسن الذي سيتم عامه ال91 العام المقبل، ويحكم زيمبابوي منذ استقلالها عام 1980. وخلال إحدى المسيرات، قالت السيدة الأولى مؤخرا: "يقولون إنني أريد أن أكون رئيسة للبلاد. ولم لا؟ ألست (مواطنة) زيمبابوية؟".