- المتأسلمون لا يترددون في استخدام ورقة "الدين" لتحقيق مصالحهم - بدأنا في إعطاء محاضرات للوعاظ لمنعهم من التعاطف مع الأفكار المتطرفة - الأزهر لا يمارس قهرا ولا تشددا وليس له سلطان على أحد قال الدكتور محي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن رجال الأزهر منتشرون في جميع المحافظات والقرى والنجوع من أجل توعية الناس بأمور دينهم وإبعادهم عن الأفكار المتشددة، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يؤمن بضرورة محاربة الفكر بالفكر وأنه لا يمارس وصاية على أحد ويؤمن بالتعددية الفكرية وتعدد الآراء. وأضاف "عفيفي"، من خلال حواره لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن هناك ما لا يقل عن 300 قافلة دعوية ستنطلق الأسبوع المقبل في كافة محافظات مصر، كما أن هناك خطة لزيادة أعداد القوافل الدعوية في محافظات الصعيد. ما خطتكم المستقبلية لتجديد الخطاب الديني؟ ستكون أولا بالفكر، لأن الفكر لن يواجه إلا بفكر موازٍ، ونحن نقوم بتوعية كافة أطياف الشعب لأن معتنقي الأفكار الإرهابية المتشددة لا يترددون في استخدام أي ورقة ما دامت ستحقق لهم أجنداتهم السياسية، فالمصحف الشريف له قدسيته حيث قال تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، كما قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) ونرفض استخدامه لخداع الناس وتحقيق مآرب سياسية "أما هؤلاء فيؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة". ولماذا لا يندرج وعاظ الأزهر تحت قانون الضبطية القضائية الجديد؟ أمر الضبطية القضائية له خصوصية بالنسبة للأوقاف أقوى من الأزهر، لأن مساجد الأوقاف تحتل نسبة كبيرة من أعداد المساجد بشكل عام، كما أن وعاظ الأزهر خطة عملهم تختلف عن أئمة الأوقاف لأنهم ينتشرون في معسكرات الجيش والشرطة والنوادي الاجتماعية والشوارع، كما أن هدفهم ضبط الخطاب الديني الوسطي للناس وإبعادهم عن أي أفكار مغلوطة أو متشددة والرد على ما يدور في أذهانهم من أسئلة لأننا معنيون بإنقاذ الناس من الأفكار المتطرفة . وهل لديكم إستراتيجية للارتقاء بالعمل الوعظي في الأزهر الشريف ؟ لدينا خطة عاجلة لتدريب الوعاظ والتعريف بالقضايا المعاصرة التي يسأل الناس عنها، فالأزهر الشريف ينظم محاضرات للوعاظ يدربهم من خلالها على كيفية التعامل مع القضايا المهمة والمعاصرة التي تشغل اهتمامات الناس ويسألون فيها أين الأزهر حتى تكتمل الجرعة العلمية للإنسان العادي وتعليمه الإسلام الوسطي الذي يقوم الأزهر على نشره . التاريخ الإسلامي مليء بمعارك متعددة على خلفيات أحداث فتنة، فهل لك أن تطلعنا على جزء منها؟ نعم، الخوارج الذين رفعوا القرآن بأيديهم على الخليفة الراشد على بن أبي طالب رضي الله عنه، واحتجوا عليه بأنه حكم الرجال مطالبين بتحكيم القرآن، وقد انتدب إليهم على رضي الله عنه ابن عباس رضي الله عنه، حيث جادلهم بالقرآن وأقام عليهم الحجة والبيان، فهي دعوة مزقت الأمة تحديدًا بعد عام 37ه عندما انشقت فرقة الخوارج عن الإمام على ورفعوا المصاحف على أسنة الرماح، وقالوا "إن الحاكمية إلا لله" وأخبر سيدنا على أن هؤلاء ليسوا بأهل قرآن وأنهم أهل باطل ودعوى خبيثة، أريقت الدماء بسببها، وإن خوارج هذا العصر يريدون استنساخ هذه المشاهد من جديد، وهؤلاء لا دين لهم لأن أبسط قواعد الدين عدم استغلال المصاحف، وقد نسوا أنهم سيموتون ويسألون عن ذلك لذلك كان من واجبنا تحذير الناس وتوعيتهم بخطورة هذا الفكر المتطرف عليهم وعلى أبنائهم. نفهم من ذلك أنكم أعددتم خطة لتحصين عقول أبنائكم "الأزاهرة" كي لا يتعاطفون مع أية أفكار متشددة؟ نحن نعمل باستمرار على تدريب وتأهيل الدعاة والتواصل معهم حتى نعرف حقيقة ما يدور في أذهانهم ونعمق انتماء الوعاظ للمؤسسة الأزهرية وللوطن وثقافة الانتماء، لأن الأزهر مؤسسة دينية وطنية يعمل على ترسيخ ثقافة المواطنة والانتماء للمؤسسة والوطن لأن الأزهر الشريف يترجم سماحة الدين ويؤمن بالرأي والرأي الآخر ولا يمارس وصاية فكرية على أحد كما يؤمن أيضا بالتعديدية الفكرية، ففي بعض الأحكام والمسائل التي تعرض على الأزهر فإنه يعلن رأيه الشرعي فيها فقط إن كان الأمر يجوز وإن لم يكن جائزا فلا يمارس أي قهر أو أي سلطان على الناس فيما يتعلق بالمواضيع الدينية، كما يعمل الأزهر على التواصل مع أبنائه من الوعاظ والدعاة في كافة القطاعات على مستوى الجمهورية. لماذا أغلب القوافل الدعوية للأزهر في محافظات الوجه البحري وهناك تقصير في القوافل بالصعيد؟ هناك عشر قوافل دعوية انطلقت من مجمع البحوث الإسلامية الدعوية الأسبوع الماضي إلى محافظات " الإسماعيلية، بورسعيد، السويس،جنوبسيناء، مطروح ، الفيوم، المنيا، بني سويف، القليوبية، الشرقية" وذلك في إطار خطة الأزهر للتصدي للحملات التي تستهدف زعزعة استقرار وأمن الوطن، و ما زالت القوافل الدعوية في محافظات الصعيد "محل نظر"، كما أن الإمام الأكبر وجه بضرورة بتكثيف عملية تواصل وعاظ الأزهر الشريف مع كافة فئات الشعب المصري، حيث ستكون هناك انطلاقه قوية للقوافل الدعوية في مختلف أنحاء الجمهورية فى المدارس والمعاهد والنوادي الرياضية والشركات. كما أن الزخم الكبير الذي يوجد لدينا من الوعاظ ، جعلنا نطلق أكثر من 300 قافلة خلال الأيام المقبلة ستتحرك جميعها في كافة المحافظات والأماكن النائية. ما خطة الأزهر للتعامل مع الأحداث الجارية من مظاهرات ومسيرات؟ الأزهر يأخذ دائما دورا استباقيا ولا يتعامل مع الأحداث الآنية، وقد التقى الإمام الأكبر بمديري الوعظ بالمناطق الأزهرية على مستوى الجمهورية منذ أيام، وقبل لقاء الإمام الأكبر بمديري الوعظ ، أطلق حملة للتوعية الدينية والثقافية بالمعاهد الأزهرية وكليات جامعة الأزهر بعنوان "حب الوطن من الإيمان"، وتهدف إلى تحصين الشباب بالمنهج الأزهري الوسطي في وجه الأفكار المتطرفة والشاذة وتصحيح المفاهيم الملتبسة.