مجموعة الثماني تخصص 5 مليارات دولار لصحة الأم والطفل قمة الثماني وفي الوقت الذي ركزت فيه الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية في قمتى "الثماني والعشرين" على كيفية التغلب على الخلافات القائمة بينها حول كيفية تعزيز الاقتصاد العالمي, تعمل الدول الإفريقية على الحصول على الموارد الكافية لإقامة مشاريع تساعدها على التغلب على الفقر والأزمات التي تعانيها وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وتعهد قادة دول مجموعة الثماني بتقديم مليارات الدولارات على مدار السنوات الخمس المقبلة للمساهمة في تقليص معدلات الوفيات بين النساء أثناء الولادة في جميع أنحاء العالم. وقال ستيفن هاربر، رئيس وزراء كندا:" إن هناك نسبة كبيرة من الوفيات بين الأطفال والنساء بسبب نقص الرعاية الصحية في عديد من الدول النامية, مؤكداً التزام الدول الغنية بتقديم مساعدات لتخفيض معدلات تلك الوفيات". وأشار إلى أن أعضاء مجموعة الثماني تعهدوا بتقديم مساعدات على مدار السنوات الخمس المقبلة تبلغ خمسة مليارات دولار, بينما قدمت دول أخرى من بينها هولندا والنرويج ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وسويسرا, إضافة إلى مؤسسات دولية وخيرية, مليارين و300 مليون دولار، وفقاً لما أوردته صحيفة "الاقتصادية" الالكترونية. ودعمت أوتاوا الكندية بقوة تشكيل هذا الصندوق الذي أطلق عليه اسم مبادرة "موسكوكا تيمنا" بالمنطقة الكندية التي تعقد فيها قمة مجموعة الثماني، غير أن عدة منظمات غير حكومية نددت على الفور بالمبلغ الذي خصص له. وقال هاربر خلال مؤتمر صحفي إن المثال الذي أعطاه قادة مجموعة الثماني اجتذب هبات ومساهمات من دول أخرى "لا تنتمي إلى مجموعة الثماني" وجمعيات، تفوق قيمتها 2.3 مليار، ما يرفع القيمة الإجمالية إلى 7.3 مليار. قمة العشرين تورونتو 2010 وقال جان بينج، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الذي يشارك في القمتين: إننا قررنا بحث موضوع التنمية من زاوية الأهداف الإنمائية للألفية, التي سيتم تقييمها خلال الاجتماع الدوري للأمم المتحدة من خلال برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في سبتمبر/أيلول المقبل, لأننا نعتقد عدم تمكنا من تحقيق تلك الأهداف في عام 2015, بالإضافة إلى كيفية الحصول على المساعدات التي ستمكننا من تحقيق الأهداف، وبشكل خاص الحد من نسبة وفيات الأطفال. ومن جانبه أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما تعهد بالمساهمة بأكثر من 1.3 مليار دولار في مكافحة الوفيات بين الأطفال، كما سيطلب من الكونجرس الموافقة على تخصيص 1.346 مليار دولار على سنتين 2010 2011 ل "مبادرة موسكوكا". وشدد هاربر على أن كندا ستقدم 2.75 مليار دولار أمريكي على مدى خمس سنوات،موضحاً أن هذا المبلغ يتضمن المساعدة الأساسية بقيمة 1.75 مليار التي سبق أن أقرت للسنوات الخمس المقبلة, إضافة إلى زيادة بمقدار مليار دولار. 5مليارات دولار من قادة قمة ال8 لصحة الأم ووعدت مؤسسة بيل وميليندا جيتس بتقديم 1.5 مليار دولار. أما روسيا، فتعهدت بتقديم 75 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، وفقما أعلن المسئول في الوفد الروسي أركادي دفوركوفيتش، فيما أوردت أوساط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن فرنسا ستعلن قيمة مساهمتها السبت. ورغم أهمية مشاركتها التي تمثل خمس إجمالي مساهمة مجموعة الثماني، إلا أن أوتاوا أثارت على الفور انتقادات، حيث أعلن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في مطلع الأسبوع في فيينا تأخيرا في تحقيق هدف خفض معدل الوفيات بين الأطفال على الرغم من إحراز بعض التقدم. وتراجع هذا المعدل بنسبة 28% بين 1990 و2008 ليصل إلى 72 وفاة لكل ألف ولادة، في حين يقضي الهدف المحدد بتراجع بنسبة 66% بين 1990 و2015. وقد توفي 8.8 مليون طفل قبل بلوغ الخامسة من العمر عام 2008. أما بالنسبة لصحة الأم، فما زال يتحتم خفض الوفيات أثناء الحمل بنسبة 5.5% لتحقيق الهدف القاضي بخفض المعدل بنسبة 75% عن عام 1990. وأوضح البيت الأبيض أن مبادرة "موسكوكا" تهدف إلى تخطي هذا التأخير، مع التشديد خصوصاً على تحسين صحة الأم والرضيع والطفل. ويستبعد بعض الخبراء تحقيق أهداف أخرى من أهداف الألفية ولا سيما منها خفض عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من دولار في اليوم بمعدل النصف بين 1990 و2015. وقال تيموثي جايتنر، وزير الخزانة الأمريكي في تصريح عقب افتتاح قمة مجموعة الثماني: إن عملنا يتمثل في التأكد من أننا نجتمع هناك للتركيز على هذا التحدي المتعلق بالنمو والثقة, لأن النمو والثقة يحتلان أهمية قصوى. ويتوقع أن تكون استجابة مجموعة الثماني إزاء الأزمة المالية من بين القضايا الرئيسة التي ستطرح على القمة، مشيلااً إلى أن الولاياتالمتحدة تحرص على ألا تتراجع الدول الغنية سريعا فيما يتعلق بإنفاقها وقت الأزمات من منطلق المخاوف من أن يتسبب ذلك في إثارة ركود كبير على غرار ذلك الذي شهدته الولاياتالمتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي. أوباما يصافح رئيس الوزراء البريطاني وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القمتين على العمل المشترك لتفادي قيام أزمة اقتصادية جديدة، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة لا تتوانى في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز الاقتصاد, مشيدا بمشروع الإصلاح المالي الذي أقره الكونجرس أخيراً. وأضاف: الإصلاحات التي أقرها الكونجرس ستجعل "وول ستريت" عرضة للمحاسبة, الأمر الذي سيساعد بدوره على منع أزمات مالية كهذه التي ما زلنا نتعافى منها، كما ستسهم في وضع قوانين هي الأقسى في التاريخ الأمريكي توفر الحماية المالية للمستهلك فيما نسعى إلى إنشاء وكالات مستقلة لإدارتها. من جهتها, أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن ارتياحها لسعي المجتمع الدولي إلى ضمان تحقيق نمو دائم, الأمر الذي لا يتعارض بالضرورة مع إجراءات التقشف الذكي. وقال دبلوماسيون في قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى, إن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وضعتا خلافاتهما الاقتصادية جانباً، واتفقتا على أن أي خفض في الميزانية يجب ألا يضر بالنمو الاقتصادي. وذكر رئيس الوزراء الكندي إنه إذا كان لمجموعة العشرين أن تصبح المنتدى الاقتصادي الدولي الرئيسي فإنه سيتعين عليها اتخاذ خطوات إضافية لحماية التعافي الهش وتفعيل نمو قوي ومستدام ومتوازن. وأشار إلى أن كندا تعتقد أن مجموعة العشرين تستطيع التحرك بسرعة أكبر لتطبيق قواعد أشد صرامة للقطاع المصرفي من أجل الحيلولة دون انهيار عالمي جديد وستجدد دعوتها من أجل وضع أهداف مالية محددة لكل الأعضاء.