في عددها الجديد (92) ديسمبر 2014، تفتح مجلة "الكلمة" اللندنية، التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، دولاب الأحزان، مقدمة العزاء في ثلاثة مبدعين رحلوا أخيرًا، هم: الروائي محمد ناجي، والروائية رضوى عاشور، والشاعر اللبناني سعيد عقل. اهتمت "الكلمة" بذلك الرحيل الحزين، فأعادت نشر آخر دراسة كتبها د.صبري حافظ عن رضوى عاشور، وأعدت ملفا عن محمد ناجي "الذي لم ينل حقه من التقدير والاهتمام"، وفق المجلة. كما جاء العدد حافلا بالمواد النقدية والإبداعية، مشغولا بقضايا ثقافية وفكرية وسياسية. في ملف العدد "محمد ناجي شاعر الرواية العربية الجميل"، يكتب الدكتور صبري حافظ "نوعية علاقات الزمن الرديء في رجل أبله امرأة تافهة"، ويكتب الناقد عبدالله السناوي "الغريب والغفران"، ويرصد محمود عبدالشكور "أربعة مفاتيح لدخول مدينة الروائي محمد ناجي"، ويكتب إيهاب الملاح "محمد ناجي روائي القلق والصنعة". ويفتتح د. صبري حافظ باب دراسات ب"رضوى عاشور.. وقدرة الفن على استنطاق المحو"، ويسعى الكاتب عاطف سليمان في دراسته "لو أن قارئا، في نهار صيف، صارح كالفينو" أن يدير حواره الإبداعي مع رواية كالفينو ومع أطيافها المتخفية. ويرى الناقد المغربي أحمد بلخيري، أن رواية "الأجمة" للمفكر والكاتب حسن أوريد تتعلق بتاريخ الجزائر في العصر الحديث. وتكشف قراءة الناقد الدكتور محمد سمير عبدالسلام في "السخرية والتمرد والهويات المؤجلة" وهي قراءة لرواية المتوج بجائزة نوبل، عن جدة الكتابة عنده، وعن حساسيته لما يفعله ثقل الواقع المعاصر. وتكشف الباحثة السودانية خديجة صفوت في القسم الثالث عن دراستها بمناسبة مرور نصف قرن على ثورة أكتوبر السودانية، "انتصار الربا على التجارة والمصادرة على التحرر الوطني" عن البنية التحتية للثورة المضادة. ويقدم الناقد ممدوح فراج النابي قراءته لرواية الكاتب الأفغاني خالد الحسيني الجديدة، حيث "الأشباح الممزقة والماضي الذي يطارد أشخاصه" باعتبارها رواية المرايا والتقابلات. وتكشف دراسة نافيد كيرماني "ألمانيا قامت عمليا بإلغاء اللجوء كحق أساسي" عن التحولات التي انتابت الدستور الألماني. وفي باب شعر، تنشر "الكلمة" ديوانا شعريا من فلسطين للشاعر نمر سعدي بعنوان "أنت حديقة من الغيوم وأصابعي جمر لا ينطفئ" وهي قصيدة طويلة تقعد لمسار صوت شعري يبحر في متاهات الحياة، إلى جانب قصائد للشعراء: وداد بنموسى، فتح الله بوعزة، كمال كوكب، عدنان الظاهر، عبدالسلام الشبلي، حكيم نديم الداوودي. أما في باب السرد فنقرأ رواية أشرف توفيق "إلماح"، حيث نتتبع حياة زوجين مصريين يدرسان في باريس ويتحاوران في الثقافة والحياة، إلى جانب نصوص قصصية للمبدعين: عيد أسطفانوس، خليل الوافي، حسين الموزاني، أميرة الوصيف، أسامة الخواض، ليلى بارع. وفي باب النقد يفكك الشاعر عباس بيضون محاورات وجدالات مع أدونيس في "النقاش الأدونيسي"، ويتناول الباحث سعيد بوخليط رواية "فدان الجمل/ وجدلية المكان واللامكان". وفي "شواهد القبور: روائع من الأدب الوعظي" تتبدى في مقالة الكاتب أحمد أبو زيد استعارات الشواهد كأحد المصادر التسجيلية ولحيوات الأفراد. ويرصد الكاتب عبدالجبار خمران آخر مسرحيات جليلة بكار وفاضل الجعايبي في "صرخة شعب يريد الحياة"، بينما يشير الكاتب عبدالإله محرر إلى "التحولات المجتمعية في ظل البردايم الكوني الحالي"، ويحتج الكاتب مصطفى فمية على استشراء الخفة في كل شيء في مقاله "الاحتفاء بالخفة". ويتناول الباحث ناجح المعموري "الأطراس الأسطورية في النص الأيقوني" في مستوياته المتعددة في إنتاج المعنى، ويتوقف الباحث محمد السغروشني عند "ثقافة الزمن الرقمي" بما يطرحه من ترسانة معرفية، أما الشاعر جمال الموساوي فيستبين في قصص المرزوقي أسئلة "الكتابة لاستدراك ما فات". وفي باب علامات يذهب الكاتب صبحي حديدي بعيدا حيث تتداعى الذكريات من مرقدها، فيستحضر أطياف سيرة صديقه القاص والناشط السوري جميل حتمل الذي وافاه فراغ الموت في المنفى فتحول إلى علامة. بينما يحتفي باب شهادات ومواجهات بشهادة الكاتب يوسف بورة في "مكتبتي هي أمي" المسكونة بأوجاع كتبه وهمومه. وفي باب كتب يتتبع الناقد شوقي عبدالحميد يحيى آثار الحرب العراقية الإيرانية في روايتين عراقية وإيرانية، وفي "إثبات وجود الرقوق والمذكرات" يرى الكاتب وئام البدعيش أن الرواية المستندة على وقائع تاريخية تتميز بخصوصيتها الأدبية، بينما يرى الناقد علي كاظم داود في "السرد بالأحلام" أن الرواية الإيرانية تقدم سيناريو مكتملا لحياة غرائبية. أما الناقد نورالدين كرماط فيبحث عن "جمالية العتبات" في رواية قصيرة تتداخل محكياتها، ويكتب الناقد الصادق بنعلال عن "شمس المتوسط أو نحو رواية حضارية راقية" قراءة لنص يحمل خلفية ثقافية، بينما يذهب الناقد باسم المرعبي إلى تيمة الشتات العراقي في "طشاري: مزحة روائية بمغالطات تاريخية".