بالرغم من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ممثلة في وزارة التموين والتجارة الداخلية لضمان وصول الدعم لمستحقة، لا زال معدومي الضمير يبتكرون طرق جديدة لسرقة قوت الغلابة. واختلفت آراء المواطنين في منظومة بيع الخبز الجديدة التي حررت سعر الدقيق لمنع سرقته، وبيعه في السوق السوداء. في البداية يقول محمود عبد الفتاح موظف: إن النظام الجديد للخبز جيد جدا، ولكن به بعض السلبيات، مطالبا الوزارة بتلافيها في المستقبل القريب. وأضاف أنه يسكن في القاهرة، وليس لديه بطاقة تموين أو خبز، لافتا أنه يعاني حتى الآن ولا يستطيع الحصول علي حصته من الخبز. أما عبد السلام سعيد فيقول إن الوضع لم يتغير كثيرا حيث تحول اللصوص من سرقة الدقيق إلي سرقة الخبز. ولفت أنه في ظل غياب الرقابة علي المخابز يقوم بعض أصحاب المخابز بالتلاعب في ماكينات الصرف علي خلاف الحقيقة، فضلا عن أن الماكينات تتعطل كثيرا، وينتج عنها زحام شديد أمام المخابز. وأضاف أن أوزان الرغيف قلت كثيرا، والجودة انخفضت، معللا ذلك بأن المخابز في المنظومة الجديدة تعمل علي حساب عدد الأرغفة، موضحا أن المخبز يستفيد من إنقاص الوزن. أما احمد صديق فيقول: أنه ذهب إلي محل البقالة لكي يحصل علي نقاط الخبز التي وفرها مقابل سلع تموينية، ففوجئ بقيام صاحب المخبز بسحب 50 جنيهاً من رصيده، لافتا أنه فشل في الحصول عليها بسبب تلاعب أصحاب المخبز وغياب الرقابة. وطالب صديق بفتح مخابز جديدة، وتشديد الرقابة عليها لمنع سرقة قوت الغلابة. وأوضح أن بعض أصحاب المخابز يتعمدون تعطيل صرف الخبز للمواطنين بحجة تعطل الماكينة، وسقوط الشبكة، موضحا أنه في هذه الحالة يقوم بالصرف من خلال الكشوف الموجودة لديه، الأمر الذي يفشل معه في إثبات عملية الصرف من المخبز. ومن جانبه، قال رأفت النعماني خبير تمويني: إن الوزارة فتحت الحصص وتركت المنافسة بين المخابز للحصول علي رضا المستهلك بإنتاج جيد، وبالتالي الإقبال فقط الذي يمدد حصة المخبز. وأضاف النعماني أن بعض المواطنين يلجئون إلي ترك الخبز مقابل الحصول علي نقاط يصرفون بدلاً منها سلعاً تموينية، وذلك بسبب تراجع جودة الرغيف وتناقص وزنه. ولفت أن الوزارة تعطي مقابل كل رغيف يبيعه المخبز 30 قرشا لتسجيل مبيعات في الماكينات أكثر، ويقابل هذا الأمر أن صاحب المخبز ينقص في وزن الرغيف لإنتاج أكبر عدد في أقل كمية من الدقيق، والحصول علي الفرق لصالحه. أما الخبير الاقتصادي دكتور رضا عيسي فيري أن الدولة عليها أن تتحول إلي الدعم النقدي لتلافي عيوب الدعم العيني، موضحا أن الدعم حاليا يذهب إلي من لا يستحق. وحذر الخبير الاقتصادي من قيام المواطنين بتوفير حصتهم من الخبز، موضحا أن نقاط الخبز تكلف ميزانية الدولة نحو 100 مليون جنيه شهرياً حسب تصريحات الوزير تطيح بأموال توفرها الدولة علي المدى القصير بالإضافة إلي زيادة عبء الموازنة مستقبلاً. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين، محمود دياب أن المنظومة الجديدة، ساعدت كثيرا علي القضاء علي مافيا سرقة الدقيق. وأضاف أن التجربة قد تتعرض لبعض المعوقات التي تعمل الوزارة من خلالا أجهزتها المختلفة علي تلا فيها لافتا إلي أن الوزارة تشن حملات رقابية للتا كدمن سلامة وجودة رغيف الخبز. وأشار دياب، أنة قد يكون هناك بعض ضعاف النفوس الذين يتحايلون علي المنظومة، مطالبا المواطنين بالإبلاغ عن أي سلبيات يتعرضون لها فورا لإنجاح المنظومة الجديدة.