تباينت ردود الأفعال حول التظاهرات التي دعت لها الجبهة السلفية في مصر يوم 28 نوفمبر الجاري، تحت مسمى "انتفاضة الشباب المسلم"، وذلك قبل أقل من 72 ساعة على موعدها. وتصدّر الأمن خط المواجهة، وقال هاني عبد اللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن "كل من يتعدى على المنشآت العامة والحيوية في ذلك اليوم "28 نوفمبر" سيتم التعامل معه وفق القانون، وسيخضع للمحاكمة العسكرية". وفي نهاية أكتوبر الماضي، أصدر الرئيس المصري قانونًا، اعتبر فيه المنشآت العامة، في حكم المنشآت العسكرية، والاعتداء عليها يستوجب إحالة المدنيين إلى النيابة العسكرية. وفي تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، أوضح عبد اللطيف أن "التعامل الأمني مع المظاهرات سيكون وفق القانون ووفق الدستور والمواثيق الدولية، وسيكون هناك تدرج في التعامل بحسب الحالة الموجود عليها الشارع، وإذا وجّه أحد المتظاهرين سلاحه ضد القوات أو المنشآت، سيتم التعامل معه بالسلاح وفق القانون". ومن التعامل الأمني إلى الديني، حيث كثّف حزب النور السلفي، والدعوة السلفية، الرافضان لتلك التظاهرات، من حملة لنبذ العنف نظّموها بالمحافظات المصرية، كما أصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر بيانًا حذّرت فيه من الزج بالمصاحف في الصراعات السياسية. وتضمن الدعوة إلى مظاهرات 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري خروج المتظاهرين حاملين المصاحف في أيديهم، تأكيدًا على هوية المتظاهرين، الذي رفعوا شعار "انتفاضة الشباب المسلم". وفي السياق ذاته، دعت جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية في محافظة المنيا المواطنين إلى الاعتكاف بالمساجد ونبذ العنف. وفي بيان صادر عن الجبهة - المنشقة عن الجماعة الإسلامية وتدعو لنبذ العنف - وصل مراسل الأناضول نسخة منه، قال عبد الرحمن صقر، المتحدث الإعلامي للجبهة : "نحن ندعوك إلى استبدال الفتنة وإثارة الشغب والعنف بما هو خير، ندعوك إلى الاقتداء بالنبي محمد خاتم الأنبياء، والسلف الصالح بالاعتكاف يوم الجمعة، في خير يوم طلعت فيه الشمس". ومن المواجهتين الدينية والأمنية، إلى القضائية، قضت محكمة القضاء الإداري برفض دعوى تطالب بفرض حظر التجوال في يوم 28 نوفمبر الجاري، وذلك لأن إعلان حظر التجوال مرتبط بإعلان حالة الطوارئ، التي تعلن بقرار رئاسي. وكانت المحكمة قد حددت جلسة طارئة اليوم لنظر الدعوى المقامة من أحد المحامين يدعى عاطف النجمي، والذي يطالب فيها بإعلان حظر التجوال في محافظة القاهرة يوم الجمعة المقبل من الساعة 8 صباحًا وحتى 12 مساءً. وانطلقت الدعوة إلى مظاهرات 28 نوفمبر أوائل الشهر الجاري، وتبنتها الجبهة السلفية، إحدى مكونات تحالف دعم الشرعية، المؤيد للرئيس الأسبق محمد مرسي، غير أن قطاعات داخل التحالف من بينها حزب الوسط والجماعة الإسلامية ترفضان هذه الدعوة، كما أصدر حزب مصر القوية هو الآخر بيان لرفضها، فيما لم تعلن الإخوان مشاركتها في اليوم، وإن كانت قد ثمّنت الدعوة وأيّدتها في بيان صدر عن الجماعة.