قد لا يشك باحث أو خبير في الشئون السياسية العالمية أو الأمريكية أن سبب كثير من أزمات العالم الحالية و خاصة التي ظهرت بعد أحداث الربيع العربي هي وجود شخصية أوباما الضعيفة علي رأس الإدارة الإمريكية , في فترة كانت تحتاج إلي رئيس قوي و فعال و له رؤية في إحداث نوع من الإيجابية في التصدي لمشكلات العالم ، و له من الفكر و الشجاعة في تناول مجريات الاحداث في العالم و السير بها نحو منعطف الحلول ' لا التجميد الحاصل في كثير من المشكلات و علي رأسها قضية الصراع العربي الإسرئيلي . حتي التحالف التي قامت به إدارة أوباما للحد من نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في الشام و العراق و محاولة معالجة إنتشاره تناولت بعض الأقلام القريبة من صناع القرار في أمريكا إن نشأة التحالف جاء لضغوط من البنتاجون , فقد ذكر المتابعيين للشأن الأمريكي إن البنتاجون تتدخل حفاظاً علي سيرته و علي مناطق نفوذه في العالم , و قد نشرت بعض وسائل الإعلام أخبار تفيد أن المؤسسة العسكرية الأمريكية هي التي فاض بها الكيل نتيجة لتساهل اوباما و إدارته في ترك تنظيم الدولة ينتشر لدرجة إعلانه الخلافة الإسلامية , لذلك تتدخل أوباما و هو يؤخر عشرين قدم و يقدم قدم واحدة , من ما جعل العالم في حيره هل داعش أمريكية أم لا ؟ هذا الضعف الأمريكي تسبب عن اختلافات داحل الإدارة الأمريكة نفسها في تناول كثير من الأحداث و كان علي أبرز ملفاته سورية . فقد نشرت العربية في 2014/10/31 أخبارا عن وجود خلاف بين وزارة الدفاع الأمريكية والبيت الأبيض حول سوريا. فذكرت أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل انتقد بشدة السياسة الأمريكية في سوريا في مذكرة رسمية أرسلها الأسبوع الماضي إلى مستشارة الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي سوزان رايس بحسب ما كشف مسؤول عسكري لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. وبحسب المذكرة فإن السياسة الأمريكية تجاه سوريا تواجه الانهيار بسبب التضارب في المواقف الأمريكية تجاه نظام بشار أسد. حيث تركز إدارة أوباما على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وتخطط لتسليح وتدريب مجموعة من خمسة آلاف مقاتل من السوريين المعتدلين وفي الوقت نفسه تلتزم الصمت حيال الهجمات التي يشنها نظام الأسد على المجموعات المسلحة المعتدلة. وذكرت أن بعض أعضاء الكونغرس إلى جانب محللين ومتقاعدين عسكريين ونشطاء في المعارضة السورية يصبون جملة من الانتقادات لسياسات الرئيس أوباما تجاه سوريا متهمين هذه الإدارة بأنها تدعم نظام الأسد من خلال الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية وحده دون النظام مع عدم وجود أي مؤشرات على أي استهداف للنظام وقواته. وذكرت أن الباحث في الشؤون الدولية أنتوني كوردسمان والقريب من عملية صنع القرار الأمريكي وصف السياسة الأمريكية في سوريا بأنها "تمثل فوضى استراتيجية" في مؤشر على ضبابية الموقف الأمريكي وعدم وضوحه. والجدير بالذكر أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بعدما أبعدت عن منصبها وجهت انتقادات لسياسة بلادها الخاطئة تجاه سوريا. وهي قد سارت في هذه السياسة الخاطئة طوال وجودها في منصبها ونفذت تعليمات الإدارة، وكذلك السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد بعد إبعاده عن منصبه انتقد سياسة بلاده تجاه سوريا، ولكنه هو الآخر سار في السياسة نفسها وهو في منصبه ونفذ تعليمات إدارته. فيظهر أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بفشل في سياساتهم وهم موافقون عليها وسائرون عليها لأن سياستهم قد تحطمت أمام صخرة الثورة السورية الصلبة التي لم تلن تجاههم، فينتقدون سياسة بلادهم بعد إبعادهم. ولكن هذه المرة فإن وزير الدفاع وهو ما زال في منصبه ينتقد هذه السياسة مما يدل على مدى الشعور بالإحباط الذي يصيب هذه الإدارة لعدم قدرتها على إنجاح مشروعها. وقد بات الجميع ينتقد سياسة أمريكا في سوريا، فهي تسكت عن جرائم النظام وقد بلغت عنان السماء وتركز على تنظيمات معينة تحارب النظام في دلالة واضحة على حمايتها لهذا النظام حتى تقضي على التنظيمات الإسلامية المخلصة وتأتي بالمرتزقة الذين تطلق عليهم اسم السوريين المعتدلين ليوافقوها على مشروعها في تثبيت النظام الحالي لحين إيجاد بديل لبشار .