ساهمت العملية التي أطلقتها كتائب أبو علي مصطفي الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فى القدس فى إعادة عمليات المقاومة الفلسطينية المسلحة الى الواجهة خاصة فى القدس فرغم التشديدات الامنية الاسرائيلية وحالة الانقسام الفلسطيني الا ان العملية اظهرت الى أي مدي لدي فصائل المقاومة الفلسطينية القدرة علي الرد. وكانت العملية التي تبنتها كتائب ابو علي مصطفي قد ادت الى مقتل 5 من الصهاينة وادت الى جرح ثمانية بينهم اربعة فى حالة خطرة كما ادت الى استشهاد المهاجمين الذين استهدفا الكنيس اليهودي وذكرت صحيفة معاريف الصهيونية ان كتائب ابوعلي مصطفي استهدفت الكنيس اليهودي هارنوف لاستهداف الدائرة القريبة من منذ جريمة خطف وقتل الطفل الشهيد محمد ابوخضير ثبل عدة شهور فى القدسالمحتلة. القدس والضفة والانتفاضة الجديدة وتثير هذه العملية الكثير من الاسئلة حول موقف الفلسطينيين فى القدس والضفة من عملية السلام التي تسعي ورائها حركة فتح والرئيس الفلسطيني محمود عباس وماذا اذا كانت العملية تؤشر لحالة احباط فلسطينية ربما تدفع لانتفاضة جديدة وحاولت النقاش مع عدد من المتخصصين فى الشان الفلسطيني والعلاقات الدولية. الدكتور محمد الزواوي مدير وحدة العلاقات الدولية بالمركز العربي للدراسات الانسانية يري ان أن سنوات التفاوض مع الكيان الصهيوني أثبتت عبثيتها على طول الطريق، مما أعاد خيار المقاومة مرة ثانية إلى الواجهة، وأثبتت العمليات الأخيرة أنها تؤثر تأثيرًا شديدًا في دولة إسرائيل وذلك على لسان كتابها ومفكريها ومنهم من قال أن تلك العمليات جاءت بسبب سياسة إسرائيل في القدس والضفة، وأن إسرائيل تدفع الآن ثمن تعنتها مع الفلسطينيين، لذلك فإن تلك العمليات تدفع المنصفين من الكتاب والمحللين إلى الدعوة إلى مراجعة السياسات القمعية التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، أما خيار التفاوض من أجل التفاوض فأثبت أن الشعب الفلسطيني لم يجن سوى الريح بل أسفرت ما سمي بعملية السلام عن وجود طبقات جديدة من العملاء لإسرائيل داخل السلطة يحققون مصالحها ويحمون شعبها، لذلك فإن الشعب الفلسطيني دفع دفعًا باتجاه الثورة واستئناف العمليات، وهذا ليس حكرًا على فصيل أو اتجاه بعينه، فالعملية الأخيرة تبنتها كتائب أبو علي مصطفى المحسوبة على التيار اليساري وتمثل الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بالإضافة إلى مباركة مختلف الفصائل لها، مما يؤكد على أن خيار "التفاوض اللانهائي" أصبح يفقد قيمته ومعناه بمرور الوقت. العمليات تدفع القادة الغربيين إلى اتخاذ حلول عاجلة وأضاف ان التوتر في الضفة يمثل ضغطًا على إسرائيل، وكذلك على الزعماء السياسيين الغربيين، أما حالة الهدوء التي يصاحبها تجميد لعملية السلام وتنشيط لبناء المستوطنات بلا أي ثمن تدفعه إسرائيل فإنه يؤدي إلى الاعتياد على ذلك الوضع وديمومة المماطلة على مسار السلام فيما يتم التغيير الجغرافي والديموغرافي للأوضاع على الأرض لصالح إسرائيل، لذلك فإن تلك العمليات تدفع المترددين من القادة الغربيين إلى سرعة اتخاذ حلول عملية عاجلة، ومنها الاعتراف بالدولة الفلسطينية كنقطة إيجابية يحصل عليها الفلسطينيون نظير معاناتهم، فسياسة الأذن الصماء من إسرائيل وإذعان الغرب لذلك واعتياده سيدفع إلى العنف ومزيد من الدماء، لذلك أرى أن تأثير العملية إيجابي مع استمرار التعنت الإسرائيلي واستهدافه للمدنيين بلا تفرقة. واشار الي ان هذه العملية تظهر انفصال القيادة السياسية في السلطة عن بقية الفصائل وعن نبض الشارع الفلسطيني، فقد أدانت السلطة العملية في الوقت الذي باركته معظم الفصائل بمختلف توجهاتها السياسية والجهادية، وما يشير كذلك إلى عدم ثقة الفلسطينيين في الضفة والقدس بمسار السلام هو التصاعد في وتيرة الاحتجاج والتي وصلت إلى حد إرهاصات ولادة انتفاضة جديدة، كما أن نجاح قطاع غزة في وقف العدوان الإسرائيلي ومقاومته لأي توغل عسكري وكذلك تطوير حركة حماس لأدواتها العسكرية وقدرتها على تهديد قلب إسرائيل المتمثل في مطاراتها واقتصادها وشل حركة البلاد ألهم بقية الفصائل في الضفة والقدس، وظهرت مؤشرات على عزم تلك الفصائل على استنساخ تجربة حماس وصرح محمود الزهار بذلك بكل وضوح قائلاً إنه يجب أن «تُطلق على رأس حماس وقيادتها النار إن لم يعملوا على تحرير فلسطين ونقل تجربة المقاومة في غزة إلى الضفة الغربية»، لذلك يجب استغلال الظرف الإقليمي والدولي من أجل جني ثمار مسيرة المقاومة الفلسطينية وإجبار إسرائيل على حلول قائمة على العدل لا على المماطلة والارتكان إلى "سلمية" السلطة واستمرارها للعب دور المحلل في عملية التسويف الإسرائيلية اللانهائية. أما الباحث فى العلاقات الدولية أمجد خليل فيري انه كان من الافضل ان تكون العملية ضد هدف عسكري خاصة وأن اي ضربة بتوجه لهدف مدني ضررها أكبر من نفعها اولا لتعارضها مع مبادئ عالمية إنسانية ودينية ثابتة ومتفق عليها. المصالحة يحتاج إليها الشعب الفلسطيني ويضيف ان الزراع الاعلامي لإسرائيل قوي جدا وتستطيع توظيف هذه الأحداث بطريقة جيدة لكسب التعاطف العالمي معها وإظهار المقاومة بمظهر المتعطشين للدماء قتلة الأبرياء ويضيف " يزيد من خطورة هذا الأمر أنه تزامن مع تحقيق اختراق فلسطيني بالاعتراف السويدي بدولة فلسطين، فبدلا مما كان يتوقع أن يزيد عدد الدول التي تعترف بفلسطين اتوقع ان تتجمد خطوات الاعتراف بها. ويشير الي ان هذه العملية سيكون لها اثر على الداخل الفلسطيني الذي يحاول ترميم البيت من الداخل وانجاز مصالحة يحتاج إليها الشعب الفلسطيني اليوم أكثر من أي وقت مضى، مضيفا "أعتقد ردود الفعل الأولى من السلطة على الحادث تنذر بأنه سيكون له آثار وخيمة على جهود المصالحة".