شارك عشرات الفلسطينيين، في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، في وقفة نظمتها "اللجنة الشعبية لشؤون اللاجئين"، "تابعة لحركة حماس"، احتجاجاً على "تأخر إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة". ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمت أمام "مركز تموين"، تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، في بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، لافتات كُتب على بعضها:" أغيثوا غزة المنكوبة"، و"نطالب المجتمع الدولي برفع الحصار عن غزة". وقال أحمد جادالله، أحد المشاركين في الوقفة، في حديث مع وكالة الأناضول:"نعيش في أوضاع صعبة بسبب تأخر إعادة الإعمار، ووسط حصار إسرائيلي خانق على قطاع غزة". وأضاف:" نناشد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالضغط على إسرائيل لإدخال مواد البناء بشكل سريع". من جانبه، دعا يحيى عبيد، أحد المشاركين في الوقفة، من وصفهم ب"أحرار العالم"، بالوقوف إلى جانب أصحاب البيوت المدمرة في غزة. وقال عبيد خلال حديث مع وكالة الأناضول، إن خطة الأممالمتحدة لإعادة إعمار غزة "معقدة وصعبة وتطيل أمد الإعمار". وطالب بالإسراع في إعادة ما "دمره الاحتلال الإسرائيلي قبل فوات الأوان وحدوث انفجار شعبي كبير". وشنت إسرائيل حربًا على قطاع غز في ال 7يوليو/تموز الماضي، استمرت لمدة 51 يومًا، وأسفرت عن مقتل ما يزيد عن 2160 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 11 ألف آخرين. كما أسفرت الحرب عن تدمير عشرات آلاف المنازل الفلسطينية. وكان روبرت تيرنر، مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "أونروا"، في قطاع غزة، قد أعلن في تصريحات صحفية بداية نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، إن عدد المنازل المدمرة قد وصل إلى 90 ألف بيت. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 أغسطس/ آب الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق، ومن أبرزها تبادل الأسرى وإعادة العمل إلى ميناء ومطار غزة. ولم يتم حتى الآن المباشرة بإعادة إعمار القطاع رغم مرور أكثر من شهرين على إعلان اتفاق وقف النار. وتحاصر إسرائيل غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون نسمة، منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية في يناير/ كانون الثاني 2006، ثم شددت الحصار إثر سيطرة الحركة على القطاع منتصف العام التالي، وما زال الحصار متواصلا رغم تخلي "حماس" عن حكم القطاع، مع الإعلان عن حكومة الوفاق الفلسطينية في 2يونيو/حزيران الماضي. وكان روبرت سيري (مبعوث الأممالمتحدة للشرق الأوسط) ، قد أعلن في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، أن منظمة الأممالمتحدة توسطت في اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، يشتمل آلية لمراقبة ضمان عدم استخدام مواد البناء التي سيتم توريدها إلى القطاع لأغراض أخرى بخلاف عملية الإعمار( في إشارة لاستخدامه من قبل فصائل فلسطينية في تشييد الأنفاق). وبحسب مصادر دبلوماسية إسرائيلية وغربية، فإن خطة سيري، تشمل نشر مئات المفتشين الدوليين لمراقبة إعادة الإعمار. وقد لاقت خطة "سيري" رفضا من حركة حماس، وشبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، حيث أعلنوا في بيانات صحفية منفصلة، إن الخطة ستطيل من أمد إعادة الإعمار. وسمحت إسرائيل بدخول ثلاث دفعات من مواد البناء إلى غزة خلال الشهرين الماضي والجاري، عبر معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع (المنفذ التجاري الوحيد لغزة)، تضم 119 شاحنة محملة بالأسمنت والحديد وحصى البناء. وبدأت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بتوزيع كميات من الأسمنت اللازم لإعادة لإعمار المنازل المدمرة جزئيا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقا لآلية الأممالمتحدة.