قال الدكتور إبراهيم نجم -مستشار مفتي الجمهورية- إن دار الإفتاء المصرية استشعرت مبكرًا خطر الفتاوى التكفيرية والفكر المتطرف على المجتمع المصري والعالمي، وذلك عبر عدد من الدراسات والأبحاث التي ترصد وتحلل الشأن الديني في مصر والعالم، والتي أوضحت بما لا يدع مجالا للشك أن المجتمعات الإنسانية بشكل عام، والإسلامية بشكل خاص، تواجه خطر انتشار الأفكار التكفيرية والمتطرفة وما يستببعها بالضرورة من سلوكيات إرهابية وإجرامية لا تفرق بين مسلم وغير مسلم؛ فبادرت بإنشاء مرصدٍ للفتاوى التكفيرية يعمل وفق منهجية علمية منضبطة بضوابط العلم والعمل الصحيح المنبثق عن الفكر الصحيح للأزهر الشريف. وأوضح مستشار المفتي في تصريحات صحفية له من فيينا في افتتاح أعمال المؤتمر الدولى (معا ضد العنف باسم الدين)، الذى ينظمه مركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات أنه يتوجب علينا أن نوظف الطاقات ونشحذ الهمم والقدرات لمواجهة خطر الإرهاب الأسود الذي يهدد كيان الدول واستقرارها, ويشوه صورة الإسلام في الداخل والخارج, ويرسخ الصورة الذهنية المشوهة عن الإسلام باعتباره دين العنف والتطرف والإرهاب. وأشار مستشار المفتي إلى أن مصر خططت خطوات حثيثة للقضاء على الإرهاب مؤكدا أن مصر والمصريين يعيشون حالة فريدة لا مثيل لها من الإصرار الوطني لدحر الإرهاب وأوضح أن الإرهاب لم يعد حكرا على منطقة أو فئة معينة، فقد تخطى الحدود وعبر الحواجز حتى أضحت الإنسانية في مرمى نيرانه. وأضاف مستشار المفتى أنه انطلاقا من استشعار هذا الخطر فقد بادرت دار الإفتاء المصرية، بإنشاء أول مرصد في مصر والعالم العربي والإسلامي . وتابع : قطعنا شوطا كبيرًا في هذا الصدد واكتسبت الدار قدرات كبيرة ومعارف واسعة في التعامل مع تلك التيارات والأفكار التكفيرية ، وآثرنا أن نعرض هنا خبرتنا وتجربتنا في هذا المجال لنقدم لكم خلاصة ما توصلنا إليه؛ فالعمل الإنساني عمل تراكمي تسهم فيه الحضارات المتنوعة كل بدلوه وجهده لنكون جميعا شركاء الحضارة والعمران"