شن الناشط السياسي عمار مطاوع، الصديق الشخصي للناشطة «المنتحرة» زينب مهدي التي عملت ضمن حملة المرشح الرئاسي عبد المنعم أبو الفتوح، هجوماً شديداً على الإعلام والمجتمع السياسي، بعد كثرة الأحاديث والروايات التي تم تداولها خلال الساعات القليلة الماضية بشأن دواعي انتحار زينب. وكتب مطاوع في تدوينه عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، «جلل اللحظة وصدمتها بيفرض علينا نوقف كل رغي وكل هري وكل كلام.. بس ده مبيحصلش عشان إحنا مجتمع قذر.. مجتمع ما بيعرفش يسيب حاجة إلا لما يتكلم فيها بعلم وبدون علم.. مجتمع فاضي وعنده فراغ.. مجتمع ما يعرفش مين هيا زينب .. وما يعرفش يعني إيه زينب تموت». وقال الناشط السياسي، إن زينب كانت بالنسبة له كل شيء، فهي سبب أنه يعمل في ملف البنات المعتقلات، مشيراً إلى أنها كانت صاحبة النقلة النوعية في حياته كلها. وسرد مطاوع، دور زينب في حياته بقوله: «بعد الإعتداء علي المعتقلتين جهاد الخياط وأماني حسن، وكام خبر عرفتهم عن الاغتصابات وغيره.. فعليا كنت بأدعي ربنا إن الحياة تنتهي ويوم القيامة يقوم.. كفاية كده ظلم وقهر وعجز وقرف» وأضاف: «يومها هي كلمتني، وقالت لي: إنت هتفضل تولول زي الستات لحد إمتي؟.. قلت لها: وأنا يعني أعمل إيه؟ .. قالت لي: اكتب عنهم وانشر قضاياهم.. قلتلها: ما أنا ما أعرفش هما مين ولا أبدأ إزاي!.. قالت لي: طب لو إنت في وسط البلد قابلني ناحية ميدان التحرير وأنا راجعة من الشغل هأفهمك تعمل إيه». وأوضح أن هذه المقابلة كانت هي المرة الوحيدة التي ألتقى بها على الأرض، وقال: «يوميها فتحت اللاب توب بتاعها.. ولمدة ساعة كاملة وأنا قاعد قدامها زي التلميذ رغم إنها أصغر مني.. قعدت تقولي أنت بتجيب الخبر من هنا.. وبعدين تبعت لصفحة كذا وصفحة كذا.. وخد ملف الورد ده هتلاقي فيه الصفحات اللي هتتفاعل معاك.. وخد الملف ده فيه أرقام الهيئات الحقوقية.. وبعدين تعمل كذا وكذا وكذا وكذا». وتابع: «نفس اللي عملته معايا عملته تقريبا مع أسماء خيري.. وعملت لنا جروب على الفيس.. وضافت معانا هيثم غنيم اللي كان شغال بقاله فترة في الملف الحقوقي.. بدأت تحطلنا الداتا وتوصلنا بالناس القديمة اللي شغالة في الملف». وأستطرد: «زينب كانت كل فترة تقولي وصلت لفين؟.. طب جمعت كام اسم؟.. طب إنت عملت إيه في كذا وكذا.. لحد ما في يوم اختفت تماما.. هي اختفت وإحنا سيبناها.. محدش كان بيسأل عليها». وكشف عن أن حياة زينب كانت متدمرة على كل الأصعدة.. نفسيا وماديا ومعنويا، حيث أن الحلم والمستقبل كان أمامها مغلق من كل الجوانب، مشيراص إلى أن هناك الكثير الذي لا يمكن أن يحكى ويستمر سر مع صاحبه حتى يموت. ولفت صديق الفتاة أن زينب مرّت بظروف مادية صعبة للغاية خلال الفترة الأخيرة، حيث أرسلت إليه ولكثيرٍ غيره السيرة الذاتية الخاصة بها كي يبحث لها على أي عمل، حيث كانت تعيش وحدها وتحتاج إيجارا للمسكن ومصاريف شخصية. وأشار عمار إلى أن زينب التي خلعت الحجاب مؤخرا سألته أكثر من مرة عن عدة أمور دينية، لكنه لم يستطع إفادتها، لافتا إلى أنها اشتكت كثيرا من ردت فعل أصدقائها اللذين نعتوها بالكافرة عقب خطوتها الأخيرة. وأستكمل: «قالت لي مرة إنها نفسها تحضر درس ديني زي زمان مع صاحبتها.. بس هما مش هيقبلوها خلاص من بعد ما خلعت الحجاب.. دول بطلوا يسألوا عليها.. يبقي هيقبلوا بيها وسطهم!؟»، موضحاً أنها عندما يأست إنها تجد إجابة على اسئلتها اختفت تماماً. وأضاف: «في يوم وقفت قدامنا حاجة كانت هيا اللي بتعملها، افتقدناها، بعت لها رسالة سألتها: إنتي سيبتينا ليه في ملف البنات؟.. قالت لي: تعبت.. استهلكت.. ومفيش فايدة.. كلهم ولاد كلب.. وإحنا بنفحت في ماية.. مافيش قانون خالص هيجيب حق حد.. بس إحنا بنعمل اللي علينا.. أهه كلمة حق نقدر بيها نبص لوشوشنا في المراية من غير ما نتف عليها.. مفيش عدل.. وأنا مدركة ده.. ومفيش أي نصر جاي.. بس بنضحك ع نفسنا عشان نعرف نعيش». ونوه إلى أنها اختفت مرة أخرى، وقام بإغلاق الأكونت الخاص بها على الفيس، وقال: «عادت مرة أخرى.. ونزلت اعتصام رابعة قبل الفض ب 3 أيام.. ما كانتش مقتنعة بالاعتصام ولا بمطالبه.. بس نزلت عشان الناس ما تموتش.. قالت بالنص: أنا نازلة عشان تبقوا كتير.. عشان ما نسيبكمش لوحدكم.. عشان الميدان يبقي مليان ومجدش يقدر يفضه بالعافية». وتابع: «رجعت اختفت تاني.. قفلت الأكونت وفتحته وقفلته وفتحته.. وآخر مرة بعت لها رسالة أسألها: إنتي مختفية ليه؟ .. قالت لي: عايزة انتحر.. قعدت اتريق عليها.. قالت لي: بجد عايزة انتحر.. فكرتها بتهزر.. ما كانتش بتهزر!» وتمنى ولو يعود الزمن خمس ساعات إلى الخلف، ليقفوا جميعاً بجوارها. ووجه مطاوع رسالة إلى الإعلام والمجتمع، قائلاً: «حالوا تكونوا علي قدر اللحظة.. اتقوا ربنا في كل كلمة بتقولوها.. ما تسيبوش أصحابكم ومعارفكم.. لما يبعدوا عنكم دوروا عليهم.. خليكم جنبهم.. لفوا حوالين بعض.. ربنا يرحمك يا زينب».