أكد يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان، أن المحادثات التي استضافتها بلادها على مدار الأيام الماضية بشأن نووي إيران، سوف تستكمل في فيينا. وأوضح أن النقاط التي تم الاتفاق عليها في محادثات مسقط بين إيران ومجموعة (5+1) بشأن نووي إيران "تعتبر أكثر من أوجه الاختلاف التي مازالت موجودة." جاء هذا في مؤتمر صحفي، عقده الوزير مساء الثلاثاء، في أعقاب اختتام محادثات جرت بين فريق التفاوض الإيراني ومسؤولين من مجموعة (5+1) (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، وروسيا، والصين + ألمانيا) استمرت يوما واحد، بحسب وكالة الأنباء العمانية. وجاءت مفاوضات الثلاثاء، بعد محادثات ثلاثية استمرت يومين جمعت وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره الأمريكي جون كيري، وكاثرين آشتون، المستشارة الخاصة بالمحادثات مع إيران في الاتحاد الأوروبي، لبحث النقاط العالقة في المباحثات، حول برنامج إيران النووي مع المجموعة الدولية (5+1)، وانتهت دون أن يتم الإعلان عن نتائجها. وأكد بن علوي حرص السلطان قابوس بن سعيد على رعاية المشاورات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة (5+1) منذ بدايتها . ولفت إلى أن هناك اتصالات مباشرة التي تمت بين السلطان قابوس والقيادة في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران، إضافة إلى الاجتماعات غير المعلنة. وأوضح أن السلطنة قد وفرت كل الوسائل المممكنة وهيأت الظروف المواتية للاطراف المتحاورة لتبادل الآراء والأفكار للخروج من هذه الاجتماعات باتفاق في هذه المراحل المهمة من المحادثات بين ايران والدول الكبرى للوصول إلى نهاية وصفها "بالسعيدة". وبين أنه على إثر الجهد الذي يبذل على مستوى القادة وصلت المفاوضات إلى هذا المستوى المتقدم والذي يحتم على كافة الاطراف الاستمرار في التمسك بالمباديء السلمية للوصول للهدف المنشود. وكشف في هذا الصدد أن "النقاط التي تم الاتفاق عليها في محادثات مسقط تعتبر أكثر من أوجه الاختلاف التي مازالت موجودة بعض الشيء". ولم يعط الوزير العماني مزيد من التفاصيل حول نقاط الاتفاق والاختلاف. وبين أن السلطنة لا تؤثر على أي طرف بل يتمثل دورها في تشجيع كافة الأطراف المتحاورة على ما هو مهم للمستقبل المشرق من أجل الجميع. وقال إن السلطنة حريصة على أن تكون منطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط خالية من الصراعات الخطيرة التي أوجدت مآسي في الأرواح والبنى التحتية والأموال والتي تحتاج إلى جهد كبير من أجل إيجاد حلول لهذه القضايا لتشعبها في المنظور الاستراتيجي الدولي. على حد قوله. وأشار إلى أن هناك وفوداً أخرى سوف تتابع هذه الاجتماعات في فيينا على مستوى الممثلين السياسين وسيعقبه اجتماع وزاري مهم في الرابع والعشرين من نوفمبر الجاري والذي سيتم من خلاله اطلاع العالم على ما تم التوصل إليه من نتائج حول الملف. وبين الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أن انفراج الأزمة سوف تعقبه حالة من الاستقرار وسوف تتحول الخصومات إلى صداقات والشكوك إلى تعاون. وأشار إلى أن تحول حالة الخصام بين أمريكاوإيران إلى صداقه وتعاون سيسهم في إيجاد ظروف إيجابية غير مسبوقة في المنطقة، على حد قوله. وأعرب عن ثقته بأن جميع الاطراف المجتمعين هنا في مسقط والذين سوف يلتقون في فيينا نهاية هذا الشهر حريصون للتوصل لحل وتحقيق ما بدأو فيه رغم وجود بعض الصعوبات والتباينات التي من الممكن حلها لاحقا. وبحثت اجتماعات التي استضافتها مسقط النقاط العالقة في المباحثات، حول برنامج إيران النووي مع المجموعة الدولية (5+1)، وخاصة مسألة التخصيب، وعدد أجهزة الطرد المركزي، والمفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل، والعقوبات المفروضة على إيران. وكانت إيران ومجموعة (5+1)، توصلتا في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 في جنيف؛ إلى اتفاق مؤقت مدته 6 أشهر، ينص على أن تحد طهران من أنشطتها النووية، وعلى وجه التحديد، وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة (20%)، مقابل رفع جزئي للعقوبات يشمل الإفراج عن أرصدة إيرانية مجمدة، وتمَّ تمديد الاتفاق المؤقت حتى 24 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. يذكر أن إيران، ومجموعة (5+1) عقدوا عدة جولات من المفاوضات منذ بداية العام الجاري، دون التوصل إلى اتفاق نهائي، جراء الخلاف حول عدة نقاط، أبرزها تخصيب اليورانيوم، وعدد أجهزة الطرد المركزي، ومفاعل آراك النووي، الذي يعمل بالماء الثقيل. ومنذ عام (2003)، والغرب يثير الشكوك في نية طهران، ويتهمها بالسعي لإنتاج سلاح نووي، الأمر الذي تنفيه طهران، وتعلن أنها تطور برنامجها النووي من أجل أغراض سلمية.