عبدالناصر صادر "محمد رسول الحرية" والشرقاوي أرسل له خطاباً للإفراج عنه كان الشرقاوي يرفض المناصب ويعتز بكونه كاتباً يبدو أن هموم الثقافة العربية واحدة، حيث أكد الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي أن اللغة العربية تُضرب وتهان وتمتهن بشكل مؤسف، مؤكداً أنه أحد الذين يكتبون الحوار في قصصهم بلغة عامية لضرورة فنية، لكن اعتقد أن اللغة العربية مهيضة ومهانة، وتحتاج إلى أجيال من الفرسان المناضلين لإنقاذها. كذلك أكد في حواره مع طارق حبيب في برنامج "أوتوجراف" أن المجلات الثقافية في مصر لا تكفي حاجتها، كما أنها غير متناسبة مع عدد السكان. كذلك الصورة التي تظهر بها هذه المجلات تنقصها اللمسة الصحفية، أي أن تقدم هذه المواد الموجودة بطريقة شيقة للقارئ. فهي تحتاج لأنواع من الدعم المالي والتقوية، لأنها أضعف مما يجب، تحتاج لدعم مالي وشكل صحفي يجعلها مطلوبة أكثر، لذلك نحتاج لزيادة العدد وتحسين المضمون. جاء ذلك خلال ندوة "أرشيف المجلات الثقافية والعربية" التي استضافتها ساقية الصاوي مساء أمس الاثنين للاحتفال بذكرى ميلاد ووفاة الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي في 10 نوفمبر. وعرضت الندوة لجزء من برنامج "أوتوجراف" للإعلامي طارق حبيب مستضيفاً الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي وذلك في السبعينيات من القرن الماضي، ولفت الكاتب إلى أنه بدأ يكتب شعراً مسرحياً ثم اتجه لكتابة القصيدة، ثم وجد نفسه يعود ثانية لكتابة المسرحية. وواصل قائلاً: أنه لا يحفظ شعره وذلك من تأثيرات العقاد الذي كان يوصينا ألا نحفظ شعراً، بل نقرأه كثيراَ، وبعد أن كنت أحفظ المعلقات وكثير من الأشعار أصبحت لا أتذكرها، بفضل مقولة العقاد التي أصبحت دستوراً لي فيما بعد، حتى أن شعري لم أعد أحفظه. وحول سؤاله عن كيف يكتب أجاب الشرقاوي أن الكتابة بها جزء من الإرادة ولكن ليس كلها كذلك، لذلك فشيطان الشعر الذي كان عند العرب هو ظاهرة لها تحليل نفسي، فالكتابة تتم بعد انفعال له نبض، هذا النبض هو ما يدفع الإنسان لأن يجلس ويكتب وتجعله ينظم وقته لكي ينتج إبداعه الخاص. وأكد الشرقاوي أن الثقافة العالمية في حالة انحسار وليس الثقافة العربية فقط، فالشعر ليس بخير وذلك الرواية والمسرح والقصة، مؤكداً أن الظاهرة تلك لن تستمر فجيل العمالقة ينحسر لكن يحل محله جيل آخر لم ينضج بعد. واستعرض مدير الندوة مجدي الفرماوي ذاكرة حياة عبدالرحمن الشرقاوي قائلاً أنه ولد 10 نوفمبر 1920 وهو شاعر وديب وصحفي ومؤلف مسرحي ومفكر إسلامي مميز، أول من كتب المسرحية الشعرية مستخدماً الشعر الحديث "شعر التفعيلة" الذي كان أحد رواده. من جانبها قالت نهاد عرفة نائب رئيس تحرير جريدة "الأخبار" أن الشرقاوي عُرف بعد ثورة يوليو، ورغم أن أعماله قليلة إلا أنها أثرت الأدب العربي الحديث، كان ينبش في تاريخ التراث الإسلامي. وكشفت أن كتابه "محمد رسول الحرية" تمت مصادرته في عهد عبدالناصر، فأرسل له الشرقاوي خطاباً قال له فيه أنه يفضل أن يسجن هو بشخصه عن أن يسجن أحد كتبه، وبالفعل قرأ الكتاب عبدالناصر وأمر بعدم مصادرته. ولفتت عرفة إلى أن الشرقاوي كان يرفض المناصب مفضلاً أن يكون كاتباً يستشرف المستقبل. واستعرض كذلك الفرماوي أهمية مشروع "أرشيف المجلات الأدبية والثقافية العربية" قائلاً أنه يهدف إلى تنشيط القراءة والرجوع للتراث القديم، حيث بدأ المشروع منذ أعوام لحفظ وأرشفة المجلات الأدبية والثقافية حتى وصلنا إلى 111 مجلة، تم إتاحة محتواها على شبكة الإنترنت، ولا سيما المجلات التي حملت مشاعل النهضة الأدبية في العصر الحديث من أواخر القرن التاسع عشر حتى الآن. يتبنى هذا المشروع محمد الشارخ الرئيس السابق لمجلس إدارة شركة "صخر" لبرامج الحاسب بعد تقاعده. وأكد الفرماوي مدير تطوير أعمال الأرشيف أن المكتبة الرقمية المصرية أعلنت عن دمج أرشيف المجلات الأدبية والثقافية العربية بقواعد بياناتها، كما أعلنت مؤخراً المكتبة الرقمية السعودية عن دمج أرشيف المجلات الأدبية بقواعد بياناتها، وقريباً سيتم نفس الشئ مع مكتبة الكونجرس.