بانكوك: توقعت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" انخفاض الإنتاج العالمي للأرز في عام 2009 ليصل إلى 668 مليون طن وهو أقل 3% بالمقارنة مع العام الماضي. وقالت "الفاو" في تقرير مراقبة سوق الأرز العالمي إن الانخفاض يعكس الظروف المناخية غير المواتية في الدول الآسيوية الواقعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي، والتي على وشك جني محاصيلهم الرئيسة للأرز في عام 2009م. وذكرت منظمة الفاو وفقا لما ورد في وكالة الأنباء السعودية "واس" أن عدم انتظام هطول الأمطار الموسمية في آسيا قد أدى إلى انخفاض إنتاج الأرز في عام 2009م الذي يتوقع أن يصل حجمه 601 مليون طن، مشيرة الى أن آسيا ستنتج العام الحالي 22 مليون طن فقط من الأرز. ولفتت الى ان تراجع إنتاج الأرز أصبح واضحاً في الهند وتايوان والعراق واليابان وكوريا الجنوبية ونيبال وباكستان وسريلانكا وتايلاند. إلا أن منظمة الفاو توقعت في المقابل ارتفاع إنتاج الأرز في أفغانستان وبنغلاديش وكمبوديا والصين وإندونيسيا وإيران وماليزيا ولاوس وميانمار والفلبين وفيتنام. وأشارت الى انه من المتوقع أن يصل حجم إنتاج الأرز في أفريقيا إلى نحو 25.4 مليون طن كما كان في عام 2008م. وكانت ورقة بحثية صدرت مؤخرا عن منظمة الفاو دعت إلى ضرورة زيادة إنتاج الغذاء بمقدار 70% لتلبية احتياجات 2.3 مليار شخص إضافي بحلول عام 2050. وحذرت من مواصلة جهود التغلب على الفقر والجوع، وتحقيق استخدام أعلى كفاءة للموارد الطبيعية النادرة، والتكيف مع تغير المناخ. وقال الدكتور حافظ غانم المدير العام المساعد لدى المنظمة ان الفاو تشعر بتفاؤل مشوب بالحذر فيما يخص قدرة العالم الكامنة على تلبية احتياجاته الغذائية بحلول عام 2050 غير أنه أشار في الوقت ذاته إلى أن إطعام كل شخص في العالم في ذاك الوقت لن يكون تلقائيا وأن من المتعين مواجهة العديد من التحديات التي لا يستهان بها. وأوضح أن ثمة حاجة إلى إطار اجتماعي اقتصادي سليم لمعالجة الاختلالات وعدم التكافؤ، لضمان أن يملك كل شخص في العالم قدرة تحصيل ما يحتاجه من غذاء وعلى أن يراعي سياق إنتاج الغذاء الحد من الفقر ويضع في اعتباره قيود الموراد الطبيعية. وكشفت التقديرات العالمية أنه ما لم تتخذ إجراءات هادفة وتخصص استثمارات كافية لهذه الغايات، فإن ما يصل إلى 370 مليون شخص لن ينفكوا يعانون الجوع بحدود عام 2050، أي ما يناهز نحو 5% من سكان الكوكب. وطبقا لأحدث تقديرات الأممالمتحدة، سيرتفع عدد سكان العالم من 6.8 مليار نسمة اليوم إلى 9.1 مليار عام 2050 أي ما يحتم إطعام ثلث إضافي من البشرية في ذاك الوقت مقارنة بما هو حاليا بل ويكاد مجموع هذا النمو السكاني بأسره يقتصر على البلدان النامية. ومن المتوقَع أن يسجل النمو السكاني في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أسرع المعدلات بنسبة 108%، وبمقدار 910 ملايين شخص بينما سيسجل إقليمجنوب آسيا وشرقها أبطأ المعدلات بنسبة 11 بالمائة، وبمقدار 228 مليون نسمة. وفي نحو العام 2050 سيقيم 70% من سكان العالم في المدن أو المناطق الحضرية، أي ما يفوق المعدل السائد اليوم بنسبة 49%. ومن المنتظر أن يتواصل نمو الطلب على الغذاء نتيجة لكل من النمو السكاني وارتفاع مستويات الدخل ومن ذلك يتوقع أن يبلغ الطلب على الحبوب لأغراض الغذاء البشري والعلف الحيواني 3 مليارات طن في حدود عام 2050، ولذا فإن الإنتاج السنوي من الحبوب يتعين أن يزداد بنحو مليار طن حيث يبلغ حاليا 2.1 مليار طن، كما يجب أن يرتفع إنتاج اللحوم بأكثر من 200 مليون طن ليبلغ ما مجموعه 470 مليون طن عام 2050؛ في حين من المقدر أن يجري استهلاك 72% من تلك الكميات لدى البلدان النامية مقارنة بمعدل 58% السائد اليوم من مجموع الاستهلاك العالمي للحوم. وستنظم "الفاو" منتدى رفيع المستوى للخبراء بمقرها في العاصمة الإيطالية يومي 12و 13 اكتوبر المقبل لمناقشة استراتيجيات كيفية "إطعام العالم عام 2050"، يجمع نحو 300 خبير بارز من مؤسسات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والهيئات الأكاديمية من البلدان النامية والصناعية. وسيمهد هذا الاجتماع الموسع للخبراء الدوليين الطريق لمؤتمر القمة العالمي للأمن الغذائي المقرر أن يعقد في روما خلال الفترة 16 إلى 18 نوفمبر المقبل. وعلى صعيد متصل فقد أكد رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس كان أن تأثيرات الأزمة المالية الراهنة لم تنته بعد محذرا من أن 90 مليون شخص سيعانون من الفقر الشديد خلال العام المقبل.