الرياض: بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الصلب مطلع العام الماضي, مع حركة النشاط العمراني التي شهدتها أغلب دول العالم نتيجة انتعاش قطاع العقارات, عادت تلك الأسعار إلي الانخفاض التدريجي مع انطلاق الأزمة العالمية الاقتصادية منتصف 2008. وبينت دراسة حديثة أن الإنتاج العالمي للصلب سجل هبوطا حادا يتراوح بين 60 إلى 70 %، منذ بدء الأزمة المالية العالمية خلال الشهور الماضية. وقالت الدراسة، التي أعدتها "كي بي ام جي" العالمية مؤخرا، إن النصف الأول من عام 2008، أعطى مؤشرا بسيطا للعاصفة القادمة مع الشركات، حيث سجلت الأسعار وحجم الطلب الطلب أرقاما قياسية, خاصة صناعات الصلب والخردة، إضافة إلى صناعات النيكل، النحاس، البلاتين، والتيتانيوم، التي كانت تتمتع بقاعدة طلب عريضة أدت لعوائد مجزية. وأشارت الدراسة، التي أوردتها صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنه مع نمو الأزمة المالية تلاشت غيوم تلك العاصفة، في الوقت الذي بدأت فيه الصناعات الإنشائية في الانخفاض، مع انهيار حجم الطلب للسلع دائمة الاستهلاك، كما هو الحال في صناعة السيارات، حيث تراجع حجم الطلب على السيارات في أسواق الولاياتالمتحدة والأسواق الأوروبية ما بين 30 إلى 40 %. وأضافت الدراسة أن ذلك تزامن أيضا مع تراجع أسعار الخردة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى مستويات متدنية لم تشهدها منذ عام 2002. وبين عبد الله الفوزان، الشريك الرئيسي لشركة "كي بي ام جي" الفوزان والسدحان في السعودية، إن الشركات الأصغر والأكثر نجاحا في استباق الأحداث هي المرشحة الوحيدة لتقديم عوائد مستقبلية مرضية للمساهمين. وأضاف أن مجال صناعة الصلب يعد أحد أسرع الصناعات تغيرا على مستوى العالم، مبينا أنه من الضروري أن تدرك الطبيعة الديناميكية لهذا المجال، وأن يتم قياس تأثيراته على التكلفة الإجمالية، والتدفق المالي، وتقارير العائدات للمؤسسة. وبين الفوزان، أنه ينبغي لتلك الشركات التي تتطلع إلى تطوير الكفاءات الداخلية، والسيطرة على قاعدة التكاليف، لتكون في وضع يمكنها من تقديم أسعار تنافسية، وبالتالي اكتساب حصتها في السوق. ولفتت الدارسة إلى أنه يجب إتباع الطرق الجديدة، التي تتبعها الكثير من الشركات، في محاولة لإيجاد الهيكلة الأمثل للتكاليف، في الوقت الذي تقاوم تلك الشركات ضغوط انخفاض الداخول, وهوامش الربح والسيولة، كما تعاني من ظروف السوق الصعبة، التي تضع إمكانية نجاحها في موقف اختبار صعب. وكانت تقرير لمنظمة الصلب العربية قد قدر حجم إنتاج الصلب في العالم العربي العام الماضي بنحو 26 مليون طن "منتج نهائي و16.3 مليون طن "صلب خام" لعدد 100 شركة بنسبة نمو 10%، بقيمة بلغت نحو 25 مليار دولار. وأوضح التقرير أن الطاقات الإنتاجية المتاحة للإنتاج النهائي بلغت 31 مليون طن، بينما بلغت طاقات إنتاج الصلب الخام 26 مليون طن.