قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ . التفسير تقدَّم الحديث بالتفصيل عن الربا في النداء العاشر من سورة البقرة الآية 278، أمر الله تعالى بترك ما بقي من التعامل بالربا، وأن يأخذوا رؤوس أموالهم، وتوعَّد من يفعلُ ذلك بحرب منه ومن رسوله صلى الله عليه وسلم، أما هذه الآية الكريمة" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، ففيها نَهَى عن أكل الربا ابتداءً، وعدم تقديم نية التعامل بالربا، فقال تعالى: ﴿ لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً ﴾. والربا تعني الزيادة ، وفي الشرع نوعان ربا فضل، وربا نسيئة، والفضل تعني الزيادة، والنسيئة التأخير. فربا الفضل يكون في الذهب، والفِضة، والبُرِّ، والشَّعير، والتَّمر، والمِلح، فإذا بيع الجنس بمثله يَحرُم الفضل؛ أي الزيادة، ويحرم النسيئة؛ أي التأخير. أما ربا النسيئة، فهو أن يكون على المرء دَيْن إلى أجلٍ، فيحل الأجل ولم يجد المدين سدادًا لدَينه، فيقول: أخِّرني وزِدْ في الدَّين.