فوجيء مقدسيون في بلدة شعفاط، شمالي القدسالشرقية، بموظفين تابعين للبلدية الإسرائيلية في القدسالغربية، يقومون بتحرير مخالفة لسيارة توقفت على رصيف شارع فرعي داخل البلدة. قد يبدو الحدث عاديا ولكنه ليس كذلك، حيث قرر رئيس البلدية الإسرائيلية نير بركات اعتماد عقوبات ضد الفلسطينيين المقدسيين، بما فيها تحرير المخالفات، في محاولة لوقف عمليات رشق الحجارة في المدينة. وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الصادرة اليوم الأربعاء: "إن بركات أمر رؤساء الأقسام في البلدية بتشديد سياسة الجباية والعقاب ضد الفلسطينيين في القدسالشرقية. وتشمل السياسة العقابية تحرير مخالفات للسيارات التي تتوقف في أماكن لم يتم تحرير مخالفات فيها حتى اليوم، واستئناف سياسة هدم المنازل، وإغلاق المصالح التجارية غير المرخصة، بل ومصادرة الحيوانات. وتكرر مشهد المخالفات في مواقع متعددة في بلدة شعفاط أما في بلدة سلوان، جنوبي المسجد الاقصى. وقال محمد، مواطن أربعيني في بلدة شعفاط، لوكالة "الأناضول" الإخبارية: "يعتقدون أنه من خلال الاستفزازات يمكن وقف الحجارة، على العكس فإن من شأنها أن تفاقم الوضع". وأضاف، مفضلا عدم ذكر اسمه الكامل: "لقد آن لإسرائيل أن تدرك أن ما يجري في المدينة هو نتيجة تراكم غضب على غضب، فالسلطات الإسرائيلية تهدم المنازل وتشطب الاقامات وتمنع إصدار رخص البناء وتعتقل الأطفال وتفرض الضرائب الباهظة على السكان وبالتالي فمن الطبيعي أن نغضب". وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فقد "تم تمرير القرار خلال جلسة عقدها بركات مع مدير عام البلدية ومدراء الأقسام، وبحضور ضابط كبير في الشرطة". وقالت: "تهدف هذه السياسة إلى إجبار الجمهور الفلسطيني على التحرك ضد الشبان العرب الذي يواجهون قوات الشرطة في أحياء القدسالشرقية". ومع ذلك، أضافت "هاجم مسؤولون كبار في البلدية هذه السياسة وقالوا إنها ستتسبب بإحراق الجسور مع الجمهور الفلسطيني في المدينة". وأجرى بركات أمس بجولة وصفها الفلسطينيون بالاستفزازية في المسجد الأقصى. ويقول معهد القدس لدراسات إسرائيل، غير الحكومي المتخصص بشؤون القدس، أن عدد سكان القدس بشطريها الشرقي والغربي هو 815 ألف نسمة من بينهم 300 ألف فلسطيني. ولكن سكان القدسالشرقية الفلسطينيين يقاطعون انتخابات البلدية الإسرائيلية باعتبارها جسم يطبق سياسات الحكومة الإسرائيلية على الرغم من انهم يدفعون كل ما يترتب عليهم من ضرائب لهذه البلدية. ويقول فلسطينيون في المدينة: "إن رئيس البلدية الإسرائيلي يعمل لتمثيل مصالح ناخبيه وهم في غالبيتهم العظمى من اليهود". وقال مركز معلومات وادي حلوة في سلوان، غير الحكومي ، أن طواقم البلدية الإسرائيلية تقوم منذ ايام بسلسلة عقوبات ضد المقدسيين في سلوان. وأضاف: "سلمت طواقم البلدية الثلاثاء، قرار هدم لمخزن المواطن نضال الرجبي، في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، بحجة البناء دون ترخيص"، لافتا أيضا إلى قيام الشرطة الإسرائيلية وطواقم البلدية بتحرير مخالفات عشوائية للسيارات. وتشهد الأحياء العربية في القدسالشرقية حوادث رشق حجارة متفرقة ضد القوات والسيارات الإسرائيلية منذ شهر تموز /يوليو الماضي. وفي هذا الصدد، أفاد شهود عيان بأن طاقم تابع للبلدية ترافقه قوات من الشرطة الإسرائيلية هدم صباح اليوم الأربعاء غرفة سكنية وبركس في بلدة سلوان بداعي البناء غير المرخص. وأوضحوا أن القوات الإسرائيلية حاصرت المنطقة قبل هدم الغرفة البالغة مساحتها 20 مترا مربعا والبركس البالغة مساحته 12 مترا مربعا، ويعود العقار لأحد سكان سلوان ويدعى خالد الزير.