قرر لبنان إتخاذ إجراءات احترازية صارمة في مواجهة خطر تفشي مرض الأيبولا نظرا لوجود جاليات لبنانية كبيرة في دول غرب أفريقيا الموبوءة بالمرض. وقال وزير الصحة اللبناني وائل أبوفاعور - في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لأعضاء خلية الأزمة المشكلة في وزارة الصحة لمكافحة مرض إيبولا، وعدد من مديري المستشفيات – إنه "تم الإتفاق مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل على إخضاع أي مواطن غير لبناني قادم من الدول الموبوءة للتدقيق من خلال إجراءات استثنائية تقوم بها السفارات اللبنانية قبل اتخاذ القرار بإعطائه تأشيرة دخول إلى لبنان أم الإمتناع عن ذلك". وأضاف: "أن عملية التنقية الأولية ستبدأ من السفارات اللبنانية الموجودة في الخارج وقد بدأ العمل عليها منذ الوقت الحالي وربما يصل الأمر إلى حجب التأشيرات عن عدد كبير من الأشخاص الذين هم عرضة للاصابة بهذا المرض. وتابع قائلا "أما اللبنانيون الذين يريدون العودة إلى لبنان بشكل غير دائم، فعليهم إخبار السفارات اللبنانية التي تبلغ بدورها السلطات في لبنان للقيام بالإجراءات الإحترازية الأولية". وأشار إلى أن "المتابعة الحثيثة لمواجهة هذا المرض تتطلب عملا منظما بعيدا عن السطحية بعدما بات خطرا داهما على البشرية جمعاء، وقد وصفته الأممالمتحدة بأنه الأخطر بعد الإيدز وتظهر توقعات المنظمة الدولية بأن العالم سيتعايش مع هذه الأزمة لمدة ثلاثين عاما بعدما تفشى بشكل كبير في أفريقيا الغربية في ظل تحول العالم إلى قرية كونية كبيرة". وقال: "إن الأمر خطير ولبنان، للأسف، من الدول المعرضة أكثر من غيرها. فلدينا جاليات لبنانية كبيرة جدا في الدول الموبوءة، وهي جاليات من الجيل الثالث من المهاجرين، ولا تقتصر فقط على رؤساء المصالح والعمال بل تشتمل على عائلات كبيرة!" وأضاف: "ان عددا كبيرا من هذه العائلات عاد إلى لبنان، وبقي رؤساء المصالح الذين يتنقلون بين أماكن عملهم ولبنان، مما يضطر الدولة اللبنانية إلى القيام بإجراءات استثنائية. وتابع: "أما الإجراء الثاني فيتعلق بشركات الطيران حيث تم توزيع عدد هائل من منشورات التوعية للمسافرين، كما تم الاتفاق مع شركات الطيران الآتية إلى لبنان من المغرب وإثيوبيا ونيجيريا، على توزيع استمارات على الركاب الآتين من دول موبوءة للتأكد ما إذا كانت لديهم أعراض تشير إلى احتمال الإصابة بالإيبولا. فإذا وجدت حالات مشتبه بها، يتم إخبار السلطات اللبنانية قبل وصول الطائرة، ليتم بعدها إرسال فريق متخصص يصعد إلى الطائرة ويدقق بالحالة المشتبه بها في مكان محايد. وفي حال تبين في التدقيق الأولي عدم وجود عوارض حالية، يتم حفظ المعلومات عن كل الذين عبأوا الإستمارات جانبا، حيث يبقى الفريق المتخصص على اتصال بهؤلاء الأشخاص للتأكد أن لا عوارض صحية خطرة تظهر عليهم، باعتبار أن فترة الحضانة تمتد من يومين إلى عشرين يوما. وقال :أما إذا تبين وجود حالة مشبوهة على الطائرة، فيتم حجزها في الحجر الصحي في المطار، قبل نقلها بسيارة إسعاف إلى مستشفى رفيق الحريري حيث أنشئت وحدة عزل خاصة . وتابع: "في المرحلة اللاحقة بعد النزول من الطائرة، يخضع كل الركاب الآتين على الرحلات القادمة من الدول الموبوءة للفحص الحراري تلقائيا من قبل الكاميرات التي تعمل أربعا وعشرين ساعة. كما هناك إجراءات في المطار تم تحديدها مع وزير الأشغال.