اصدر صناع مسرحية "دنيا حبيبتي" بيانا يردون خلاله على محمد سعد الأزهري أحد قيادات "حزب النور" السلفي، والذي اتهم صناع المسرحية بازدراء الدين الإسلامي والاستهزاء به، وجاء بالبيان ما يلي: "فوجئنا اليوم بما كتبه محمد سعد الأزهري، أحد قيادات حزب النور السلفي وممثلها في لجنة إعداد الدستور، وهو ما يجعل كلامه بمثابة بيان يعبر عن رأي الحزب، وأكبر من مجرد رأي شخصي، خاصة وأنه منشور على الصفحة الرسمية للحزب، بما يؤكد أن الحزب موافق وراض وشريك في الاتهامات والافتراءات التي كالها المذكور للعرض وصنّاعه، وصلت إلي حد طعنهم في عقيدتهم، واتهامهم بازدراء الدين الإسلامي والاستهزاء به، وهو أمر لو تعلمون عظيم". وأكد صناع المسرحية في بيانهم على عدة نقاط هي: "أن "حزب النور" بنى اتهاماته وافتراءته علي تقرير وجهته الرقابة على المصنفات الفنية لمخرج ومنتج العمل جلال الشرقاوي، وهو تقرير إنطوى علي مغالطات فادحة وإتهامات باطلة، قمنا بالرد عليها وتفنيدها بالتفصيل في خطاب رسمي تم تسليمه لرئيس الرقابة، وهي أمور معتادة في العروض المسرحية، وهنا نصحح الخطأ الفادح الفاضح الذي أورده ممثل "حزب النور" حين ذكر في بيانه أن تقرير الرقابة أوصي بإيقاف المسرحية، وهذا أمر لم يحدث، وكان علي الشيخ السلفي محمد سعد الازهري أن يتبين ويتثبت من معلوماته الكاذبة، حتي لا يكون من بين من قصدهم الله في قرآنه الكريم ( يا أيها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين ). 2- رمانا حزب النور بتهمة دونها الرقاب، وهي الاستهزاء بالدين الإسلامي، وهو أمر شنيع ومريع، فإذا كان رمي الناس بالكفر مسألة سهلة وبسيطة في عرف حزب النور، فهي ليست كذلك في ديننا الحنيف، فمن رمي أخيه بالكفر فقد باء بها أحدهما، ولن نسمح لاحد أن يزايد على إيماننا وعقيدتنا، بل إننا نرجو جزيل الثواب من الله عز وجل، لأننا في هذا العرض الذي يرميه حزب النور بالكفر والضلال، كنا ندافع عن إسلامنا الجميل ضد تجار الدين والعصابات التي تاجرت به وأساءت إليه وشوهته وخلطت الدين بالسياسة سعيا وراء مصالح شخصية ومنافع دنيوية، كان غرضهم فيها هو الخكم والسلطة والنفوذ، وكان آخر ما يفكرون فيه العمل لوجه الله ورسوله ومصالح العباد! 3- في ( دنيا حبيبتي ) أردنا أن نكشف المتاجرين باسم الإسلام، ولم نختلق ولم نفتأت عليهم، بل كنا حريصين على تقديم أفكارهم الشاذة من تزويج البنات في سن الطفولة، إلي تحريم الفنون، إلي تغطية التماثيل بالشمع باعتبارها أصناما.. وهي أمور حقيقية، أعلنتها تلك الجماعات المتأسلمة، ومازال ( اليوتيوب ) محملا وشاهدا علي عشرات من تلك الفتاوي الشاذة، التي أجمع المصريون علي رفضها.. ومقاومتها، لأنها تسيئ إلي الإسلام، وتنفر الناس منه، ونظن أن حزب النور لديه معلومات وإحصاءات وافرة عن عدد الذين إتجهوا للالحاد في الفترة المشئومة التي حكم فيها الإخوان مصر، قدموا خلالها أسوأ نموذج للاسلام طوال تاريخه ! 4- وإذا كان حزب النور حريص لهذه الدرجة علي صورة الإسلام، وينّصب نفسه وكيلا عنه، والمتحدث الرسمي باسمه، فقد كنا نتمني أن يتصدي للمحسوبين عليه، المنتمين له، الذين أثاروا فزع الناس بفتاواهم العجيبة الغريبة، التي لا تتفق مع صحيح الدين، ولا حتي مع النخوة الإنسانية، من قبيل أن يهرب الزوج ويترك زوجته فريسة لمن يريد إغتصابها.. كنا نود أن ينتفض حزب النور للدفاع عن دين الله ضد من يشوهه ويسيئ إليه، بدلا من توجيه سهامه إلى عمل فني كل جريمته إنه يفضح هؤلاء المتاجرين بالدين.. إلا إذا كان حزب النور يعتبر أن الإخوان والسلفيين هم الإسلام، وما عداهم يخرج من الملة ولا يحق له الانتماء إليها ..وهنا علي حزب النور أن يعلن ذلك بشكل واضح وصريح.. مثلما إمتلك الجرأة علي الدفاع عن تنظيم داعش الإرهابي، خوارج العصر، الذين أساءوا للإسلام في العالم كله، وستبقى إساءتهم لا تنسي إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها. 5- كنا نعتقد أن أخلاق الإسلام تنهي عن التطاول والتجريح ( وقولوا للناس حسني ).. ومن هنا كانت دهشتنا من تلك الألفاظ المسفة التي استخدمها حزب النور في بيانه، ولا تتفق أبدا مع خلق الإسلام، خاصة إذا جاءت من إناس يقدمون أنفسهم طوال الوقت أنهم ( بتوع ربنا ).. فإذا بتوع ربنا يصفوننا بالسفاهة والخبل وقلة الأدب.. وهي ألفاظ يعاقب عليها القانون المصري إذا كان قانون السلفيين لا يعاقب عليها ! 6- نحن صنّاع العمل المسرحي ( دنيا حبيبتي ) فخورون بما قدمنا، ونحسبه عن الله من صالح الأعمال.. ولو كره حزب النور ! بالمناسبة : كيف تسكت الدولة علي وجود حزب ديني ؟ رغم أن المادة 74 من الدستور تمنع قيام الاحزاب علي أساس ديني طائفي ؟ نظن أن المعركة المؤجلة بين الدولة المدنية والدولة الظلامية قد بدأت.. وربما يكون (تكفير) مسرحيتنا ( دنيا حبيبتي ) هي الطلقة الأولى! والله من وراء القصد".