قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، إن وزارته كانت مليئة بالعيوب قبل توليه المنصب، وأهمها أن كل قطاع كان يعمل بمفرده، أما الآن فكل قطاع يعمل ك"ترس" في ماكينة واحدة، موضحا أن سياسة الوزارة حاليا تنطلق من شعارات ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وهى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وأضاف خلال لقائه في برنامج "مع أهل مصر" على قناة "التحرير"، أن استقالته من حكومة الفريق أحمد شفيق التي شكلها الرئيس الأسبق حسني مبارك في أواخر حكمه، كانت استقالة مسببة، ولم تكن لأسباب صحية كما تردد، مرجعا سبب الاستقالة إلى أنها لم تكن وزارة ائتلاف وطني، وإنما كانت وزارة "حزب وطني"، بحسب قوله. وتابع وزير الثقافة: "أخطأت حين قبلت الوزارة في حكومة شفيق، حيث اكتشفت أن الوزارة لم تكن مؤمنة بفكرة الاختلاف، ولذلك استقلت في اليوم التاسع، ولا أزال أؤمن بأن مصر لن تتقدم إلا من خلال تشكيل ائتلاف وطني حقيقي". وأوضح "عصفور" أن صورة مصر في الخارج تغيرت بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نيويورك، وكأنه كان يقدم أوراق اعتماده للعالم، ومردودها القادم أفضل، خاصة وأن "السيسي يقول الحق ولا يخاف إلا الله"، بحسب قوله. واستكمل عصفور: "لا شك أن نظام مبارك كان فاسدا، واعترف أن مرسي انتخب انتخابا ديمقراطيا، ولكن من انتخبوه اكتشفوا أنهم انخدعوا فيه فساروا عليه وصححوا الأمر في 30 يونيو". وشدد "عصفور" على أنه لم ينضم لأي حزب سياسي طوال حياته، سواء كان الحزب الوطني أو غيره، مضيفا: "لم أنافق ثوار 25 يناير أو 30 يونيو، وهدفي الوحيد أن أخدم بلدي، وسأضع الوزارة على الطريق السليم، ثم أتركها للشباب"، واصفا المنصب الوزاري بأنه "جملة اعتراضية في حياته"، والأساس لديه هو "لقب الأستاذ الدكتور جابر عصفور". وفجّر "عصفور" مفاجأة، حيث قال إن الوزارة لا تزال بها ملفات فساد حتى الآن، وأي وقائع تثبت سيتم تحويل الوقائع للنيابة العامة، موضحا أنه طلب من الرقابة الإدارية مراقبة قصور الثقافة المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، كما تم تغيير 14 قيادة بالوزارة، سواء كانوا رؤساء هيئات "مترهلة" أو ليست لديهم القدرة على إعطاء دفعة للعمل الثقافي. وأكد وزير الثقافة أن "مكتبة الأسرة" هو أهم مشروع للقراءة، والكتب فيه تباع بأقل من سعر التكلفة، موضحا أنه فوجئ بتخفيض ميزانية المشروع من 9 إلى 2 مليون فقط، فطلب عون الوزارات الأخرى ونجح في زيادة الميزانية إلى 20 مليون جنيه. وأشار "عصفور" إلى أن المسرح القومي سيعيد تقديم الكلاسيكيات بداية من أكتوبر الجاري، كما سيتم افتتاح عدد من قصور الثقافة والمتاحف قريبا، ولن تحدث أي "مجاملات" في الوزارة. وأوضح وزير الثقافة أنه لم يعد يقرأ ويكتب مثل ما كان قبل توليه الوزارة، متمنيا أن تتم إجراء الانتخابات البرلمانية وتستقيل الحكومة كي يترك المنصب، مشيرا إلى أنه يحب سماع المطربين القدامى وخاصة عبد الحليم حافظ، ولم يسمع من الجيل الجديد سوى محمد منير وحماقى.