واشنطن تغلق سفارتها وقنصلياتها في باكستان بعد تصفية بن لادن المنزل الذى قتل فية اسامة بن لادن واشنطن: اعلنت السفارة الامريكية في إسلام آباد الثلاثاء عن تشديد الاجراءات الأمنية في السفارة والقنصليات الأمريكية في كراتشي وبيشاور ولاهور. وجاء في بيان صادر عن السفارة انها والقنصليات ستبقى مغلقة امام الجمهور "حتى اشعار آخر"، وهذا بعد يوم من الإعلان عن مقتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة في ضواحي إسلام آباد نتيجة عملية عسكرية أمريكية. كما أغلقت السفارة مؤقتا العمليات المتعلقة بإصدار تأشيرات الدخول. واضاف البيان ان الممثليات الأمريكية ستبقى مفتوحة للشؤون الاخرى وتقديم الخدمات الطارئة للمواطنين الامريكيين. وتجدر الاشارة الى أن حركة طالبان باكستان هددت باستهداف مؤسسات امريكية وباكستانية انتقاما لمقتل بن لادن، فيما رجح مسئولون أمريكيون انتقام القاعدة لمقتل زعيمهم. عملية مشتركة ومن جانبه ، نفى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أن تكون قوات بلاده اشتركت مع القوات الأمريكية في العملية العسكرية التي أسفرت عن مقتل بن لادن. وقال زرداري في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" اليوم إن قيام القوات الأمريكية الخاصة بقتل أسامة بن لادن لم يكن عملية مشتركة مع باكستان. وأشار زرداري أيضا إلى أن مكان زعيم القاعدة لم يكن معروفا للسلطات الباكستانية. وكتب يقول "لم يوجد في أي مكان توقعنا أن يكون فيه، لكنه رحل الآن ومع أن أحداث يوم الأحد لم تكن عملية مشتركة، فإن عقدا من التعاون والشراكة بين الولاياتالمتحدةوباكستان أدى إلى القضاء على أسامة بن لادن بوصفه خطرا دائما على العالم المتحضر". وبدوره ، حث رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني وسائل الإعلام الأمريكية على عدم تحريف مواقف بلاده الداعمة للاستقرار في أفغانستان. وأضاف جيلاني خلال استقباله المبعوث الأمريكي الخاص لباكستانوأفغانستان مارك غروسمان الثلاثاء أن بلاده تدعم الجهود الدولية لإحلال الأمن والاستقرار في أفغانستان. وثمن اعتراف الرئيس باراك أوباما بالدعم الذي قدمته باكستان لإنجاحِ العملية الأمريكية التي أدت إلى مقتلِ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وجاء ذلك ردا على تقاريرَ نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية بشأن ضلوع الاستخبارات الباكستانية في التستر على مكان وجود بن لادن. في غضون ذلك ، رحب مجلس الامن الدولي بمقتل اسامه بن لادن، واصفا ذلك بانجاز تم تحقيقه في الحرب ضد الارهاب. واكد مجلس الامن في بيان اصدره انه ما من سبب يمكن ان يبرر قتل اناس ابرياء ولايمكن للارهاب ان يكون مرتبطا باي عقيدة دينية او وطنية او باي حضارة او مجموعة. وكان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون قد رحب هو الاخر بمقتل بن لادن. المبعوث الرسمي وفي معرض تعليقه على نبأ مقتل بن لادن ، ذكر موقع "ويكيليكس" أنه من المحتمل أن الولاياتالمتحدة كانت تعرف بوجود زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد الباكستانية منذ عام 2008، مستشهدا في ذلك ببرقية أمريكية دبلوماسية مسربة. وتضمنت الوثيقة نتائج التحقيقات التي جرت مع مواطن ليبي يدعى أبو الليبي كان معتقلا في جوانتانامو، الذي اعترف بأنه كان مبعوثا لدى بن لادن عام 2003. وذكر الموقع أن المعتقل تلقى في عام 2003 رسالة من مبعوث لبن لادن يدعى مولوي عبد الخالق جان يطلب منه تولي مسئولية جمع التبرعات وتنظيم الرحلات وتوزيع الأموال على عائلات أعضاء تنظيم القاعدة في باكستان. وأضاف أن بن لادن قال إن أبو الليبي سيكون المبعوث الرسمي له للاتصال بينه وبين قيادات القاعدة الآخرين في باكستان. وفي منتصف 2003، نقل أبو الليبي أسرته لتعيش في ابوت آباد التي كان عمله بينها وبين بيشاور، حسب ما جاء في الوثيقة المسربة. وكان مسئول أمريكي رفيع المستوى قد كشف للصحفيين يوم الاثنين ان سنوات من الجهود الاستخباراتية التي قامت بها الولاياتالمتحدة قادت في نهاية المطاف إلى شن غارة الأحد على مخبأ أسامة بن لادن وأدت إلى مقتله، بعد أن تعقب عملاء الاستخبارات الأمريكية مبعوثا كان محل ثقة بن لادن. وأوضح المسئول ان جذور هذه العملية تعود إلى ما قبل أربع سنوات عندما تمكنت اجهزة الاستخبارات اخيرا من رصد المبعوث الشخصي لبن لادن ليحدث الانفراج الذي طال انتظاره. وقال المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان اشخاصا مشتبه بضلوعهم في الارهاب معتقلين في جوانتانامو أكدوا ان هذا الرجل "كان احد مراسلي القاعدة القلائل الذين يثق بهم بن لادن". واضاف "قالوا ان هذا الشخص ربما يعيش مع بن لادن ويحميه. الا اننا لم نتمكن لعدة سنوات من التعرف على اسمه الحقيقي أو على موقعه". ولكن اجهزة الاستخبارات الأمريكية تمكنت من تحديد مناطق كان يعمل فيها هذا المبعوث وشقيقه، لكنها لم تعثر على مكان إقامتهما في مجمع سكني في ابوت آباد قبل اغسطس/آب 2010. وعلى الفور استرعى هذا المجمع الواقع في احدى المناطق الفخمة في ابوت اباد على بعد نحو 50 كيلومترا شمال غرب العاصمة إسلام اباد، اهتمام المحللين الاستخباراتيين. وقال المسئول: "عندما شاهدنا المجمع الذي يعيش فيه الشقيقان، صدمنا لما رأيناه". فقد كان للمجمع بوابتان مؤمنتان، وكان أكبر بكثير من باقي المنازل في المنطقة. ورغم ان قيمته تبلغ مليون دولار ليس فيه هاتف او انترنت. وأضاف المسئول أن الاجراءات الأمنية التي كانت تحيط بالمجمع كانت غير عادية. فقد كان يحيط به 12 جدارا بارتفاع 5.5 متر يعلوها سياج شائك. ولذلك استخلص المحللون الاستخباراتيون إن هذا المجمع بني خصيصا لاخفاء شخص مهم ورجحوا أن يكون هذا الشخص أسامة بن لادن نفسه. وكان مسئولون أمريكيون اعلنوا أن خمسة أشخاص بينهم أسامة بن لادن قتلوا الاحد في عملية كومندوس استهدفت مقر اقامة زعيم القاعدة على بعد 50 كلم شمالي العاصمة الباكستانية إسلام أباد. ونفذ العملية التي رفض المسئولون توضيح هل قام بها أعضاء في وكالة الاستخبارات المركزية أو عسكريون، "فريق صغير" صباح الأحد. وقتل في العملية التي استمرت 40 دقيقة بن لادن ورجلان آخران وامرأة كان رجل يختبئ خلفها، بحسب المصدر ذاته. واصيبت امراتان بجروح في العملية. ويؤوي المجمع الذي هوجم العديد من النساء والاطفال الاخرين. وأوضح المسئولون أن بن لادن قتل برصاص عناصر الكومندوس الذين لم يصب منهم احد. وقال احد هؤلاء المسئولين "كانت عملية بالغة الخطورة". وفقدت مروحية خلال العملية بسبب "عطل فني" ما اجبر اعضاء الكومندوس على استخدام مروحية اخرى استخدمت في العملية. و"المجمع" السكني الذي بني قبل نحو خمس سنوات والذي لا تعرف الولاياتالمتحدة منذ متى كان يقطنه بن لادن، محاط باسوار عالية واسلاك شائكة. وحسب هؤلاء المسئولين فان احتمال وجود بن لادن في هذا المقر يعود الى ايلول/ سبتمبر 2010.