أورام الرأس والرقبة تصيب 4 آلاف حالة سنوياً في مصر الاكتشاف المبكر يحقق الشفاء بنسبة 90٪ تورم في العنق.. أحد أعراض المرض الأماكن الأكثر إصابة بسرطان الرأس والرقبة، الفم وتمثل 42٪ ، والبلعوم 35٪ ، والحنجرة 23٪ مرض أورام الرأس والعنق.. يعد سادس أكثر أنواع الأورام شيوعاً في العالم، حيث يمثل 5٪ من جميع أنواع الأورام نتيجة اكتشافه وعلاجه في مراحل متأخرة، بسبب التأخر عادةً في استشارة طبيب الأورام المختص. وأوضح الدكتور محمد بسيوني أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، أن التدخين يزيد فرص الاصابة 15 مرة للمدخن عن غير المدخن، وأكثر من 75٪ هذه الحالات بسبب التدخين، مشيراً إلى أن هذا النوع من الأورام ينشأ أكثر من 90٪ في الخلايا الداخلية للفم والبلعوم. وقد أطلقت الجمعية المصرية لأمراض الرأس والعنق حملة "خلي بالك " لرفع التوعية و طرق الكشف الذاتي للاكتشاف المبكر للورم والتعريف بمخاطر مرض أورام الرأس والعنق لأول مرة في مصر، وذلك برعاية شركة "ميرك سيرونو"، وتستمر لمدة 4 أيام، كما تتضمن الحملة التعريف بالأعراض المحتملة التي تشير إلى المرض، حيث يصيب 4 آلاف حالة جديدة سنوياً في مصر، يتوفى منها 1900 حالة، والتدخين هو المسئول عن 75٪ من إصابة تلك الحالات، بينما يحقق الأكتشاف والعلاج المبكر للمرض شفاء 90٪ من الحالات. وأضاف الدكتور أحمد سليم أستاذ علاج الأورام والطب النووي بكلية الطب القصر العيني جامعة القاهرة، أنه في العام الماضي فقط، تم تشخيص أكثر من 150 ألف حالة جديدة مصابة بأورام الرأس والعنق على مستوى أوروبا وحدها، وهو ما يعادل ضعف سعة أستاد لندن الأوليمبي على سبيل المثال، وعلاوة على ذلك، فإن معدل إصابة الرجال بالمرض يزداد بمقدار الضعف أو ثلاثة أضعاف نسبة الإصابة بين النساء، على الرغم من تزايد تفشي المرض في أوساط النساء، كما أن أكثر الأماكن إصابة بسرطان الرأس والرقبة هى الفم وتمثل 42٪ ، والبلعوم 35٪ ، والحنجرة 23٪. وأشار سليم إلى أن معظم الأشخاص الذين يعانون من سرطان الرأس والرقبة أعمارهم قد تخطت الأربعين عاماً، ولكن قد يطرأ تغير على هذه القاعدة إذا مارس الشباب الأصغر سناً عادات غير صحية مثل التدخين وشرب الكحول. ويقول الخبراء إن التشخيص المبكر لأورام الرأس والرقبة في المراحل المبكرة أمر ضروري، عن طريق التعرف على الأعراض مما قد يترتب عليه أنقاذ الحياة، مؤكداً أن نسبة الشفاء تبلغ 90٪ اذا تم التشخيص والعلاج في مرحلة مبكرة. وأوضح الخبراء أن ما بين 80-90٪ من المرضى الذين يتم تشخيص إصابتهم خلال المرحلة الأولى من الإصابة بالمرض نجوا منه، حيث نجد أن النصف فقط ممن تم تشخيصهم وهم مصابون في مراحل متقدمة منه ظلوا على قيد الحياه لخمس سنوات فقط بعد إصابتهم، ولكن في الوقت الراهن، حين يتم تشخيص اثنين من بين كل ثلاثة مصابين بأورام الرأس والعنق يكونون بالفعل في مرحلة متقدمة. ويوصي الأطباء بالحد من التدخين أو شرب الكحوليات لمنع حدوث هذا النوع من السرطان، أما الأشخاص الذين سبق لهم الإصابة بفيروس الورم الحليمي في الحلق، فيتوجب عليهم البحث عن المشورة الطبية لما لهذا الفيروس من ارتباط بالأورام. أعراض المرض أوضح الدكتور أيمن عبد الوهاب أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، أنها تشمل التهاب باللسان، أو قرحة لا تُشفى في الفم ،أو بقع حمراء أو بيضاء في الفم، أو ألم في الحلق، أو بحة مستمرة في الصوت، أو مشاكل في البلع، أو توّرم في العنق أو شعور بالانسداد، أو وجود تجمعات دموية داخل تجاويف الأنف لأكثر من ثلاثة أسابيع، وفي حالة ظهور أي من تلك الأعراض يجب التوجه لزيارة الطبيب فوراً. طرق العلاج أكد الدكتور طارق شومان أستاذ علاج الأورام ورئيس قسم العلاج الإشعاعي بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، أن إختيار علاج سرطان الرأس والرقبة يعتمد في الأساس على الحالة الصحية العامة للمريض، مكان ظهور الورم في الفم أو الحلق وحجمه وكذلك مرحلة المرض. فالأشخاص المصابون بسرطان الرأس والرقبة في المرحلة المبكرة يمكن أن يتم علاجهم عن طريق الجراحة أو العلاج الإشعاعي وتكون نسب الشفاء مرتفعة. كما أن مرضى سرطان الرأس والرقبة في مراحلة المتقدمة يمكن علاجهم بالجمع بين طرق العلاج مثل، العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. وقد تم مؤخرا من الاستفادة بجيل جديد من الأدوية يسمى بالعلاج الموجه، الذي يعطى مع العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي وهو علاج يستهدف المرض فقط دون أن يضر ماحوله. وشدد الأطباء على أهمية التشخيص المبكر للمرض، الأمر الذي من شأنه أن يجعل علاج هذا النوع من السرطان أكثر فعالية، وهو ما يعني ضرورة توجه أي شخص للحصول على المساعدة سريعاً في حال شعوره بأي من أعراض المرض.