في إطار الجهود الرامية لزيادة الوعي بأعراض ومخاطر سرطان الرأس والعنق وطرق الوقاية، أطلقت الجمعية الأوروبية لأمراض الرأس والعنق بالتعاون مع شركة "ميرك سيرونو" للأدوية حملة توعية تحت شعار "لا تستهين برسائل جسمك" في إطار أسبوع التوعية بمرض سرطان الرأس والعنق الذي يعقد حالياً ولأول مرة في أوروبا بغرض تسليط الضوء على الأعراض المحتملة التي تشير إلى الإصابة بسرطان الرأس والعنق. وسرطان الرأس والعنق يمكن أن ينشأ في تجويف الأنف أو في الشفتين أو في الجيوب الأنفية أو في الفم أو في الغدد اللعابية أو في البلعوم أو في الحنجرة، ويعد سادس أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم. فمعظم الأشخاص الذين يعانون من سرطان الرأس والرقبة أعمارهم قد تخطت الأربعين عاماً، ولكن قد يطرأ تغير على هذه القاعدة إذا مارس الشباب الأصغر سناً عادات غير صحية مثل التدخين وشرب الكحول، ويقول الخبراء إن التشخيص المبكر لسرطان الرأس والعنق في المراحل المبكرة أمر ضروري. وصرح الدكتور محمد عبد اله أستاذ علاج الاورام بمستشفى القصر العيني، جامعة القاهرة، ل"محيط" "إن التعرف على أعراض سرطان الرأس والرقبة يمكن أن ينقذ حياتك نظراً لأن الالتفات إليه مبكراً يجعل علاجه أيسر بكثير". كما أضاف قائلاً: "ففي حين أن ما بين 80-90? من المرضى الذين يتم تشخيص إصابتهم خلال المراحل المبكرة من الإصابة بالمرض نجوا من المرض، نجد أن النصف فقط ممن تم تشخيصهم وهم مصابون في مراحل متقدمة منه ظلوا على قيد الحياه لخمس سنوات فقط بعد إصابتهم به، ولكن في الوقت الراهن، حين يتم تشخيص اثنين من بين كل ثلاثة مصابين بسرطان الرأس والعنق يكونون بالفعل في مرحلة متقدمة". ويوصي الأطباء بالامتناع عن التدخين أو شرب الكحوليات لمنع حدوث هذا النوع من السرطان، أما الأشخاص الذين سبق لهم الإصابة بفيروس الورم الحليمي في الحلق، فيتوّجب عليهم البحث عن المشورة الطبية لما لهذا الفيروس من ارتباط بالسرطان. وينصح الدكتور يسرى جوده أستاذ علاج الاورام، جامعة الاسكندرية قائلاً: "إذا كان لديك التهاب باللسان، أو قرحة لا تُشفى في الفم، أو بقع حمراء أو بيضاء في فمك، أو ألم في الحلق، أو بحة مستمرة في الصوت، أو مشاكل في البلع، أو توّرم في العنق أو شعور بالانسداد، أو وجود لتجمعات دموية داخل تجاويف الأنف لأكثر من ثلاثة أسابيع، فتوّجه لزيارة الطبيب على الفور " كما عبر الدكتور باسم صادق مدير الشؤون الطبية بشركة ميرك– مصر عن اهتمام فرع الشركة في مصر بمساعدة المصريين في الوصول إلى درجة أفضل من الادراك لاكتشاف سرطان الرأس والعنق من خلال تنظيم حملات توعية، مشّدداً على أهمية التشخيص المبكر للمرض، الأمر الذي من شأنه أن يجعل علاج هذا النوع من السرطان أكثر فعالية، وهو ما يعني ضرورة توجه أي شخص للحصول على المساعدة سريعاً في حال شعوره بأي من أعراض المرض. ففي العام الماضي فقط، تم تشخيص أكثر من 150 ألف حالة جديدة مصابة بسرطان الرأس والعنق على مستوى أوروبا وحدها، علاوة على ذلك، فإن معدل إصابة الرجال بهذا المرض يزداد بمقدار الضعف أو ثلاثة أضعاف نسبة الإصابة بين النساء، على الرغم من تزايد تفشي المرض في أوساط النساء. وقال الدكتور وليد عرفات، أستاذ مساعد علاج الاورام، جامعة الاسكندرية أنه على مدار السنوات العشر الماضية؛ كان العلاج النمطي المتعارف عليه للمراحل المبكرة من سرطان الرأس والعنق هو الجراحة، العلاج الإشعاعي وما يصاحبه من العلاج الكيميائي. وقد اثبتت الأبحاث العالمية أن استخدام نوع من العلاجات الجديدة الموّجه والمسمى ب عقار"اربيتوكس" (Cetuximab) يتم اعطاؤه للمرضى مع العلاج الإشعاعي، كعلاج فعّال يحقق نتائج أفضل يمكن أن تساهم في الشفاء من المرض وتحسن النتائج، الأمر الذي يُمّكن المرضى من الحصول على نمط حياة أفضل سواءُ خلال أو بعد العلاج".