أكد الفنان علي بدرخان أن توقفه عن الإخراج السينمائي كان نتيجة عدم وجود إنتاج لمثل ما يقدم من أفلام، والتي تحتاج للكثير من المال، فهو حاول أكثر من مرة العودة للسينما لدرجة أنه باع "فيلا بدرخان" التي يعيش فيها في منطقة الهرم، بالإضافة إلى أنها كانت منبر ثقافي لوجود مركز ثقافي فيها يقام بها العديد من الفعاليات الثقافية. مشيرا إلى أنه انتقل حاليا للعيش بمنزل في مدينة السادس من أكتوبر. وقال بدرخان خلال اللقاء الذي عقد له في "بيت الوادي للدراسات العلمية والنشر" وتم تكريمه فيه نظرا لمسيرته الفنية العريقة: "الأفلام التي أقدمها السوق مش عايزها، واللي بيعمله السوق أنا ماقدرش أقدمه، أفلام الرقصات والبلطجة ومن يدافع عن الرقاصة، والبنات المغتصبة وغيره. حاليا مافيش الورق أو السيناريو اللي أقدر أشتغله، وجربت مرة أو اثنين العودة للإخراج لكن كانت تجارب لا تكتمل إما بسبب الإنتاج أو الورق الغير جيد". وصرح بدرخان أنه يعمل حاليا على إخراج فيلم تسجيلي عن الرئيس الأسبق محمد نجيب من إنتاج المركز القومي للسينما. وبسؤاله عن سفره إلى إيران، أكد بدرخان أن الدعوة وجهت له بالفعل لكنه لم يسافر. حكى بدرخان خلال اللقاء الذي أداره الصحفي والناقد السينمائي محمود عبد الرحيم عن معركة النقابة التي خاضها السنوات الماضية والتي كان عضوا بمجلس إدارتها عدة سنوات، فمن المعروف أن والده المخرج أحمد بدرخان كان مؤسس نقابة السينمائيين، والذي تبرع لها بشقته الكائنة بشارع "عدلي" بوسط البلد، والتي يشغلها مقر النقابة الرئيسي حتى الآن. وقال بدرخان أنه خلال هذه المعارك كان ينافسه أحد أعضاء الحزب الوطني على رئاسة النقابة، وفي هذه الفترة تم ضم العاملين في الإذاعة والتليفزيون حتى السواقين لعضوية النقابة وذلك حتى يفوز خصمه بأصوات كثيرة وترجح كفته. مؤكدا أن هذا الصراع دام لفترة طويلة، وأنه تم الاعتصام مرتين من أجل السينمائيين، الأولى كانت في بداية عصر مبارك مع المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين ومعهم جميع فناني مصر ومنهم تحية كاريوكا وسعاد حسني وآخرين؛ وذلك من أجل تحقيق مطالب جموع الفنانين والتي قابلوا على أثرها الرئيس الأسبق حسني مبارك وتم وقتها صياغة مطالبهم في قانون تم حفظه بالأدراج ولم يعمل به حتى الآن. أما الاعتصام الثاني فبدأ يوم 13 فبراير عام 2011 عقب تنحي الرئيس الأسبق مبارك، واستمر قرابة الخمسة أشهر، وكان أطول اعتصام في تاريخ السينمائيين، وقام به بدرخان مع جموع السينمائيين، وكان هدفه إنقاذ النقابة ومحاولة صياغة قانون ولائحة جديدة للنقابة، وبالفعل صاغهما بدرخان ولكن لم يعمل بها أيضا حتى الآن. وحكى عن تجربة أخرى له مع نقابة السينمائيين، عندما ترشح لرئاستها وكان يتقدم معه المخرج خالد يوسف خلال هذه الفترة. وبسؤاله في الندوة عن موافقته على التمويل الأجنبي للأفلام المصرية، ما فعله المخرج محمد خان بقبول دعم مؤسسة "فورد" له والمعروف أنها داعمة للكيان الصهيوني، فأجاب بدرخان: "أنا ضد هذا، لكن لو هايجيبوا منهم فلوس هاخدها من عين أبوهم، لكن بشرط أني أعمل اللي أنا عاوزه مش اللي هما عاوزينه". يذكر أن اللقاء بدأ بعرض فيلم "بصمات علي بدرخان" وهو فيلم تسجيلي عن السيرة الذاتية للمخرج علي بدرخان، ومن إنتاج "الجزيرة وثائقي"، وكان مدته حوالي 45 دقيقة. وتم تكريم بدرخان بعد عرض الفيلم، وإعطاءه درع "بيت الوادي" تقديرا لمسيرته الفنية، وانحيازاته الديمقراطية الحيادية.