أعلن "التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد للرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، تعليق عضوية حزب "الوطن" السلفي بالتحالف، بناء على طلب الحزب، وأن التحالف بدء مشاورات من أجل هيكلة جديدة، للاستفادة من طاقات جديدة لشباب ثورة 25 يناير 2011 (التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك)، والقوي الشبابية الميدانية. وقال خالد سعيد المتحدث باسم "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، لوكالة الأناضول، إن "حزب الوطن علق عضويته بالتحالف، بناء على طلبه، رغبة منه في إعادة تقييم موقفه". وأوضح سعيد، وهو قيادي في الجبهة السلفية، أن "حزب الوطن لم يغير رأيه فيما يجري بالبلاد، ولن يدعم الانقلاب، أو يسير في نهجه". وإثر احتجاجات شعبية ضده، أطاح الجيش، تشاركه قوى شعبية ودينية وسياسية، بمرسي في الثالث من يوليو 2013، وهو ما يعتبره مؤيدوه "انقلابا عسكريا"، بينما يراه معارضون له "ثورة شعبية". وقال سعيد إن "انسحاب حزب الوسط الشهر الماضي وتعليق عضوية الوطن الآن، دفع التحالف إلى بدء مشاورات من أجل هيكلة جديدة، للاستفادة من طاقات جديدة لشباب ثورة 25 يناير، والقوي الشبابية الميدانية، والكيانات الوطنية الثورية والعمالية بجانب الشخصيات العامة". وتابع أنه "سيتم تفعيل التعاون مع الكيانات الرافضة للانقلاب في المتفق عليه والإعذار في المختلف فيه، في إطار التطوير الثوري الواجب وتحقيق الاصطفاف الشعبي اللازم لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير". وأوضح أن "المشاورات تتضمن النظر في انضمام كيانات جديدة للتحالف (رفض الكشف عنها)، لتفعيل دور الشباب، والسعي نحو تطوير الحراك في الشارع". وقبل حزب الوطن، أعلن حزب الوسط (ذو التوجه الإسلامي)، يوم 28 أغسطس الماضي، انسحابه من التحالف الداعم لمرسي، كي يعمل على إنشاء مظلة وطنية رحبة تحقق أهداف ثورة 25 يناير 2011، بحسب بيان صادر عن الحزب. وقال حزب الوطن، في بيان اليوم وصل وكالة الأناضول نسخة منه: "لقد نجح تحالف دعم الشرعية خلال الفترة الماضية نجاحاً عظيماً في مهمته من تعرية الباطل وإظهار حقيقته". لكنه تابع: "نحتاج إلى إطار واسع ومظلة شاملة تضم أطياف الوطن ومكوناته كلها، في ظل رؤية متبصرة لبناء نظام ديمقراطي سليم، ومؤسسات دولة حديثة". ومضى قائلا: "آن الأوان لأن يتسلم الشعب المصري الراية على علم ووعى وبصيرة ليقوم بدوره ويقاوم الظلم ويخلع الاستبداد من جذوره". وقال عضو الهيئة العليا لحزب الوطن،محمد عبد الموجود، لوكالة الأناضول، إن "تعليق العمل ليس لعيب في التحالف أو اختلاف في النهج والرؤية، وإنما لإعادة تقدير الموقف وتقييم الأحداث بشكل منفصل عن التحالف". ونفي أن يكون السبب في قرار تعليق العمل، هي "الإدارة السيئة للتحالف كما تروج وسائل إعلام محلية"، مضيفا أن "السبب يتمثل في انغلاق الأفق السياسي بالبلاد، والتضييق على العمل السياسي الذي لا يسمح للأحزاب بالعمل وفق حرية تعددية". وبحسب مصدر داخل حزب "الوطن"، "بدأ النقاش حول الانسحاب من التحالف قبل 6 أشهر بسبب ضيق الأفق السياسي في البلاد، وهدم الدولة للعمل السياسي والحزبي، وهو ما عرضه الحزب على التحالف، لكن الأخير طلب منه تأجيل مناقشة الأمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية" التي جرت في مايو الماضي. وتابع المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن "النقاش حول انسحاب حزب الوطن من التحالف تجدد مرة أخرى داخل أروقة التحالف قبل نحو شهر". وتأسس حزب الوطن في يناير 2013، عقب انشقاق رئيسه عماد عبد الغفور (الذي تولى منصب مساعد مرسي حين كان رئيسا) عن حزب النور (سلفي)، ويوصف الحزب نفسه بأنه ذو مرجعية سلفية. و"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" تأسس مع بدء الاعتصام في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" نهاية يونيو 2013، ويضم 15 حزبا وحركة شبابية ونسائية أبرزها أحزاب "البناء والتنمية"، "الوطن"، "الأصالة"، و"الحرية والعدالة" (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي)، والذي تم حله بقرار قضائي نهائي الشهر الماضي، إلى جانب الجبهة السلفية.