يترقب اليمن اليوم الخطوات الأخيرة للتوصل إلى اتفاق بين الحكومة وجماعة أنصار الله الحوثيين بعد أن انقضى الأمس وسط تأكيدات من القنوات الفضائية الإخبارية سواء العربية والأجنبية نقلا عن مراسليها في صنعاء أو المواقع الإخبارية اليمنية، والتي أعلنت أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين وأسهبت في نشر تفاصيله بل أن البعض منها ذهب إلى تسمية رئيس الوزراء الجديد وأعضاء حكومته . ونقل العديد من وسائل الإعلام أن وفد التفاوض اليمني المكون من الدكتور عبد الكريم الارياني مستشار الرئيس، وعبد القادر هلال أمين العاصمة ذهبا إلى صعدة ليحصل على توقيع عبد الملك الحوثي زعيم أنصار الله ، وهو ما ثبت عدم صحته فيما بعد ، وتبين أن الوفد الحوثي المفاوض المكون من حسين العزى رئيس دائرة العلاقات السياسية بالمجلس السياسى لأنصار الله ، ومهدى المشاط مدير مكتب الحوثي هو الذي سيوقع الاتفاق - القريب جدا - ولكن المشكلة تكمن في التفاصيل . والواضح أن المفاوضات استمرت إلى ساعة متأخرة من ليلة أمس في منزل الإيريانى ويبدو أن الأمور قد حسمت وأنه سيتم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق والتوقيع عليه بحضور جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بل وذهب التفاؤل إلى أن هيئة الاصطفاف الوطني المؤيدة للرئيس والتي دعت إلى تظاهرة حاشدة في شارع الستين عقب صلاة الجمعة دعت الحوثيين إلى الصلاة معها . ومن المقرر أن يذهب وفد التفاوض إلى صعدة في وقت لاحق اليوم للالتقاء بالحوثى لعرض الاتفاق الذي يقضى بتخفيض أسعار المشتقات البترولية 500 ريال أخرى بعد التخفيض الذي أجرته الحكومة سابقا بنفس القيمة ليصل الخفض إلى 1000 ريال / 4,6 دولار/ للصفيحة 20 لترا وبرفع حصار الحوثيين عن صنعاء وترشيح رئيس جديد لمجلس الوزراء . ويرى مراقبون أن التوصل إلى اتفاق يرضى الطرفين فى صالح الجميع وخاصة المواطن اليمنى فالحوثيون أدركوا أن الدولة لن تسمح لهم بالاعتصام داخل صنعاء على أية صورة وأنها أخطأت حينما سمحت لهم بالاعتصام حول العاصمة، كما أن الدولة قامت بتصعيد العمليات العسكرية على مقاتلى أنصار الله فى محافة الجوف شمال اليمن والتى كانت على وشك دخول مديرية الغيل وبالتالى تبقى عاصمة المحافة مفتوحة أمامها وقامت القوات الجوية بشن غارات مكثفة على مواقع الحوثيين فى الجوف أدت إلى انسحابهم أمام مقاتلى القبائل بالإضافة إلى تذمر أهالى صنعاء الشديد من الحصار والمظاهرات والقتال الذى أدى إلى تعطل مصالحهم وقل التعاطف مع الحوثيين . أما الدولة اليمنية فهى تريد إنهاء هذه الأزمة لتتفرغ إلى إكمال المرحلة الانتقالية خاصة وأن الدستور الجديد سيرى النور قريبا وبعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يتم تشكيل حكومة جديدة يختارها الشعب تستطيع أن تجرى أي أصلاحات اقتصادية يوافق عليها البرلمان ولا تجعل من أى فصيل أن يتحدث باسم الشعب . وينتظر الجميع فى اليمن بفارغ الصبر صدور قرار جمهورى من الرئيس عبد ربه مصور هادى بتشكيل حومة جديدة إيذانا بانتهاء هذه الأزمة .