أدان حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون)، المشارك في الحكومة، اليوم الأربعاء، "مقتل وإصابة متظاهرين من أنصار جماعة الحوثي برصاص الأمن في أحداث عنف بصنعاء، أمس الثلاثاء". واستنكر الحزب، في بيان حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه، ما وصفه ب"إراقة الدماء اليمنية الزكية"، ودعا إلى "تشكيل لجنة للتحقيق فيما حدث وإعلان نتائج التحقيق للرأي العام". وحذر الحزب، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، من "انزلاق اليمن الى أوضاع مأساوية ستكون نتائجها كارثية على الجميع"، مضيفا "ليأخذ الجميع الدروس والعبر مما يجري في بعض الدول الشقيقة". وقال إن "حق التعبير السلمي مكفول للجميع والدولة راعية له كواجب قانوني ودستوري وأخلاقي". وسقط سبعة قتلى وأكثر من مائة جريح من أنصار جماعة "أنصار الله"، المعروفة إعلاميا باسم "جماعة الحوثي"، وفق تقديرات الجماعة أثناء محاولة قوات الأمن منع أنصار الجماعة من الوصول إلى مقر الحكومة بصنعاء للاعتصام. وفي تصريح نشرته الوكالة الرسمية مساء اليوم، قال مصدر أمني، لم تفصح الوكالة عن هويته، إن اشتباكات أمس، أوقعت ضحايا من المواطنين والجيش والأمن، دون أن يذكر سقوط أي ضحايا من الحوثيين. وحذر مصدر أمني آخر، في تصريحات نشرتها الوكالة، اليوم، من استمرار "ما تقوم به مليشيات جماعة الحوثي المسلحة من اعتداءات تخريبية" في العاصمة، معتبرا أن هذه الأعمال "لا تقل بشاعة عن جرائم الإرهاب". وأضاف المصدر، الذي لم تكشف الوكالة عن هويته، أن جماعة الحوثي، التي وصفها ب"المسلحة"، "تقوم باعتداءات طالت عدداً من المنشآت التعليمية والمباني والمؤسسات الحكومية والخاصة في منطقة حزيز جنوبيصنعاء"، معتبراً ذلك "عملية ممنهجة تهدف إلى إقلاق السكينة العامة وتعريض أمن واستقرار الوطن للخطر". فيما قال المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، إن "المجاميع (يقصد مواطنين) الشعبية المعنية بحراسة مخيم الاعتصام في حزيز واجهوا قوات الجيش والأمن (أمس) رداً المجزرة المروعة بحق المتظاهرين أمام مقر الحكومة". وتابع عبد السلام، في تصريحات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن هذه المجاميع "تمكنت من إحراق ثلاث مدرعات وثلاثة أطقم (سيارات للأمن) وعدد من الرشاشات وخسائر أخرى (لم يحدد طبيعتها)". وأضاف أن هذا الرد هدفه "منع تكرار المآسي مرة أخرى"، في إشارة إلى ما يعتبرها "اعتداءات قوات الأمن على المتظاهرين". ومنذ أيام نصبت جماعة الحوثي مخيما في منطقة "حزيز" جنوب العاصمة، ومنعت في وقت سابق دخول السيارات الحكومية إلى صنعاء، ضمن فعالياتها الاحتجاجية لإسقاط الحكومة اليمنية. وتكمن أهمية المدخل الجنوبي للعاصمة في كونه يصل بين صنعاء والمحافظات الوسطى والجنوبية. ومنذ 14 أغسطس/ آب الماضي، أقامت جماعة الحوثي خياما للاعتصام حول مداخل العاصمة، قبل أن تقيم خياما أخرى قرب مقار حكومية وسط المدينة وتنظم مظاهرات حاشدة تطورت لاحقاً إلى قطع طرق رئيسية، مطالبين بإقالة الحكومة التي يصفونها ب"الفاشلة"، وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية. وتواصلت احتجاجات الحوثيين، على الرغم من إعلان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الأسبوع الماضي، عن مبادرة لحل الأزمة، تتضمن إقالة الحكومة الحالية، وتسمية رئيس وزراء خلال أسبوع، وخفض أسعار المشتقات النفطية، والبدء في تنفيذ مخرجات (نتائج) الحوار الوطني، الذي اختتم فعالياته في يناير/ كانون الثاني الماضي، ووضع حلولا لعدد من مشاكل البلاد. وجاء تصعيد الجماعة، التي تتخذ من محافظة صعدة (شمال) مقراً لها، في صنعاء، بعد أن سيطرت على محافظة عمران (شمال)، في يوليو/ تموز الماضي، عقب هزيمة اللواء 310 التابع للجيش، ومقتل قائده العميد الركن حميد القشيبي.