يعاني الطلاب في مراحل ما قبل التعليم الجامعي الكثير من المشكلات والأزمات التي تضر بمستقبلهم الدراسي ،فهم في الأساس طلاب علم ،لكن ربما ينجرف بهم الطريق إلى غير ذلك ليضلوا الطريق ويسلكوا مسالك الانحراف والجهل والظلام. تحقق شبكة الإعلام العربية «محيط» في مظاهر وأسباب الفشل والضياع الذي يعانيه كثير من طلاب تلك المرحلة وإلى التفاصيل: طلاب مشاغبون تقول د هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية «محيط»:"إن هناك العديد من المشاكل التي يفتعلها الطلاب داخل الفصل أبرزها ظاهرة الشغب ؛حيث يقوم بعض التلاميذ المشاغبين بالتشويش على جو الدراسة من خلال الكلام والضحك أثناء الشرح ،افتعال شجارات وتبادل العنف الكلامي بين التلاميذ،والاستهزاء بالأساتذة بكلام مضحك أو مخل ،وكذلك التحرش بالتلميذات ،وعدم الالتزام بتعليمات الأساتذة وغير ذلك من مظاهر الشغب والاستهتار ." وأوضحت زكريا أسباب ذلك قائلة:" يرجع ذلك إلى عدم الاهتمام بالدراسة وعدم احترام الأساتذة واستغلال طيبتهم أو قد يكون ذلك بسبب ضعف شخصية المدرس أحيانا ،وكذلك سوء التربية من طرف الأسرة ،المعاناة من المشاكل الأسرية والاجتماعية الشعور بالفشل الدراسي ومحاولة التشويش على المجتهدين؛ الشعور بالملل والوحدة والتهميش والفراغ النفسي ومحاولة إثارة الانتباه لإثبات الذات، غياب التواصل الإيجابي بين الأساتذة والتلاميذ المعاملة القاسية والصارمة والمهينة للتلاميذ من طرف الأساتذة المعاناة النفسية لسن المراهقة وغير ذلك من أسباب." وعلى نفس السياق قالت راندا العراقي باحثة دكتوراه في مجال علم النفس التربوي في "أن الشغب المدرسي الصادر من بعض الطلاب قد يرجع إلى عدم احترام الطلاب لقوانين المدرسة، أو قد يكون بسبب الشجار حول الفتيات اعتبار ساحة المدرسة مجالا لتفريغ المكبوتات الموقف العدواني من المدرسة وأطرها." وأضافت العراقي قائلة: "يتعمد بعض الطلاب افتعال الشغب كدليل على عدم رغبتهم واهتمامهم بالدراسة ،كذلك ضعف المستوى وعدم استيعاب الدروس والشعور بالفشل الدراسي وأيضا قد يكون المدرس نفسه هو السبب في هذا الشغب الناجم عن الطالب ؛فعدم كفاءة بعض الأساتذة وعدم احترامهم للبرامج المقررة قد يضغط الطالب نفسيا فيلجأ إلى افتعال مثل هذه المشاكل بالإضافة إلى ضغط ساعات الدراسة الكثيرة وثقل وتضخم وطول المقرر الدراسي." ومن جانبها أوصت دعاء عاشور مدرسة بمدرسة الثانوية بنات بمحافظة الشرقية بضرورة إيجاد مقترحات لحل هذه المشكلة قائلة: "لابد من اتخاذ بعض الإجراءات التأديبية الصارمة حيث توقيفهم لمدة محددة، وتوبيخهم وتوعيتهم بخطورة أفعالهم ،كذلك إحضار أولياء أمورهم ،وإن كانت أفعالهم خطيرة ومتكررة تتم إحالتهم على المجلس التأديبي وقد يكون مصيرهم الطرد." وعلى نفس المنوال قالت ندى محمد طالبة بمدرسة الثانوية بنات الجديدة بمحافظة الشرقية:" لابد من توعية الطلاب بأهمية الدراسة وخطورة الشغب وإرشادهم إلى الطريق الصحيح وإقناعهم بجدوى التعليم والتعلم حثهم على الانتباه ومسايرة الدروس وكذلك التدخل الحازم وإعطاء العبرة بهم للتلاميذ الآخرين مع ضرورة إلحاق خبير أو مستشار اجتماعي أو نفسي بالمؤسسة لمعالجة هذه الظاهرة وغيرها." طلاب هاربون تقول ماجدة عبد الخالق مديرة مدرسة أحواض الندى الإعدادية بمحافظة الشرقية في تصريحات خاصة ل«محيط»:" تعد ظاهرة التسرب الدراسي وهروب بعض الطلاب من المدرسة من أبرز المشاكل التي تعانيها غالبية المدارس وقد يرجع ذلك إلى شعور الطالب بالفشل الدراسي حيث يفاجئ المدرس أحيانا بعدم قدرة الطالب على القراءة والكتابة بالرغم من وصوله للمرحلة الإعدادية." وأضافت عبد الخالق قائلة :" قد ترجع أسباب هذه المشكلة إلى سوء الظروف الأسرية و الاجتماعية التي تحيط بالطالب ،كذلك تعد الظروف الاقتصادية هي من أكثر الأسباب بروزا في هذه الظاهرة ؛حيث يلجأ الطلاب إلى الغياب والتسرب المدرسي للخروج إلى العمل ومساعدة الأسرة في كسب الرزق." وأكدت عبد الخالق قائلة: "يتشكك معظم الطلاب في عدم جدوى التعليم والدراسة في تحقيق استقرارهم المعيشي والمادي ؛فهم يشاهدون أخواتهم الكبار الخريجين بعد سنوات طويل من الدراسة عاطلين عن العمل فلماذا لا يختصرون الطريق على أنفسهم!" مراهقون محبطون في السياق ذاته أوصت الدكتورة نبيلة سامي أستاذ علم الاجتماع التربوي بكلية الآداب جامعة عين شمس ومستشارة تربوية بضرورة الاهتمام بالمرحلة الثانوية قائلة:" المرحلة الثانوية هي من أهم المراحل التي يمر بها الطلاب فالطالب في هذه المرحلة يمر بمرحلة حرجة هي مرحلة المراهقة من سن 16-18؛وبالتالي ظهور العديد من المشاكل والميول والرغبات والشهوات فإذا لم يتم توجيههم توجيها سليما في ظل إطار شرعي وتربوي فإن الطلاب في هذه المرحلة يتعرضون للضياع والوقوع في الرذيلة مما يؤدي إلى الانحطاط والفشل وضياع المستقبل." وأوضحت نبيلة سامي في تصريحات خاصة ل«محيط» أن أسباب الفشل في المرحلة الثانوية قائلة:" ضعف الوازع الديني والجهل بأحكام الشريعة، التفكك الأسري وانشغال الأبوين أدى إلى تخليهما عن دورهما الأساسي في التربية وإسداء النصح والتوجيه لأبنائهما في هذه المرحلة الحرجة الاعتدال في التربية حيث أن التدليل المفرط والشدة الزائدة تؤدي إلى وقوع الشباب في مثل هذه المشاكل كذلك مشاهدة أفلام الجريمة والجنس والقنوات الفضائية الهابطة والاستخدام السلبي للإنترنت وأيضا مصاحبة رفقاء السوء. وغير ذلك من أسباب تؤدي إلى ضياع الطلاب في تلك المرحلة الحساسة. اقرأ فى الملف "العام الدراسي الجديد.. من يدخل الامتحان؟" * «الكتاب المدرسي» أزمة كل عام.. الطلاب: في يد بائع الطعمية.. وآخرون: نستعين بالخارجي * «التلميذة والاستاذ» .. علاقات سرية خلف أسوار المدارس * المنتجات المدرسية الصينية تجتاح سوق الفجالة.. والمستهلك: هدفنا السعر(صور) * خبراء: الوضع الاقتصادي والنظم المتخلفة من أسباب انهيار التعليم في مصر * خبراء يقدمون ل «محيط» روشتة النهوض بالمنظومة التعليمية * خبراء.. «المناقشة والحوار» أفضل الطرق للتدريس.. ومعلمون: «البليد» منبوذ ** بداية الملف