أيام ويبدأ العام الدراسي الجديد، ومازالت أزمة الوزارة مع الكتب الخارجية لم يتم حلها بعد.. ومعاناة الأسرة تزداد عاما بعد عام.. كتب خارجية مرتفعة السعر تصل بعض الأحيان إلى 50 جنيها للكتاب الواحد سواء لطلاب الثانوية العامة أو الإعدادي، مع إجبار الوزارة الطلاب لشراء كتاب المدرسة الذي يتم بيعه غالبا فيما بعد لمطاعم الفول والطعمية. وزارة التربية والتعليم أكدت عدم اعترافها بالكتاب الخارجي، وشددت على أن الامتحان سيكون من خلال الكتاب المدرسي، وبالرغم من ذلك يتجه الطلاب للكتاب الخارجي ولا يهتم بالمدرسي أو المدرسين أنفسهم، ويلجأ للدروس الخصوصية. الكتاب الخارجي الأساس أحمد على طالب ثانية إعدادي، قال الجأ إلى الكتب الخارجية والسنتر التعليمي، لعدم مقدرتي على الفهم من مدرس الفصل أو من الكتاب المدرسي المبهم الذي لا يحتوي على معلومة مفيدة تجعلني اكتسب شيء مفيد. وأضاف قائلا: "أنظر أنت بنفسك إلى الكتاب المدرسي لا تستطيع أن تستوعب منه شيء، حتى المدرس الذي يقوم بشرح المنهج لا يستطيع فهم هذا المنهج، وهذا ما يجعلني الجأ إلى الدروس الخصوصية لكي أقوي نفسي". وقالت أمنية أحمد ثالثة إعدادي، أنا بدأت الدراسة والدروس الخصوصية من شهر أغسطس لكي أستطيع أن أراجع وأتمرن على الامتحانات من الكتب الخارجية التي لا استطيع الاستغناء عنها. وتابعت قولها "لو لم اذكر من الكتاب الخارجي لا أستطيع فهم شيء في المنهج، فالكتاب المدرسي لا يحتوي على الكثير من الأسئلة والمفردات اللغوية العربية و الكلمات الانجليزية والفرنسية التي تجعلني أتمكن من المادة بقدر المستطاع". وأوضح مجدي إبراهيم ولي أمر طالب أنه يضطر كل عام لشراء كتب دراسية فقط بما يقارب 500 جنيه غير الكتب المدرسية التي يجبر على شرائها، بالرغم من أن المدارس تطبع ملازم قبل بدء الامتحانات لمساعدة الطلبة. وأضاف وبعد كل ذلك ينجح الطالب بالعافية ولا يوجد مناهج جيدة تجعله يستفيد منها، بعد انتهاء الامتحان لا تسال الطالب عما كتبه وما ذاكره طوال العام الدراسي، فهو انتهي بالنسبة له. كتاب الوزارة الكيلو بجنيه.. وآخرون: لا غنى عنه وقالت أماني محمد – وليه أمر – أقوم بشراء الكتب الخارجية بناء على طلب المدرسين ونصحهم لي بشرائها بجوار الكتب المدرسية، وذلك يدل على عدم اعتراف المدرسة بالكتب الوزارية، الأمر الذي يزيد من إرهاق ميزانية الأسرة، وتكون نهاية الكتاب أن يباع لمطاعم الكيلو بجنيه. وأضافت أنها تقوم ببدء الدروس الخصوصية قبل الدراسة بشهر مع عدم توافر الكتب المدرسية والتي أحيانا تتأخر بعد الدراسة بشهر فلا يلحق الطالب الإلمام بالمنهج الدراسي ، مضيفتا أن الكتب الخارجية المنقذ لنجاح الطالب. فيما استنكرت سهر محمد – ثانية ثانوي – قائله " أنا لا اعتمد على الكتب الخارجية دائماً ولكن استعين بها عندما يصعب علي فهم جزئية في الكتاب المدرسي، فاضطر أن الجأ لكتاب الخارجي، فمعظم الامتحانات تأتي من نقاط في الكتاب المدرسي لا توجد في الخارجي". وطالبت من جميع الطلاب الاعتماد على الكتاب المدرسي والالتزام به حتى يستطيع الحصول على درجات عالية، فاغلب الأوائل اعتمدوا على الكتاب المدرسي، فهو لا غنى عنه. الاستعانة بمؤلفي الكتب الخارجية يري الدكتور رضا نوفل مدير مركز ضمان الجودة لتطوير التعليم، أنه يجب الاستعانة بخبراء التعليم التي تتبناها المؤسسات الكبرى لطباعة الكتب الخارجية في مختلف السنوات الدراسية، مقابل أجر مادي يغنيهم عن المكاسب التي يحصلون عليها. وأضاف قائلا "يجب القضاء على الازدواجية في الكتب المدرسية والخارجية، وذلك عن طريق تولية أفراد لهم روائية والقدرة على اتخاذ القرارات، وأخذ قرار مثل ما اتخذ سابقا بغلق المطابع ومنع توزيع الكتب الدراسية". إلغاء الكتاب المدرسي وقال الدكتور مجد القاسم رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم، أن الدولة تنتج الكتاب المدرسي مرتين، مرة تنتجه الحكومة والأخر تنتجه الشركات القطاع الخاص، وهذا لا يحدث في أي دول من دول العالم، فكل هذا يكلف الدولة مبالغ باهظة. واقترح أن تقر الحكومة مناقصة للشركات لإعداد الكتب الدراسية تحت أشراف الوزارة، وبذلك يحدث توفير لميزانية الدولة والأسرة، موضحا أن من يقوم بإعداد الكتاب المدرسي هو نفس الشخص الذي يقوم بإعداد الكتاب الخارجي. اقرأ فى الملف "العام الدراسي الجديد.. من يدخل الامتحان؟" * «التلميذة والاستاذ» .. علاقات سرية خلف أسوار المدارس * المنتجات المدرسية الصينية تجتاح سوق الفجالة.. والمستهلك: هدفنا السعر(صور) * خبراء: الوضع الاقتصادي والنظم المتخلفة من أسباب انهيار التعليم في مصر * خبراء يقدمون ل «محيط» روشتة النهوض بالمنظومة التعليمية * خبراء.. «المناقشة والحوار» أفضل الطرق للتدريس.. ومعلمون: «البليد» منبوذ * "محيط" ترصد الأسباب الحقيقية وراء عزوف الطلاب عن المناهج الدراسية ** بداية الملف